اقترح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خطة من مرحلتين لوقف إطلاق النار في غزة، الأولى هدنة لمدة أسبوع تبدأ، غدا الأحد، وبعد دخولها حيز التنفيذ تبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين حول المسائل الاقتصادية والسياسية والأمنية الرئيسية بمشاركة دول أخرى.
لكن هناك بعض المسائل العالقة تجعل الموافقة على المبادرة تتأخر، بينها مقترح إسرائيلي يتضمن إبقاء قوات إسرائيلية في غزة خلال الوقف المؤقت لإطلاق النار.
وكان كيري قد أجرى محادثات مع نظرائه في قطر ومصر وتركيا والنرويج، كون المحادثات مع وزيري خارجية قطر وتركيا مهمة للغاية، لأن الدولتين دعمتا حماس ويبدو أن لديهما بعض النفوذ على الحركة كما أنهما تعملان كوسيطين.
فقد توجه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، إلى الدوحة في زيارة مفاجئة لهذا البلد وهذا بعد مكالمة من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، للمشاركة في جهود التهدئة، حيث ألغى زيارة كانت مقررة إلى فرنسا أمس الجمعة.
وقد اتخذ أوغلو هذا القرار، بعد مكالمة هاتفية مع نظيريه الأمريكي والقطري، مساء الخميس، وبعد التباحث مع قياديي حركات فلسطينية. وحث كيري الوسطاء الإقليميين في منطقة الشرق الأوسط، على التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، الجمعة، فيما ارتفع عدد القتلى من المدنيين.
وتبقى محادثات وقف إطلاق النار في موقف حرج بعد تجاوز عدد القتلى ٨٣٠ قتيل وأكثر من خمسة آلاف جريح، حيث تصاعد حجم الأضرار بشكل كبير مع تواصل العمليات العسكرية التي تشنها إسرائيل ضد أهالي قطاع غزة، حيث اختفت أحياء سكنية نتيجة القصف، كونها لا تتعمد القتل فقط عندما تستخدم القنابل الضخمة، بل تهدف إلى إنهاك الناس لأعوام بإعادة الإعمار، حيث أسقطت ١٠ آلاف طن من المتفجرات على غزة، فما يجري في فلسطين إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية.
وتبقى الحاجة لوقف إطلاق النار ملحة، خاصة بعد مقتل ١٥ شخصا كانوا يحتمون بمدرسة تديرها الأمم المتحدة، في قصف إسرائيلي. وعلى الطرفين أن يتنازلا عن شروطهما الصعبة لوقف النار خدمة لهما وحقنا للدماء من الجانبين، فهل تأتي خطة كيري بنتيجة رفقة مجهود الوسطاء في الشرق الأوسط؟ الأيام القليلة القادمة كفيلة بالإجابة.