قصائد لتحريك الضّمائر العربية
احتضنت دار الثقافة حسن الحسني بالمدية نهاية الأسبوع سهرة أدبية حضرها نخبة من الشعراء والقصاصين من داخل وخارج الولاية في إطار الاحتفال بليالي الشهر الفضيل.
شارك الشاعر يوسف الباز بلغيث من الجلفة في هذه القعدة الأدبية، ابن الشاعر الفحل سلامي بلغيث، رفيق درب كل من الفنانين الراحلين حسن الحسني «بوبقرة» وخليفي أحمد ورابح درياسة بقصيدة بعنوان «لاجئة»، حيث هزّت مشاعر الحضور وأبكت الكثيرين منهم، لتصويرها لمشهد إمرأة سورية جميلة تُجبر على التسول لأجل لقمة العيش، وهي القصيدة التي أهّلته مؤخرا لنيل الجائزة العربية الأولى بالقاهرة في مهرجان «مجلة همسة للفنون والآداب».
وفيما تجاوب رواد القاعة مع هذه الكلمات الصادقة، قدم ابن عرش النوايل بالبيرين، قصيدة ثانية بعنوان «من ملهمي في الوطن» بعد أن أهداها إلى سكان ولاية المدية، لم تقل تشويقا واستمالة عن القصيدة الأولى.
وذكر الشاعر الشاب أنور بومدين من روسيكادا في قصائده بين الغزل وغزة مدى تعلقه بالأدب والكلمة الشاعرية، مقدما أمام الحضور بالمكتبة الرئيسية في هذا السياق قصيدة بعنوان «ساقط» عالجت القضية الغزاوية بمعاني واضحة وضاربة في عمق التضامن ما بين الشعبين الجزائري والفلسطيني، تلتها قصيدة غزلية بعنوان «قوليها» ثم «إني أحبك جدا» وأخيرا «قتيل اللسان»، كاشفا في هذه السانحة الأدبية بأنه لم يعتد قط الكتابة في السياسة، وليست له أي علاقة بها لكن الأحداث الأخيرة التي عرفتها غزة من قصف جهنمي، حتّمت عليه تناول في واحدة من قصائده جراح أبناء هذه المنطقة الطاهرة من هذا الوطن العزيز.
من جهته، قدّم الشاعر مروان رمضان من المدية من بين أروع قصائده الغزلية، الأولى بعنوان «شكرا لحبك» والثانية «نزق»، في حين آثر الشاعر زوبير قودري من عمق ولاية التيطري الترحيب بفحول ولاية الجلفة، مؤكدا بأنّ مجالستهم لا تُشبع، مقدما بدوره قصيدتين من اللون الشعبي الأصيل «صبحت عيني عند المساء»، واصفا زوجته الغالية عليه، وأخرى بعنوان «لعابها في لبانها»، تلاه في إثراء هذه الجلسة الأدبية، الشاعر اللمداني سليمان قاصد، الذي لم يتأخر لحظة في الترحيب بصديقه ابن سكيكدة وبمجانين الشعر، الذين قال بشأنهم «إنّهم لا يتأخّرون عن المواعيد، رغم مشقّة السّفر وصعوبة المواقف»، باعثا بتحية تقدير إلى مدير دار الثقافة نظير مثل هذه الجلسات الأدبية مقدما قصيدة بعنوان «أحبك والهمس في مدينتي»، مخاطبا زوجته وسط غياهيب وغرائب عاصمة الأوراس التي استهوت أحاسيسه ذات يوم، حتى صار يكنّ لها الاحترام الكبير، مطربا أسماع الحضور بقصيدة ثانية بعنوان «تهمتي هي الحب»، ليأتي بعد ذلك الدور للشعر النسائي عن طريق الشاعرة الواعدة الزهور بن تلمساني في قصيدة رثائية لشخصية النبي محمد عليه السلام، ثم مجموعة أخرى من الخواطر قرأتها شاعرة في الحادية عشر من عمرها، لتختتم هذه السهرة الأدبية على وقع نغمات العود.