شدد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود، على كل المؤسسات المعنية بمواجهة الكوارث، العمل على تدريب وتكوين المتطوعين حتى يتسنى لهم القيام بمهامهم على أحسن وجه والاستعداد لكل طارئ محتم تحت أي ظرف، مؤكدا أن مواجهة الأخطار تعد من المهام الصعبة التي تتطلب منهم اليقظة والجاهزية التامة وهذا لا يأتي، بحسبه، إلا من خلال التكوين وتبادل الخبرات والتجارب مع نظرائها في بلدان العالم.
أكد بلجود لدى إشراف على مراسم الاحتفال باليوم العالمي للحماية المدنية بالوحدة الوطنية للتدريب والتدخل، بمعية المدير العام العقيد بوعلام بوغلاف، بحضور عدد من أعضاء الحكومة، أن القيام بحشد الأفراد المتطوعين في إدارة مخاطر الكوارث يعد من أهداف السلطات العمومية.
ولعل المرصد الوطني للمجتمع المدني، الذي بادر بإنشائه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، يضيف وزير الداخلية قائلا: «سيكون دون شك لبنة أساسية وخزانا تستمد منه كل الطاقات لترقية العمل التطوعي وجعله عنصرا أساسيا عند وضع الخطط على الصعيدين المركزي والمحلي بغية التصدي للكوارث».
كما أبرز وزير الداخلية في كلمة له بالمناسبة، حرص الدولة على العمل على ترقية وتطوير قطاع الحماية المدنية، حيث تعد من بين الدول السباقة التي آمنت بسياسة المنظمة في مجال الوقاية وإدارة وتسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة، بحيث انضمت إليها سنة 1976، فهي من بين الدول الأعضاء النشطة في المنظمة، مما أهلها لأن تترأس المجلس التنفيذي لمدة عشر سنوات متتالية، حيث تم تزكيتها كدولة عضو في المجلس التنفيذي بأغلبية الأعضاء.
وأوضح، أن الحماية المدنية من بين مؤسسات الدولة الهامة الذي توليها السلطات العليا للبلاد الاهتمام من خلال مواصلة دعمها بكل الوسائل المادية والبشرية المؤهلة وتوفير لها كل الظروف الملائمة لغرض القيام بالمهام المنوطة بها.
وأكد وزير الداخلية، أن جهاز الحماية المدنية في بلادنا اليوم يتمتع بمهنية واحترافية عالية في التعامل مع مختلف الحوادث والكوارث، بفضل الخبرة والتجربة التي اكتسبها على مدار السنين، من خلال تدخلات فرقه على الصعيدين الوطني والدولي وهو ما تجسد في مختلف الكوارث التي عرفتها الجزائر، كزلزال الأصنام، معسكر، تيبازة، بومرداس وفيضانات باب الوادي وحرائق الغابات التي عرفتها صائفة 2021 في ولايات تيزي وزو، بجاية، خنشلة، الطارف والبويرة وغيرها.
وأبلت مصالح الحماية المدنية، يضيف وزير الداخلية قائلا: «البلاء الحسن في مجابهة هذه الحرائق، على غرار باقي مؤسسات الدولة والهيئات العمومية، التي أبت إلا أن تساهم وتقدم يد العون والمساعدة، على رأسهم الجيش الوطني الشعبي وجنبت وقوع خسائر مادية وبشرية كبيرة، بدون أن ننسى الهبة التضامنية للمواطنين من ولايات القطر الوطني للوقوف الى جانب العائلات المتضررة».
ونوه الوزير بالمناسبة، بالتضحيات الجسام لأعوان الحماية المدنية في مجابهة فيروس كورونا، بحيث كانوا ضمن الصفوف الأولى يقول: «في مكافحة تفشي الجائحة إلى جانب إخوانهم من الأسلاك الطبية وقطاعات الدولة الأخرى، متحدّين كل الصعاب والأخطار، واضعين نصب أعينهم خدمة إخوانهم لا غير، مضحين بالنفس والنفيس من أجل التكفل بالمصابين، إضافة الى مشاركتهم في عمليات التوعية والتحسيس من أخطار الوباء وكذا في عمليات التعقيم والتطهير للحد من انتشار الوباء، بحيث ساهمت جهود الجميع في التقليل من الإصابات».
وأثنى في هذا الإطار، على الدور المحوري الذي يقوم به عناصر الحماية المدنية من نساء ورجال، أفنوا شبابهم في خدمة هذا القطاع النبيل وبذلوا النفس والنفيس في سبيل ترقيته وتطويره والوصول به إلى المكانة التي أصبح يحتلها اليوم بين القطاعات الأخرى على الصعيدين الوطني والدولي.
وقال الوزير، إن الحماية المدنية تحتفي بيومها الوطني العالمي اليوم، على غرار بقية الدول الأعضاء في المنظمة، تحت شعار: «الحماية المدنية وإدارة السكان المشردين في زمن الكوارث والأزمات ودور المتطوعين ومكافحة الأوبئة»، بحيث يعتبر المتطوعون كقوة بشرية هامة في تقديم الدعم لقطاع الحماية المدنية لمواجهة الكوارث والأزمات والتقليل من أخطارها ووطأتها على المواطنين.
العقيد بوغلاف: النجاعــة والفاعليـة في إدارة وتسيير الكوارث
بدوره المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف، أكد حرص الجهاز على حماية الساكنة من الأخطار، فهي تعد، بحسبه، مسؤولية تقع على عاتق القطاع بالدرجة الأولى بإنقاذ وإسعاف الأشخاص وإيوائهم، بالتنسيق مع مختلف المصالح المتدخلة الأخرى. وأفاد العقيد بوغلاف، أن الحماية المدنية بحاجة إلى السند والدعم من قبل الفئات الجمعوية النشطة في الميدان وكذا المواطنين المتطوعين، لاسيما أثناء الكوارث الطبيعية كالزلازل، الفيضانات، حرائق الغابات وغيرها من الكوارث، بحيث تحتاج هذه القوة تكوينا وتأطيرا للاستعانة بها عند الضرورة.
وهذا ما تسعى الحماية المدنية، يضيف قائلا: «جاهدة من أجله في مخططاتها من خلال تنظيم عدة دورات تكوينية لفائدة الجمعيات والمواطنين تحت شعار «مسعف لكل عائلة»، حيث استطاعت تكوين أكثر من 150 ألف مسعف من النساء والرجال ويعتبر المتطوعون الدعامة الأساسية في إدارة المخاطر والكوارث».
وأوضح المدير العام للحماية المدنية، أن القيام بحشد الأفراد المتطوعين في إدارة مخاطر الكوارث ضروري جدا على كافة مستويات المجتمع ويتعين أخذ العمل التطوعي بعين الاعتبار عند وضع الخطط الوطنية، القطاعية أو التخصصية، بغية التصدي للكوارث، وحتى يتسنى للمتطوعين القيام بمهامهم على أحسن وجه كان، من الضروري يقول: «العمل على تدريبهم وتكوينهم لتسهيل مهمتهم وهذا ما توصي به رسالة الأمينة العامة للمنظمة الدولية للحماية المدنية».
وأثنى العقيد بوغلاف على حرص السلطات العليا للبلاد على تطوير القطاع والذي أعطى ثماره ميدانيا على المستويين الوطني والدولي، يتجلى ذلك من خلال النجاعة والفاعلية في إدارة وتسيير مختلف الحوادث والكوارث التي عرفتها بلادنا، بالتنسيق مع مختلف قطاعات الدولة العسكرية منها والمهنية.