إنشاء 45 مركزا للتكفل بالمرضى عبر التراب الوطني
أعلن وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات البروفيسور عبد الرحمان بن بوزيد، أمس، عن إصدار دليل خاص للتكفل بمرضى التهابات الكبد الفيروسي المزمنة «ب» و»ج»، الذي يمثل نسبة انتشار 2,15٪ النوع الثاني، في حين فيروس «ج» 1٪، هذا الدليل يساعد في دعم وتوجيه موظفي الصحة للتكفل بمرضى التهابات الكبد الفيروسية المنزمنة الذين يمثلون علاج 3 ألاف حالة سنويا.
صرح بن بوزيد، أمس، خلال إشرافه على انطلاق فعاليات اليوم الدراسي الخاص بعرض دليل للتكفل بمرض التهابات الكبد الفيروسية المزمنة «ب» و»ج» بفندق الماريوت بالعاصمة، أن أكثر من 300 مليون شخص عبر العالم يعانون من هذا الداء، منهم أكثر من 250 مليون مصابون بفيروس التهاب الكبد «ب» و70 مليونا بالتهاب الكبد «ج»، بينما تعتبر الجزائر منطقة جغرافية متوسطة لتوطين التهابات الكبد الفيروسية «ب» و»ج».
وقال الوزير في هذا الصدد، إن الأبحاث الوطنية أشارت الى أن فيروس «ب» أكثر انتشارا في ولايات الجنوب والهضاب العليا، بينما ينتشر فيروس «ج» في شرق البلاد، مشيرا إلى انضمام الجزائر إلى التوصيات الدولية لمنظمة الصحة العالمية للقضاء على الفيروس بحلول 2030، حيث يتم تعريف هذا القضاء كتقليص بنسبة 90٪ من الاصابات الجديدة بفيروس التهاب الكبد ب وج 65٪ من الوفيات، وتتمثل مضاعفة هذه العدوى في التليّف، الذي يمكنه أن يؤدي الى التشمع وسرطان خلايا الكبد.
أشار بن بوزيد إلى البرنامج الوطني لمكافحة التهابات الكبد الفيروسية الذي يعتبر اليوم أنموذجا على المستوى القاري، ويتضمن تدريبين أساسيين على الصعيد الوقائي، التشخيص والعلاج، موضحا في الشق الوقائي، أن التلقيح ضد التهاب الكبد الفيروسي «ب» تم إدراجه منذ سنة 2001 في الرزنامة الوطنية، مع ضمان حق الدم الذي يخضع لقواعد السياسة الوطنية الصارمة المعتمدة.
على صعيد التشخيص والعلاج، أعلن الوزير عن إنشاء 45 مركزا للتكفل، موزعا عبر التراب الوطني، يسْمح بالحصول على تقييم مراقب للجانب الوبائي وللمقاربة العلاجية، وتشكل الأدوية المضادة للفيروسات الجنيسة ضد التهاب الكبد الفيروسي «ج» المصنعة محليا والمعتمدة مسبقا من منظمة الصحة العالمية والتي توصف مجانا، تشكل سلاحا أساسيا للبرنامج الوطني لمكافحة التهابات الكبد الفيروسية وتعادل «تلقيحا»، لأن نسب الاستجابة الفيروسية تتجاوز 95٪.
أشاد الوزير بهذا الدليل الذي أعد برعاية وزارة الصحة من طرف فوج متعدد التخصصات من (الخبراء متخصصين في الجهاز الهضمي والأمراض المعدية، الطب الباطني، طب الأطفال والفيروسات والتشريح المرضي وصيادلة)، يتطرق إلى المقاربة التشخيصية والعلاجية، هدفه تقييس التكفل التشخيصي والعلاجي للمرضى المصابين بعدوى فيروسية مزمنة بفيروس «ب» وفيروس «ج».
وأشار في سياق ذي صلة، إلى اللجنة المكونة من خبراء لمتابعة وتقييم تنفيذ هذا الدليل، تتكون من ممثلي وزارة الصحة ومتخصصين متعددي التخصصات وهيئات تحت الوصاية. كما ستوسع لتشمل كل متدخل معني بالنشاط المبرمج، وتتمثل مهامها في ضمان التنسيق في تنفيذ نشاطات التشخيص والعلاج، التصديق على الدعامات المستعملة، مع إنشاء دعامات أخرى، وكذ إنشاء منصة رقمية تتعلق بمعلومات التكفل التشخيصي والعلاجي بالتهابات الكبد الفيروسية المزمنة «ب» و»ج» في بلادنا.
ختاما، أكد البروفيسور بن بوزيد أن هذا الدليل سيسمح بتحقيق نجاعة وموثوقية للمعلومات العيادية والوبائية والدور الذي يؤديه المتدخلون المعنيون من مختلف الهياكل الصحية للبلاد في التكفل التشخيصي والعلاجي، ويساهم أيضا في تحسين علاج المريض الذي يعتبر الهدف الأول.
توحيد التكفل التشخيصي والعلاجي
من جهته، البروفيسور نبيل دبزي بمصلحة مرضى التهابات الكبد الفيروسية بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، أكد في تصريح على هامش الندوة، أن الدليل يسمح بتوحيد نمط العلاج بين الأطباء عبر التراب الوطني، مشيرا أن الأدوية متوفرة ومصنوعة في الجزائر، وكذا التلقيح معتمد عند الأطفال الرضع، بقي فقط اعتماد نمط علاج موحد لتحسين حالة المريض.
وقال إن الجزائر تعالج سنويا 3000 مريض بالتهابات الكبد الفيروسية المزمنة، مشيرا أن الرقم دليل على أن الجزائر منطقة معتدلة، من حيث الإصابات، ما يستدعي اليوم متابعة وتقييم تنفيذ هذا الدليل وإدخال تعديلات في حال توفر معلومات جديدة، خاصة وأن هذا الأخير أنشئ من قبل وتأخر إصداره بسبب جائحة كورونا التي كان تأثيرها كبيرا على عديد الاختصاصات، خاصة مرضى التهاب الكبد الفيروسي، الحالات المتطورة.
وعليه، أثنى البروفيسور على جهود المشاركين في هذا الحدث الطبي الهام، الذي انتهى بإصدار دليل يستجيب للاحتياجات الحقيقية لمهنيي الصحة عن طريق توجيههم في التكفل بمرضاهم المصابين بالتهابات الكبد الفيروسية المزمنة «ب» و»ج»، مؤكدا أن علاج التهاب الكبد الوبائي «ج» تحسن كثيرا خلال السنوات الأخيرة.