طباعة هذه الصفحة

اتّفاق على المحادثات وخلاف حول المكان

كييف تحــت الحصـار والغـــرب يتوعّــد موسكـــو

 خلال اليوم الرابع من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، استمرّت معركة السيطرة على كييف بينما عزّز الغرب ضغوطه على موسكو عبر استبعاد مصارف روسية من نظام «سويفت» المالي، ويستعد لتسليم المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا، في وقت يجري الحديث عن تحرك مجلس الأمن بهدف عقد جمعية عامة استثنائية للأمم المتحدة، وبالموازاة مع ذلك تنقّل وفد روسي إلى بيلاروسيا من أجل المحادثات مع أوكرانيا.

أعلنت سلطات خاركيف، أمس الأحد، دخول الجيش الروسي إلى ثاني أهم مدينة في أوكرانيا. وكانت صفارات الإنذار المضادة للطائرات في كييف أطلقت ليل السبت إلى الأحد، داعية السكان إلى الاحتماء بالملاجئ في العاصمة. ومن جانبه، أكّد الجيش الأوكراني أنّ القوات الروسية «تواصل عمليتها لحصار كييف» بعد أن «أكملت إعادة تجميع وحداتها» على الجبهة الشمالية.
غلق الأجواء الأوروبية
 تحدّثت مصادر إعلامية، أمس، عن استمرار التصعيد العسكري وسط معارك ضارية في مختلف الجبهات بعدما دخلت العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا يومها الرابع، في عمليتها الخاصة لحماية دونباس ونزع سلاح أوكرانيا وسط تصعيد غير مسبوق للعقوبات الغربية ضد روسيا مع التركيز على قطاعها المالي.
وعلى الصعيد السياسي، بحث وزراء الخارجية الأوروبيون، أمس الأحد، التوصل إلى اتفاق جماعي توصلوا فيه إلى إرسال دعم مالي وعسكري إلى كييف، بالإضافة إلى رفع مستوى العقوبات الاقتصادية ضد روسيا لتشمل إغلاق الأجواء الأوروبية أمام الطيران الروسي، مع إغلاق نظام سويفت المصرفي أمامها.
دورة للجمعية الأممية
 في حين عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا لتبني مشروع قرار يطلب «دعوة الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى عقد دورة خاصة»، اليوم الاثنين، تخصص للنزاع بين روسيا وأوكرانيا.
ونقلت مصادر إعلامية عن دبلوماسي طلب عدم كشف هويته، أن الهدف من هذه «الدورة الاستثنائية للجمعية العامة جعل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 تتخذ موقفا» حيال النزاع وحيال ما تراه «انتهاك ميثاق الأمم المتحدة»، و»بالطبع إدانة العملية العسكرية الروسية».
ونادرا ما يتم اللجوء إلى هذه الآلية التي نصت عليها نظم الأمم المتحدة، علما بأنّها لا تشمل إمكان لجوء أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن إلى حق النقض (فيتو).
خلاف حول مكان الحوار
 في الأثناء، أفاد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أمس، بأنّ وفدا روسيا وصل إلى بيلاروسيا لإجراء محادثات مع الأوكرانيين. وقال «سنكون مستعدين لبدء هذه المفاوضات في مدينة غوميل».
وكان الرّئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، قال إن الرئيسين الأذري إلهام علييف والتركي رجب طيب أردوغان، اقترحا رعاية مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا. معلنا أن أراضي بيلاروسيا لا تصلح منصة للمحادثات مع موسكو.
وأعرب الرّئيس الأوكراني، في مقطع فيديو، عن انفتاحه على الحوار في أماكن أخرى «لا تبدي - كما قال - عدوانية تجاه أوكرانيا مثل وارسو، وبودابست، واسطنبول»، متّهما روسيا بمهاجمة بلاده انطلاقا من بيلاروسيا.
تفوّق ميداني للقوّات الرّوسية
 ميدانيا، أعلن النّاطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أمس الأحد، أنّ الجيش الروسي استهدف أكثر من 975 هدف عسكري أوكراني.
ونقلت مصادر إعلامية عن كوناشينكوف قوله: «استهدفت القوات المسلّحة الروسية 975 هدف تابع للقوات العسكرية الأوكرانية، ومنها 23 مركز قيادة واتصالات وثلاثة رادارات، بالإضافة إلى 31 منظومة صواريخ مضادة للطائرات من طراز «إس 300» و»أوسا» وأنظمة «بوك» و48 محطة رادار وثماني طائرات مقاتلة وسبع طائرات عمودية، كما استطاعت القوات المسلحة الروسية إسقاط 11 طائرة مسيرة.
وفي السياق، أشار كوناشينكوف إلى أن الدعم المباشر من القوات المسلحة الروسية ساهم بتقدم قوات جمهورية لوغانسك الشعبية على عمق 52 كيلومترا إضافيا.