استرجاع أعمال سمعية بصرية عن الثورة من إيطاليا
تطرق وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، في لقائه مع ممثلي المؤسسات الإعلامية على هامش الاجتماع المبرمج مع إطارات وزارة الاتصال، الأسبوع الماضي، إلى التحضيرات الجارية لإحياء المحطات التاريخية القادمة، على غرار يوم النصر 19 مارس، واستشهاد رموز الثورة في شهر الشهداء، وكذا المحاور الكبرى لبرنامج القطاع المزمع تجسيده إحياء للذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية، حيث سيكون هناك عمل جاد ومتميز هذا العام.
شدد وزير المجاهدين على أهمية استخدام التكنولوجيات الحديثة لتبليغ تاريخ الجزائر للأجيال القادمة وتعريفهم بالمعالم التاريخية مثل المحتشدات ومراكز التعذيب، خاصة أننا نفقد يوميا المجاهدين الذين يمثلون جيل الثورة.
وأكد أن سنة 2022 ستكون مميزة في مجال الذاكرة الوطنية عبر إحياء المحطات التاريخية ورموز الثورة، مثل عيد النصر وستينية استرجاع السيادة الوطنية وهذا بالتعاون مع كل القطاعات ومرافقة وسائل الإعلام حتى نحافظ على أمانة الشهداء.
وأبرز ربيقة الأهمية التي توليها السلطات العمومية وعلى رأسها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لموضوع الذاكرة بتناول التاريخ الوطني بكل السبل، لاسيما عن طريق السمعي البصري لإيصاله إلى الأجيال، حيث أعطى الوزير الأول توجيهات للتنسيق مع وزارة التربية الوطنية.
وأضاف، أنه تم عقد جلستين مع إطارات وزارة التربية الوطنية والمنظمة الوطنية للمجاهدين لجعل المجاهدين يتنقلون من ولاية لأخرى ويلقون دروسا أمام تلاميذ الأطوار الثلاثة كي يعرفوا ما معنى ثورة ومجاهد، مع إعادة النظر في المناهج. وفي هذا الصدد، يعمل قطاع المجاهدين على تحضير الدليل المنهجي للأستاذ وللأطوار التعليمية الثلاثة.
في المقابل، كشف ربيقة عن إعداد قطاع المجاهدين شريط وثائقي خاص باتفاقية إيفيان ويوم النصر وأعمال توثيقية كبيرة ستعرض، لأول مرة، ومعرض للصور والجرائد الوطنية والاستعمارية التي صدرت إبان تلك الفترة. ولأول مرة سيتم استرجاع كل الأعمال السمعية البصرية المنجزة من طرف الصحافيين الإيطاليين من 1957 إلى تغطية مظاهرات 11 ديسمبر 1960، وهذا بعد الاتفاق مع السفارة الإيطالية.
وأوضح الوزير، أن هذه الأعمال ستسلم، قريبا، لقطاع المجاهدين وذلك بعد إعادة ضبطها وإصلاحها لتمنح المادة التاريخية للإعلاميين ومراكز البحث والطلبة.
وقال أيضا: «نفكر في إنشاء معرض أو متحف رقمي موجه لأبناء الجنوب الذين لا يستطيعون التنقل».
ونبه الوزير إلى نقطة متعلقة بتصحيح الكثير من المصطلحات التاريخية، مثل الاستقلال والأصح هو استرجاع السيادة الوطنية، مشيرا إلى أن القطاع طرح في هذا الشأن مشروع القانون التمهيدي المعدل، كما فتح العديد من الورشات على مستوى المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 للنهوض بهذا المركز، قائلا: «المركز لسان حال وزارة المجاهدين من الناحية العلمية والأكاديمية نرقيه إلى مستوى مركز بحثي متخصص ونبدأ نؤسس لأكاديمية التاريخ الوطني».
وكشف في هذا السياق، عن اتفاق مع وزير التعليم العالي والبحث العلمي لتزويد قطاع المجاهدين بالأساتذة المتخصصين.
وفي رده عن سؤال موقع «ذاكرة الشعب» حول برنامج القطاع الخاص بمجازر 8 ماي 1945، أوضح الوزير أن هذه المجازر الموسومة باليوم الوطني للذاكرة، ستكون الاحتفالات بها مميزة هذا العام.
بالنسبة لاسترجاع الأرشيف الوطني، أكد ربيقة أن هناك عمل كبير وتوحيد الجهود في هذا المجال، لأن أرشيفنا موزع في عدة دول عربية وأوروبية، خاصة بالقاعدة الشرقية بتونس وسيتم الحصول على الكثير منه قريبا.