تعرف أسعار اللحوم الحمراء في السوق الوطنية ارتفاعا ملحوظا خلال الأسبوع الجاري، حيث وصلت الزيادة في الكيلوغرام من لحوم الغنم إلى 200 دينار و300 دينار في الكلغ من لحم البقر، ومن المرجح أن تقفز الأسعار حسب بعض الجزارين، إلى 400 دينار في الكيلوغرام خلال شهر رمضان.
استبعد عضو المكتب الوطني للمجلس المهني لشعبة اللحوم الحمراء، ميساوي البشير، استغلال الموالين مناسبة شهر رمضان لرفع الأسعار، وإنما الاحتكار والمضاربة وراء ارتفاع هذه المادة الغذائية، التي أصبحت قابلة للزيادة بالرغم من الإجراءات التي اتخذتها وزارة الفلاحة والصيد البحري من خلال استيراد 20 ألف رأس بقر تسمين استوردت حية من أجل ذبحها، وفق شروط الذبح المعمول بها، وهذا من أجل كسر الاسعار خلال الشهر الفضيل، لكن المضاربة تلهب الأسعار في كل مرة.
وأكّد في اتصال مع «الشعب»، أنّ إجراءات عديدة اتخذت للحفاظ على استقرار أسعار اللحوم إلى جانب استيراد عجول التسمين، مع شراكة بين الجزائرية للحوم، فيدرالية مربي المواشي وديوان تربية الأنعام، تحت شعار «رابح رابح»، والتي يتم بموجبها تزويد المربين بالعلف المدعم بقيمة 2600 دينار للقنطار، وتشتري الجزائرية المادة بسعر 1000 دينار للكلغ «غنم»، هي عوامل بإمكانها حسبه خفض سعر لحم الغنم إلى معدل متوسطي يصل 1200 دينار.
كما أشار إلى إشكالية استيراد اللحوم المجمدة، حيث اقترح عضو المكتب الوطني لشعبة اللحوم التوجه إلى اعتماد لحم «النعاج»، الذي يباع بسعر زهيد يصل إلى 800 دينار في الكلغ الواحد، وهذا بدل اللجوء إلى استيراد المجمد الذي يكلف أموالا كبيرة، مشيرا إلى أن الامر لا يهدد الثروة الحيوانية كما يعتقد البعض لأن تربية النعاج لديها فترة محددة تقدّر بـ 5 سنوات يتم بعدها ذبحها مباشرة وتوجيهها إلى المذابح، نفس الأمر مع البقر كبير السن، حيث يخضع لنفس العملية، وهذا من أجل الاستغناء نهائيا عن تكاليف اللحوم المجمد؟
وقال المتحدث، إنّ الإجراءات تضمن بيع اللحوم بأسعار مدروسة لا تتجاوز 1300 دج بالنسبة للحوم الأغنام و1400 دج للحوم البقر في شهر رمضان، غير أن المضاربة والغش يؤثران على سلسلة البيع، مشيرا بخصوص الغش في بيع اللحوم، إلى أن بعض تجار التجزئة يبيعون لحم النعاج بنفس سعر الخروف أي 1300 دينار للكلغ، في حين لا يجب أن يتجاوز ثمنها 800 دينارا.
وأكّد ميساوي، أن مشكل الأسعار مطروح على مستوى تجار التجزئة، حيث يجب إخضاع عمليات البيع إلى المراقبة المستمرة قبل وبعد شهر رمضان للحفاظ على ثمنها الحقيقي، مع تفعيل الذبح المباشر بالمذابح، والابتعاد عن الذبح العشوائي الذي يسمح ببيع لحوم غير صحية وبأسعار خيالية، مع ضرورة فتح نقاط بيع على مستوى المدن الكبرى على غرار العاصمة، عنابة ووهران من اجل البيع المباشر «موال - مستهلك» والقضاء على الدخلاء.
كما أبرز ضرورة حل مشاكل شعبة اللحوم التي أثّرت بشكل مباشر على التسويق، حيث أصبحت الاسعار قابلة للزيادة باستمرار، مشيرا إلى المشكل الأكبر الذي يواجه مربي الأغنام والموالين، هو غلاء الأعلاف، حيث وصل القنطار إلى 6000 دج، ولا تتوفر في الكثير من الأحيان، بالإضافة إلى الجفاف الذي أثر على المحاصيل الزراعية.
وحسبه، أصبح الموال يفكر في الأعلاف أكثر من أي شيء آخر، لأنها بنوعيها المسمنة والموسمية غير موجودة خاصة المسمنة التي وصل سعرها إلى 6 آلاف دينار بينما الأخرى تباع بـ 4 آلاف دينار، ولا تحوي إلا على 0.85 بالمائة من الفيتامينات، موضحا بخصوص الجفاف، أن الوزارة اقترحت تخصيص 40 بالمائة من إنتاج المطاحن من «النخالة» للأغنام لكن لم يتجسد لحد الآن، هي مشاكل جعلت الموالين يركضون وراء غذاء الأغنام وليس تنظيم الشعبة.