طباعة هذه الصفحة

إعادة افتتاح قصر رياس البحر

القصبة ذاكرة صامدة عابرة للزمن

أمينة جابالله

أشرفت أول أمس الخميس وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، على افتتاح قصر الرياس حصن 23 بعد أشغال الترميم والصيانة، التي أبانت بعد العمل الحثيث والصارم لعمال القصر الذي استغرق أربعة أشهر ونصف، عن الحلة البهية لفضاء يعد من بين أهم المعالم التاريخية التي تتزين بها الجزائر المحروسة، والذي سيبقى كنسيج سياحي أثري مفتوحا للمهتمين بالتراث المعماري ومقصد لاستقطاب الزوار والسياح.
وقفت صورية مولوجي في أول خرجة ميدانية لها بعد تعيينها حديثا على رأس الوزارة، على صرح قصر رياس البحر، الذي انتهت به عمليات الترميم العديدة التي عرفتها مختلف فضاءاته، حيث جابت رفقة الموكب المرافق لها كل مساحات القصر واستمعت لشروحات عمليات الأشغال التي تمّ توثيقها كبطاقات تعريفية ونصوص توضيحية من طرف مديرة مركز الثقافة والفنون فايزة رياش.
 وبالمناسبة أشادت الوزيرة بهذا المعلم الذي تزامن تدشينه والاحتفاء بيوم القصبة، قائلة في هذا السياق: «جد سعيدة أن تتصادف أولى أيام تواجدي على رأس وزارة الثقافة والفنون مع يوم القصبة، هذا القطاع المحفوظ ضمن التراث العالمي من 30 سنة، بعد أن تمّ تصنيفه من طرف منظمة اليونيسكو سنة 1992، وصُنف وسُجل في الموروث الوطني في 1991»، مضيفة بأن القصبة ليست مجرد معالم تاريخية عمرانية، ونسيج بشري متميز فقط، بل هي ذاكرة صامدة وعابرة للزمن، تترجم مراحل بسط السيادة الوطنية، والاحتفاء بها يوطد معاني الاحتفاء بالسيادة وٌعادة تملكها.
 وفي ذات السياق، اعتبرت هذه الخطوة تندرج ضمن الملفات الكبرى التي تطرّقت لها على مستوى الوزارة، بدأت الأشتغال عليها في مرحلة أولى، وتمّ أخذ بعض التدابير أو بعض المقترحات في ذات الخصوص.
 كما أشارت المتحدثة إلى الاستراتيجية التي ستعتمدها الوزارة في التكفل بهذا الصرح العمراني، قائلة إنه في البداية سيكون هناك إطلاق لمشروع دراسة لاسترجاع التصميم الأصلي لقلعة الجزائر، كما ستكون هناك ورشة عمل خلال شهر مارس المقبل مع الفاعلين على مستوى قطاعنا ممن يشتغلون على الملف، للوقوف على حيثيات سير وتقدم النشاط هناك حتى نخلق نوع من حركية اقتصادية وسياحية على مستوى قصبة الجزائر».
وأضافت «سيتم التنسيق وإعادة تفعيل اللجنة القطاعية مع والي ولاية الجزائر، عملا بالتوصيات التي خرجت عن مختلف الاجتماعات الحكومية وعن توصيات رئيس الجمهورية شخصيا بملف القصبة، حيث سنقوم بتقرير دوري لمنظمة اليونسكو في أواخر السداسي لهذه السنة والذي سنعرض من خلاله المبادرات والأعمال التي قامت بها الدولة في هذا الصدد».
وأشارت الوزيرة، بأنه ستكون خرجات ميدانية أخرى للوقوف خلالها عند كل مشروع، مبرزة في سياق حديثها أن العمل جار بوتيرة حسنة وقد وقفوا على بعض المواقع بما فيها ترميم بيت المجاهدة جميلة بوحيرد الذي تمّ تسليمه، وقريبا ستكون لهم خرجة إلى ضريح الولي الصالح سيدي عبد الرحمان الثعالبي».
 ومن جهتها لخصت مديرة مركز الثقافة والفنون فايزة رياش في تصريح لـ»الشعب» ما تمّ إنجازه خلال مراحل الترميم، معرّجة على ما سيتم أيضا إنجازه في القريب العاجل، قائلة «قمنا بافتتاح قصر 23 بعد حوالي 4 أشهر ونصف من الترميمات التي تضمنت عدة مرافق، من بينها الشرفة الخشبية والأبواب والأعمدة واللوحات الرخامية، إضافة إلى مدفع أرناؤوط الذي قمنا بإعادة ترميمه من أجل إعطاء قيمة لهذا الموروث، هذا إلى جانب القطع التي لم تؤخذ بعين الاعتبار المتبقية من عملية الترميم وعرضناها هي الأخرى، حيث قمنا بوضع النصوص في كل المساحات حتى يتسنى للزائر التعرّف على كل مرفق تم ترميمه، لاسيما إبراز قيمته التراثية، مثل التعريف بكل القطع واللوازم التي تعتبر اكسسوارات وأدوات هامة للقصر، كما افتتحنا قاعة خاصة بتاريخ قصر رياس البحر، بما في ذلك تاريخ ترميمه وصور تمثل ما قبل وما بعد إعادة الأشغال».
وأضافت رياش بأنه تمّ في إطار الاحتفاء بيوم القصبة تنظيم معرض من طرف جمعية «فن وأصالة» والذي يدوم إلى غاية 26 مارس المقبل، حيث يبرز كل الحرف التي كانت في القصبة والتي للأسف هي على وشكّ الاندثار، بالإضافة إلى قعدة أندلسية من تنظيم الولاية المنتدبة لباب الواد.
للإشارة سيتزين صدر قصر الرياس خلال شهر مارس الداخل بتمثال «علي بتشين» أحد رياس البحر، حيث تذكر أحد الكتب التاريخية بأنه كان لديه منزل على مستوى القصر، وسيرافق الحدث المرتقب عرض لكتاب لكاردو نيكولاي، وكذلك معرض خاص بتاريخ البحرية الجزائرية ورياس البحر.