أعلن الرّئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأول، اعتراف موسكو رسميا بدونيتسك ولوغانسك «جمهوريتين مستقلتين» عن أوكرانيا. فما قصّة الإقليمين اللذين يقعان شرقي أوكرانيا؟
إقليم دونيتسك
هو منطقة في جنوب شرق أوكرانيا، تحدّها روسيا من الشرق وبحر آزوف من الجنوب، وإلى الشمال منها تقع منطقتا لوغانسك وخاركيف، وإلى الغرب منها منطقتا زوبوريجيا ودنيبروبيتروفسكا.
تبلغ مساحة دونيتسك نحو 26.5 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل نحو 4.4 % من إجمالي مساحة أوكرانيا، وهي مقسمة إلى 18 منطقة، وتضم 52 مدينة و131 بلدة.
يبلغ عدد سكانها الإجمالي نحو 7 ملايين نسمة، ويشكّل فيها الأوكرانيّون نحو 56.8 %، والروس 38.2 %، وتتوزّع النسبة الباقية على قوميات أخرى، كالتترية والأرمنية.
اللغة الرئيسية في المنطقة هي الروسية، وينتشر استخدام الأوكرانية في البلدات والقرى البعيدة عن كبريات المدن.
بالرغم من مساحاتها الزراعية الواسعة، تعتبر دونيتسك منطقة صناعية، إذ تشتهر بكثرة مناجم الفحم الحجري ومعامل الحديد والصلب التي يعمل فيها معظم السكان، حيث فيها 13 منجما كبيرا للفحم، وعشرات المناجم الصغيرة، وفيها 9 مصانع لإنتاج فحم الكوك، و10 مصانع لإنتاج القضبان وغيرها من منتجات الصناعات الحديدية.
إقليم لوغانسك
يقع إقليم لوغانسك في أقصى شرق أوكرانيا، وتحدّه روسيا من الشرق والشمال والجنوب.
تبلغ مساحته نحو 26.6 ألف كيلومتر مربع، أي ما يعادل نحو 4.4 % من إجمالي مساحة أوكرانيا، وهي مقسّمة إلى 18 منطقة إدارية، وتضم 37 مدينة و109 بلدات.
يبلغ عدد سكانه الإجمالي نحو 2.2 مليون نسمة وفق إحصاء عام 2014، ويشكل فيه الأوكرانيون نحو 57.9 %، والروس 39 %، وتتوزع النسبة الباقية على قوميات أخرى، كالمنتسبين إلى روسيا البيضاء والتتر والأرمن والأذريين والمولدافيين. اللغة الرئيسية المستخدمة في المنطقة هي الروسية، وينتشر استخدام الأوكرانية في البلدات والقرى البعيدة عن كبريات المدن. منطقة لوغانسك صناعية، فيها الكثير من مناجم الفحم ومعامله، كما يعتمد اقتصادها على شبكات وطرق ونقاط عبور البضائع من روسيا وإليها، بسبب الشريط الحدودي الطويل معها.
بداية الحراك من أجل الاستقلال
في فيفري 2014، بعد هروب الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش إلى روسيا، وأحداث القرم التي أدّت إلى ضمّها في مارس من العام نفسه، بدأ في منطقتي دونيتسك ولوغانسك حراك الاستقلال أوائل أفريل 2014.
سريعا ما انتقل الحراك إلى شكل مسلّح، بعد أن استفاقت كييف من صدمة الفراغ الحكومي الذي خلفه هروب معظم المسؤولين في نظام يانوكوفيتش.
ساعد على ذلك سيطرة الاستقلاليين المناوئين لسلطات كييف الجديدة الموالية للغرب، على المقار الحكومية والمواقع العسكرية في المدن الرئيسية وغيرها.
في ماي 2014 تّم الإعلان من جانب واحد عن قيام جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
ولم يعترف أي طرف بهاتين «الجمهوريتين».
وشكّلت كييف آنذاك ما عرف بـ «عملية مكافحة الإرهاب»، واستطاعت بعد شهور استعادة عدة مدن رئيسية سيطر عليها الاستقلاليون. ومنذ بداية الأمر، أصرّت موسكو على اعتبار أن ما يحدث في شرق أوكرانيا «حرب أهلية»، مؤكّدة أنّها لا تدعم الاستقلاليين، وأنها «وسيط» بينهم وبين كييف.
ورفضت كييف هذا الأمر، بل تحوّلت تدريجيا إلى اتهام روسيا بإرسال مسلّحين متقاعدين ومرتزقة وأسلحة وعتاد ثقيل لم يكن موجودا في المنطقة، تحت غطاء قوافل كثيرة من «المساعدات الإنسانية».
التّأثير الاقتصادي
اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جانب واحد بـ «لوغانسك ودونيتسك» كجمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، هو خطوة من المتوقع أن تُحدث تغييرًا في المشهد الاقتصادي العالمي، نظرًا لما يتمتع به هذان الإقليمان بمنطقة دونباس شرقي أوكرانيا بثقل كبير على صعيد الغذاء والطاقة، في وقت تئن فيه قارة أوروبا تحت وطأة أزمة طاقة متشعبة ومتصاعدة.
مركز للصّناعة وسلّة للغذاء
يطلق مصطلح إقليم دونباس على مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك بشرق أوكرانيا. ويقع هذا الإقليم على مساحة تقدر بنحو 52.3 ألف كلم مربع، ويتاخم الحدود مع روسيا.
ويعتبر حوض دونباس السلة الغذائية لأوكرانيا، إذ فيه يتركز جزء كبير من ثرواتها الطبيعية ومنطقها الصناعية ومحطات توليد الطاقة والتدفئة. كما يعد طريقًا سالكًا لبلوغ «بحر أوزوف» الاستراتيجي.
ويوصف الإقليم أيضا بـ «سلة الصناعة والغذاء» في أوكرانيا، لما فيه من ثروات طبيعية وصناعات ثقيلة ومساحات زراعية، إضافة إلى غناه بمناجم الحديد والفحم المستخدم في المصانع ومحطات توليد الطاقة والتدفئة.
كما يحتوي حوض دونباس المتاخم لروسيا على الشاطئ الشمالي للبحر الأسود، على احتياطات ضخمة من الفحم.