قال رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، إنّ الرّهان لا يزال قائمًا على المضي قدمًا في إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في البلاد، والتي تُعد الضامن الحقيقي والوحيد لإرادة الشعب لإنهاء الصراع وحل الأزمة في البلاد.
أشار رئيس مجلس النواب الليبي، أمام المؤتمر الرابع للبرلمان العربي في القاهرة، إلى «الإحباط الشديد» بسبب عدم تنظيم الانتخابات في موعدها ديسمبر الماضي، مؤكّدًا أنّ سبب ذلك هو فشل الجهات الموكل إليها تهيئة المناخ الأمني والاجتماعي لإنجاز المصالحة الوطنية وإتمام عملية الانتخابات.
تحرّكات الداخل وجهود الخارج
في الأثناء، تتواصل التحركات في الداخل الليبي بهدف رأب الصدع ومحاولة الخروج من حالة الضبابية، ويتزامن معها نشاط دولي وإفريقي حول الأزمة الليبية، وصفها خبراء بالمحاولة الأخيرة لإنقاذ الوضع والحفاظ على المسار السياسي.
وفي السياق، أجرى رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، مباحثات في العاصمة البلجيكية، الأيام الماضية على هامش القمة الإفريقية-الأوروبية في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وكان محور اللقاءات أهمية التوافق حول موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وخروج المرتزقة من البلاد، وهنا يقول عضو مجلس النواب، صالح قلمة، إن الرهان الآن على الحل الليبي-الليبي وليس الخارجي.
وفي إطار اللقاءات التي عقدها المنفي، كان لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث أكد الطرفان على ضرورة التوافق والوصول لموعد محدد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية بخلاف ضرورة خروج كل المرتزقة والقوات الأجنبية من البلاد.
ومن جانبه، قال الباحث السياسي إدريس حميد، إن ملف المرتزقة هو الأكثر تعقيدًا في أزمة البلاد، ولن يتم الحل فيه دون وجود حكومة قوية لديها إرادة حقيقية في إنهاء هذا الملف.
شدّ وجذب
حول الوضع الداخلي في البلاد، قال رئيس البرلمان في المؤتمر الرابع للبرلمان العربي، إن الجميع يشعر بإحباط نتيجة الفشل في التوصل لانتخابات رئاسية، وأرجع السبب في ذلك لحكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، التي سحب منها البرلمان الثقة وكلف فتحي باشاغا بتشكيل حكومة جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية.
وأضاف عقيلة أن مجلس النواب شكّل لجنة برلمانية أنهت أعمالها بوضع خارطة طريق في إطار توافق ليبي-ليبي لأول مرة منذ بداية الصراع، تنص على اتخاذ كل التدابير لتهيئة الأوضاع الأمنية والاجتماعية والاقتصادية، ووضع قواعد دستورية وتشكيل لجنة من الخبراء والمختصّين للنظر في تعديل بعض بنود مسوّدة الدستور الجدلية.
ومع حالة الشد والجذب، أعلن الدبيبة منذ أيام تشكيل لجنة وصياغة قانون للانتخابات.
كما قال الباحث السياسي الليبي رشوان الشواف، إن هناك حالة ترقب للخطوة المقبلة، وإعلان أسماء الحكومة الجديدة التي وصفها بالمُرحب بها في الأوساط السياسية والشارع أيضًا.
وأضاف الباحث السياسي، رشوان الشواف، لـ «سكاي نيوز عربية»، أنّ إعلان الدبيبة تشكيل لجنة وزارية، في وقت بدأ فيه باشاغا مشاوراته لتشكيل حكومته قبل عرضها على البرلمان لنيل ثقته، مناورة لتعطيل عملية تسليم السلطة.