تفرز مدينة بجاية لوحدها يوميا أكثر من 200 طن من النفايات المنزلية. وأمام هذه الكميات الهائلة من النفايات المنزلية، التي يتمّ رميها في غالب الأحيان بطريقة عشوائية دون مراعاة مواقيت إخراجها، حيث أصبحت المصالح المعنية عاجزة عن معالجة هذا الوضع الذي يتفاقم يوميا، وما زاد الأمر سوءاً هو نقص كبير في العتاد المخصص لجمع هذه النفايات التي تتزايد بشكل ملفت، خاصة في الأحياء ذات الكثافة السكانية الكبيرة.
وللحدّ من تفاقم النفايات المنزلية التي تنتشر بشكل فوضوي، خاصة في التجمّعات السكنية الضخمة، ما أدى إلى تشويه المنظر العام للمدينة، دأبت السلطات المحلية منذ عدة أشهر وبالتنسيق مع جمعيات الأحياء، إلى تنظيم حملات التوعية والتنظيف لعدد من الأحياء، كما قامت بإزالة المفرغات العشوائية المنتشرة في المدينة، ومن أجل استعادة جمال المدينة قامت السلطات المحلية بحملة واسعة شملت تنظيف وإعادة تهيئة الأرصفة والإنارة العمومية وتزفيت المداخل والشوارع الرئيسية للمدينة، بالإضافة إلى حملات لتنظيف الحدائق العمومية وتخليصها من القاذورات والقمامات التي تشوّه المنظر العام لها، كما لم تستثن العملية الأماكن المنزوية لتنظيفها وجمع القارورات الفارغة، هذا إلى جانب رفع أكوام من النفايات الصلبة وبقايا مواد البناء المنتشرة في الأرجاء التي باتت تشوه المحيط.
ويبقى نقص عتاد التنظيف وجمع النفايات المنزلية والصلبة من أبرز المشاكل التي تواجه عمال النظافة في مدينة بجاية، فمن بين 26 شاحنة مخصصة لجمع النفايات المنزلية تحوز عليها مصلحة النظافة بالبلدية، 12 منها خارج نطاق الخدمة. وعلاوة على ذلك، فإن البلدية تفتقر إلى شاحنات التفريغ الأوتوماتيكي، وهو ما يشكل ضغطا كبيرا على العمال، كما أنّ تغيير نظام جمع النفايات بعدما كانت تجمع في الليل أصبحت شاحنة النظافة تجوب الأحياء نهارا، وهو يشكل نوعا من الفوضى في المدينة والإزعاج للسكان.
أما فيما يخص الأحياء البعيدة نوعا ما عن وسط المدينة، على غرار حي دار جبل، تيزي، تارقة أوزمور، بوخيامة وأخرى، فقد أسندت مهمّة تنظيفها وجمع القمامة عنها إلى مؤسسات خاصة.