استقبل الفريق السعيد شنڤريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس، بمقر أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول أنطونيو إجيديو دو سوزا سانتوس، رئيس أركان القوات المسلحة لدولة أنغولا، الذي يقوم بزيارة رسمية إلى الجزائر في الفترة الممتدة من 14 إلى 17 فبراير الجاري على رأس وفد عسكري هام، بحسب ما أورده بيان وزارة الدفاع الوطني.
حضر اللقاء -بحسب ذات البيان- كل من «الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني وقادة القوات والدرك الوطني، ورؤساء دوائر ومديرين مركزيين بوزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي، وكذا أعضاء الوفد العسكري الأنغولي».
العمل ظل إرادة سياسية متبصرة
واستهلت مراسم الاستقبال، بتحية العلم الوطني وتقديم التحية العسكرية للضيف من قبل تشكيلات من مختلف قوات الجيش الوطني الشعبي.
وبعد الترحيب بالوفد العسكري الأنغولي، أكد الفريق شنقريحة أنه سيكون لهذه الزيارة الأثر الإيجابي المباشر في مضاعفة فرص اللقاءات والمشاورات، لتبادل وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، قائلا في هذا الصدد: «إن زيارتكم هذه، تؤكد عزمنا على العمل سويا في ظل إرادة سياسية متبصرة، وسيكون لها الأثر الإيجابي المباشر في مضاعفة فرص اللقاءات والمشاورات، ما سيمكننا من تبادل منتظم لوجهات النظر والتحاليل حول القضايا ذات الاهتمام المشترك».
«كما أن الإرادة التي تحدونا معا لإرساء أسس علاقات تعاون واعد -يضيف الفريق- لكفيلة بتجسيد الديناميكية المنشودة، لاسيما من خلال إدراج هذه العلاقات ضمن مسار دائم وعملي يرقى إلى مستوى طموحات جيشينا، حيث سيكون لقاؤنا اليوم فرصة سانحة لتحديد محاور تعاوننا العسكري الثنائي وسبل تجسيد آفاقه».
لا بلد في منأى عن التهديد الإرهابي
وحرص الفريق شنقريحة على التأكيد أن الجزائر لطالما سعت للمساهمة في تحسيس المجتمع الدولي، بخصوص الطابع العابر للحدود لآفة الإرهاب ومخاطرها، وذلك انطلاقا من تجربتها الثرية المكتسبة عبر السنين، قائلا: «أؤكد لكم أن التجربة المكتسبة في إطار محاربتنا للإرهاب على مر السنين، قد أظهرت أنه لا بلد في منأى عن التهديد الإرهابي، وأن مكافحة هذه الظاهرة لا يمكن، أبدا، أن تكون مهمة بلد واحد».
ولهذا السبب -يقول رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي- «سعت الجزائر للمساهمة بشكل كبير في تحسيس المجتمع الدولي، بخصوص الطابع العابر للحدود لهذه الآفة ومخاطرها، كما عملت بفعالية من أجل أن تحوز دول المنطقة على القدرات العسكرية والفعالية العملياتية اللازمتين في مجال مكافحة الإرهاب».
في ذات السياق، أشاد الفريق بالمقاربة الجديدة، الشاملة والمتكاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، التي أوصت بها الجزائر مؤخرا خلال قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة بأديس أبابا، بالقول: «وفي هذا الصدد بالذات، فلقد رافع الرئيس عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وزير الدفاع الوطني، يوم 06 فبراير الجاري، خلال قمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة بأديس أبابا، من أجل بلورة واعتماد مقاربة إفريقية جديدة، شاملة ومتكاملة، لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، لأن المعركة ضد هذه الآفة الخطيرة تتطلب تضافر جهود الجميع، خاصة في ظل حالة اللاإستقرار التي تشهدها منطقة الساحل والصحراء، وكذا تفاقم التهديد الإرهابي وانتشار خطر التنظيمات ذات الصلة في العديد من دول القارة».
و»ترتكز هذه المقاربة -يضيف الفريق شنقريحة- على شقين أساسيين وهما مكافحة الجماعات المتطرفة في الميدان، من جهة، ومحاربة أفكار التطرف ووقاية المجتمعات الإفريقية من أيديولوجيتها الخبيثة، من جهة أخرى».
من جهته، أكد الفريق أول أنطونيو إجيديو دو سوزا سانتوس، رئيس أركان القوات المسلحة لدولة أنغولا، على «عمق العلاقات التاريخية بين الجزائر وأنغولا التي تعود جذورها إلى سنوات الاحتلال الأجنبي، حيث قدمت الجزائر مساعدات ودعما قصد تمكين الشعب الأنغولي من نيل استقلاله».
وفي ختام اللقاء، «تبادل الطرفان هدايا رمزية، ليوقع بعدها رئيس أركان القوات المسلحة الأنغولية على السجل الذهبي لأركان الجيش الوطني الشعبي».