أكد ممثلو نقابات التربية أهمية الندوة الوطنية حول التقييم المرحلي لإصلاح المدرسة التي أختتمت، أمس، بثانوية الرياضيات بالقبة بالعاصمة، وأعتبروا أنها كانت فرصة لتقديم الاقتراحات ومعالجة المشاكل التي يعاني منها قطاع التربية، منوهين بهذه المبادرة التي أشرفت عليها وزيرة التربية، نورية بن غبريط، التي ألحت على تنظيم هذه المشاورات لتناول كل الملفات المتعلقة بإصلاح المدرسة.
وكشفوا لـ “ الشعب” أن الندوة جرت في جو يطبعه الحوار والتشاور وتم التطرق لمواضيع تكوين المكونين والبرامج التعليمية وتدابير المرافقة والحكامة والإدارة المدرسية والأخلاق التربوية والتقييم والتوجيه والامتحانات المدرسية والتعليم الثانوي العام والتكنولوجي والتعليم المتخصص والمدارس الخاصة والبحث في التربية وشروط التمدرس وتكافؤ الفرص.
يرى مسعود بوديبة الناطق الرسمي للكنابست، أن الندوة جاءت في ظرف يتطلب إعادة النظر في بعض الأمور بتضافر جهود الجميع لحل المشاكل التي يعيشها قطاع التربية، متمنيا أن تكون بداية لندوات أخرى وأن يتوسع النقاش لفئات أخرى، حتى يتم الحصول على توصيات دقيقة وعملية لحلها، معتبرا أن مدة يومين لورشات عملها لا يتجاوز 6 ساعات، لا تمكن من الوصول إلى توصيات نهائية، “كما لا يجب أن يكون هناك تسرع في اتخاذ القرارات حتى لا نقع فيما وقعنا فيه في 2003، لأن التسرع الذي طبع تطبيق الإصلاحات أدى إلى المشاكل التي يعانيها القطاع اليوم”.
وشدد بوديبة على ضرورة التركيز على هذه المشاكل، لأنها الأساس لتوفير الأجواء المناسبة لتقييم حقيقي للإصلاحات المطبقة في قطاع التربية، مثل قضية العتبة والاكتظاظ في الأقسام وكثافة البرامج والامتحانات الرسمية والظواهر التي تلازمها، كلها تعتبر ذات أولوية مستعجلة لمعالجتها، أما تقييم الإصلاحات “فلابد أن نعطيها الوقت الكافي حتى لا نخطئ مرة أخرى”.
من جهته اعتبر مسعود عمراوي المكلف بالإعلام بالاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين أن انبثاق الندوة على ما تم سابقا من خلال الندوات الولائية والجهوية في عهد الوزير السابق شيء ايجابي، لأن هذه الندوات كانت فعلا منبثقة من القواعد التربوية بحيث تم تسجيل فيها ملاحظات مهمة جدا. وقال “إن أردنا إصلاحا شاملا وعميقا فلابد أن من تطبيق الأقوال إلى أفعال. لدينا مجموعة من الملفات لها أولوية منها تكوين المكونين، فالأستاذ المتخصص أصبح عملة نادرة في قطاعنا اليوم وهو ما أدى إلى تدني مستوى التلميذ” مركزا على قضية الامتحانات الرسمية التي يراها المحك، تبين بوضوح مستوى التلميذ، لأن النسب حسبه ليست معيارا.
أما عبد الكريم بوجناح الأمين العام للنقابة الوطنية لعمال التربية فتمنى أن تجسد التوصيات التي تم الخروج بها في الميدان، ومن بين النقاط المهمة بالنسبة إليه عدم تسييس المنظومة التربية، وضرورة تنصيب المجلس الأعلى للتربية والمرصد الوطني للتربية والتكوين، التي نص عليها القانون التوجيهي، “حتى يكونا أداة رقابة”، وأي إصلاح ـ يقول بوجناح ـ لابد أن يشارك فيه أهل القطاع، إلى جانب إعادة النظر في المناهج والكتب المدرسية، وأن يتم الرجوع إلى 6 سنوات في الطور الابتدائي لرفع المستوى، ومعالجة قضية مواضيع الامتحانات الرسمية، “لأننا لاحظنا ضعفا في الامتحانات الأخيرة”.
وأكد فرحات شابخ الأمين العام للاتحاد الوطني لعمال التربية أنه تم التطرق في الندوة لملف المشاكل الاجتماعية التي يعاني منها المعلمون والأساتذة، مشيرا إلى هناك مكاسب تحققت لكنها غير كافية كقضيتي الأقدمية والترقيات، لذلك يجب ـ كما قال ـ استرجاع المعاهد التكنولوجية التي تم اعارتها للتعليم العالي، حتى يكون هناك تكوين مستمر يحسن النتائج ويرفع من مستوى التلاميذ.