يتّجه الوضع الوبائي في الجزائر نحو الاستقرار، لكن فيروس كورونا قد استوطن، وينتظر أن يظهر متحوّر جديد حسب ما يتوقّعه البروفيسور عبد الرزاق بوعمرة، المختص في علم الأوبئة والطب الوقائي ورئيس مصلحة كوفيد بمستشفى فرانس قانون بالبليدة.
بعد التراجع الكبير في عدد الاصابات بعد الذروة المسجلة أسابيع، عادت الارقام لترتفع مجددا خلال الايام القليلة الماضية، الامر الذي يدعو للتساؤل، وقد أجابنا عنه البروفسور بوعمرة في تصريح خصّ به لـ «الشعب»، حيث أفاد أنّ بقاء المنحى في وضع تنازلي يحتاج لوقت أطول يمتد لغاية مارس المقبل.
أوضح بوعمرة أن قياس تراجع الإصابات بعد الموجة المسجلة، لا يتم من خلال حساب يومي وإنما أسبوعي، للحصول على معدل متوسط للمصابين، وهي الطريقة الأنجع التي تمكن من متابعة المنحنى، مبرزا أن نزول هذا الاخير يتطلب عدة اسابيع قد تمتد الى غاية نهاية الشهر المقبل.
لفت البروفيسور بوعمرة الى الجهود الكبيرة التي بذلت من اجل التحكم في الموجة الرابعة، وذلك بفضل التجارب التي اكتسبتها الاطقم الطبية منذ بداية الجائحة، قال إنه هناك استعداد للوضع الراهن، من خلال تخصيص مصالح خاصة بكوفيد في مختلف المستشفيات.
وأفاد في هذا السياق، إنّ مرور الموجة الرابعة وتراجع عدد الاصابات لا يعني اندثار كورونا، بل هناك احتمال كبير لموجات اخرى قد تكون لمتحور جديد، خاصة وأنّ الفيروس استوطن في بلادنا، اما ستكون هناك بؤر للفيروس أو تتحول إلى أمراض موسمية، مشيرا الى المتحور اوميكرون الذي انتج متحورات اخرى (ba1، ba2، ba3).
فيما يتعلق بفيرس أوميكرون وفروعه المذكورة، قال بوعمرة إن الفحوصات التي يقوم بها معهد باستور تكشف الاول والثاني ولا تظهر الثالث، لعدم توفر الامكانيات الاستكشافية، لكنه يرى ان مثل هذه التفاصيل التي احدثت ضجة وكلاما كثيرا لدى الاشخاص العاديين.
المناعة الجماعية إلاّ بالتّلقيح
بالرغم من تراجع عدد الاصابات ومرور الموجة بأقل الخسائر في الأرواح، وتراجع نسبة المصابين بالمتحور «دلتا» الأكثر فتكا، يبقى التقيد بالبروتوكول الصحي ضروريا ـ حسب المتحدث ـ في انتظار تحقيق النسبة التي تؤدي لبلوغ المناعة الجماعية التي لن تتحقق الا من خلال تكثيف عملية اللقاح، التي لا تزال وتيرتها بطيئة نتيجة العزوف عن التطعيم، حيث لا تتعدى نسبة المطعمين 30 بالمائة لحد الآن، فيما يجب أن تتجاوز 80 بالمائة.
ويعتقد بوعمرة أن بلوغ هذه النسبة لا يمكن إلا من خلال تطبيق الجواز الصحي، الذي عرف معارضة شديدة من قبل البعض، مشيرا في هذا الصدد الى استمرار الخطر الوبائي، والى ان الارقام المعلن عنها رسميا ليست حقيقية لأن عددا كبيرا من المصابين اجروا الكشوفات التي لا تتطلب وصفة طبية، واقتنوا ادوية من الصيدليات، وقاموا باستطباب ذاتي في منازلهم.