حثّ وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، من بومرداس، المجاهدين وأعضاء الأسرة الثورية إلى ضرورة المساهمة في كتابة تاريخ الثورة وتقديم شهاداتهم الحية عن أهم الأحداث التاريخية التي عايشوها، من أجل حماية الذاكرة الوطنية، داعيا المؤرخين والطبقة المثقفة إلى الانخراط في هذا المسعى. كما عبّر عن استعداد الوزارة لتشجيع وتدعيم كافة المبادرات المحلية، بما فيها تمويل المشاريع المقترحة.
كشف وزير المجاهدين، على هامش زيارة التفقد التي قادته، أمس، إلى ولاية بومرداس، عن الخطوط العريضة التي ضمّها البرنامج الاحتفائي الضخم الذي سطّرته الوزارة لإحياء الذكرى 60 لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة، الذي سيتواصل على مدار سنة كاملة تحت شعار: “نوفمبر الحرية”، ويشمل مسابقات عبر المؤسسات التعليمية، نشاطات ثقافية ورياضية للمساهمة في ترسيخ الذكرى لدى الأجيال الحالية وتفعيل المناسبات الوطنية كي لا تبقى جافة قائلا: “لا نريد مناسبات تمر علينا مرور الكرام دون استغلالها في التعريف بتضحيات الشعب الجزائري من أجل الاستقلال”.
كما دعا بالمناسبة، ممثلي فعاليات المجتمع المدني ورؤساء جمعيات الأحياء، إلى المساهمة في تسطير برنامج ثقافي ورياضي يليق بعظمة الحدث، مؤكدا على استعداد الوزارة للتكفل بالجوائز، بما فيه تمويل بعض التظاهرات الاحتفائية المحلية التي ستكون في المستوى.
ولدى عرضه نشاط قطاع المجاهدين، أكد الطيب زيتوني أن القطاع يشهد حركية كبيرة في الميدان، من خلال إعادة الاعتبار للأسرة الثورية والاستماع إلى كافة انشغالاتها عن طريق إيفاد مفتشين للولايات لإعداد تقارير مفصلة، والقيام بإجراءات خاصة لمحاربة البيروقراطية للمساهمة في تحسين مستوى الخدمات المقدمة لذوي الحقوق وتجنيبهم عناء التنقل إلى العاصمة لأبسط وثيقة، كشهادة العطب، بفضل البطاقية الوطنية التي ستعالج كافة الأمور الإدارية عن طريق الإعلام الآلي، مع الاهتمام أكثر بالجانب التاريخي وحماية التراث الثقافي المحلي ببناء متاحف جهوية، وإحصاء كافة مقابر الشهداء ومراكز التعذيب لترميمها وتهيئتها.
وفي ردّه على سؤال “الشعب” المتعلق بمراجعة قانون المجاهد والشهيد والرفع من منحة ذوي الحقوق التي يطالب بها المجاهدون، أكد الطيب زيتوني بهذا الخصوص “لقد فتحنا ورشات على مستوى الوزارة وكل القوانين خرجت للدراسة منذ حوالي شهرين”.
وعن ملف أرشيف الثورة الموجود لدى فرنسا، قال بشأنه الوزير، إن عملية المطالبة باسترجاع الأرشيف الوطني هي في مرحلة متقدمة، لكنه لم يُخْفِ انشغاله بصعوبة المهمة، لأن فرنسا - يقول الوزير - غير مستعدة لتقديم وثائق وإثباتات عن تاريخها الأسود في الجزائر، لكننا مصمّمون على استرجاعه مهما طال الزمن - على حد قوله.
هذا واختتم وزير المجاهدين زيارته التفقدية إلى ولاية بومرداس، بلقاء مع الأسرة الثورية والمنتخبين المحليين، حيث وجه خطابا شاملا عن جزائر الاستقلال وحجم الإنجازات المسجلة في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وأهم المشاريع المستقبلية التي سطرتها وزارة المجاهدين لصيانة مكاسب الثورة ونقلها إلى الأجيال القادمة، وضرورة الخروج عن المفاهيم السابقة المغلوطة عن الوزارة التي ارتبط اسمها لدى البعض بالمنح ورخص سيارات الأجرة على حساب دورها الأساسي.
وحملت زيارة الوزير رمزية تاريخية بإطلاق أسماء الشهداء على المؤسسات العمومية، حيث كانت البداية بإطلاق اسم الشهيد “باكور بوعلام” على مركز التكوين المهني لزموري البحري، اسم الأخوين الشهيدين “ريال علي وريال محمد” على ثانوية زموري، واسم الشهيد “بويحياوي محمد” على العيادة متعددة الخدمات لحي 408 مسكن ببومرداس. كما كانت له وقفة أيضا بمشروع إنجاز المعلم التاريخي للولاية ومديرية المجاهدين المنتظر تسليمهما يوم الفاتح نوفمبر القادم.