طباعة هذه الصفحة

تخصيص ميزانية لتطبيق البروتوكول

العودة إلى المدارس اليوم ورهان على إنقاذ الموسم

خالدة بن تركي

 

يعود، اليوم، أزيد من 10 ملايين تلميذ إلى مقاعد الدراسة، بالموازاة مع وضع بروتوكول صحي لطمأنة التلاميذ وأوليائهم بشأن العودة المدرسية، وكذا تطمينات المختصين في مجال الصحة بخصوص منحنى الإصابات وتجاوز الذروة بعد تراجع الأرقام، تعالت أصوات دعم عمليات التلقيح في الوسط المدرسي، الذي شهد انتشارا كبيرا للفيروس.



شدّد الأمين العام للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الابتدائي حميدات محمد، في تصريح لـ “الشعب”، على ضرورة التنظيم الجيد والمحكم للعودة المدرسية من خلال تخصيص ميزانية إضافية للمدارس لمواصلة مواجهة الفيروس، الذي ينتشر بسرعة كبيرة في الوسط المدرسي، خاصة المتحور الجديد أوميكرون الذي يتفشى بنسبة كبيرة في أوساط الأطفال.
 قال محمد حميدات بخصوص البروتوكول المدرسي، إن نجاحه مرهون بإعادة تنظيم الأفواج التربوية لضمان التباعد الجسدي الاجتماعي بين التلاميذ، خاصة في الطورين المتوسط والثانوي، وهذا من أجل إنهاء الموسم الدراسي الذي جاء في ظروف صحية استثنائية نتيجة استمرار تفشي الوباء في الوسط المدرسي، خاصة بعد تمديد التوقف الاستثنائي وانقضاء فترة التعليق التي دامت 10 أيام.
أكد المتحدث، أن العودة ضرورية لضمان استمرار السنة الدراسية، خاصة وأن وزارة التربية بالتنسيق مع اللجنة العلمية لمتابعة الوباء، وضعت بروتوكولا صحيا للوقاية من الفيروس والعودة المدرسية وفق ما يضمن توفير بيئة صحية وسليمة للأسرة التربوية، حيث يرتكز في الأساس على التعقيم الدوري للمؤسسات التربوية عند كل عودة مدرسية وطيلة السنة الدراسية، بالإضافة إلى توفير المياه ووسائل التعقيم وأجهزة قياس الحرارة عند مداخل المؤسسات التربوية، مع توفير الطب المدرسي لفحص الحالات المشبوهة.
أضاف في سياق موصول، أن الانخفاض التدريجي في عدد الإصابات بكورونا مؤشر إيجابي للعودة إلى المدرسة وضمان استمرار البرنامج الدراسي الذي ينفذ وفق بطاقة نموذجية خاصة بسير الدروس وإنجاز الفروض والامتحانات النهائية، داعيا إلى الابتعاد عن التهويل الذي لا يخدم المدرسة، ويؤدي إلى اضطرابات في السنة الدراسية، إذ يجب أن ينفذ المقرر الدراسي بنسبة 70٪ على الأقل، لإجراء امتحانات شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا.
ودعا الأمين العام للنقابة المستقلة لأساتذة التعليم الابتدائي محمد حميدات، في الختام، إلى الإقبال على التلقيح لكسر سلسلة العدوى، وحتى لا تكون المدارس بؤرا للإصابة وانتشار الفيروس مستقبلا، واستنادا أيضا لما جاء في بيان وزارة التربية الوطنية الخاص بعودة التلاميذ إلى الدراسة، الذي دعت فيه إلى استمرار عملية تلقيح جميع منتسبي القطاع من أجل اكتساب المناعة الجماعية.
أولياء التلاميذ متخوفون
تحدثت “الشعب” لعدد من أولياء التلاميذ حول العودة المدرسية بعد انقطاع دام 15 يوما، وكانت الآراء متباينة، حيث قالت سيدة “ف.ك” من برج البحري، إنها ضد العودة المدرسية بدون توفير الوسائل والتجهيزات التي تضمن تطبيق البروتوكول المدرسي، خاصة في الطور المتوسط الذي لا يحترم نظام التفويج، باعتبار أن القسم الواحد يضم 30 تلميذا في الفوج. نفس الأمر في الطور الثانوي الذي يلجأ فيه أحيانا إلى دمج الأفواج.
اعتبرت دليلة، من بلدية الدار البيضاء - شرق العاصمة، أم لتلميذ بالسنة الرابعة التي طرحنا عليها موضوع العودة والتخوف من فيروس كورونا، أن العودة إلى الدراسة دون التطبيق الصارم للبروتوكول المدرسي من شأنه أن يفاقم الوضع الصحي. كما عبرت عن تخوفها مما ستؤول إليه الأوضاع في حال انتشار “أوميكرون 2”.
في حين قال كمال، ولي تلميذ في المتوسط، إن أولياء الأمور بعد أن كانوا يتخوفون من المناهج والبرامج الدراسية، أصبحوا اليوم يتخوفون من هاجس عودة تفشي الفيروس في الوسط المدرسي، وهذا بالتزامن مع انتشار المتحورات في المدارس، خاصة بالنسبة للتلاميذ الذين يعانون أمراضا مزمنة.
 بالمقابل عبر آخرون عن فرحتهم باستئناف الدراسة اليوم، وهذا خوفا على المستقبل التعليمي لأبنائهم، خاصة وأن الكثير منهم لم يشهد تقدما في الدروس.
وقال الأستاذ محمد وولي تلميذ، إن الاستمرار في تنفيذ البرنامج الدراسي أمر ضروري، على اعتبار الفصل الثاني تأخر بأسبوع وفترة الفروض ضاعت، ما يستدعي تكثيف جهود الأسرة التربوية لإنجاح الموسم الدراسي.