طباعة هذه الصفحة

مديرة الوقاية بوزارة الصحة:

المتحوّر الجديد تسبّب في حالات صعبة ووفيات

صونيا طبة

 

 حذّرت مديرة الوقاية ومكافحة الأمراض المتنقلة بوزارة الصحة والسكان وإصلاح الدكتورة سامية حمادي من التهاون في التعامل مع خطورة انتشار المتغير الجديد “أوميكرون” ومتحوّراته الفرعية في الجزائر، كاشفة عن تسجيل حالات صعبة في مصالح الانعاش ووفيات بسبب الإصابة بهذه السلالة.
 

 أكّدت مديرة الوقاية بوزارة الصحة في تصريح خصت به “الشعب “، أنّ الحديث عن قلة شراسة المتغير الجديد “أوميكرون” مقارنة بسلالة “دلتا” لا تنفي عدم خطورته، ولا تعني بأنّ جميع المصابين به غير معرضين للمضاعفات، مشيرة إلى أنّ الخطر موجود مع الانتشار السريع للمتغير وسلالاته الفرعية “بي إي 2”، ولا يرتبط فقط بالفئات الأكثر عرضة للإصابة بتعقيدات صحية وهم كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، وإنما يمس أيضا الشباب والأطفال.
وبخصوص تطور منحى الإصابات بعد تفشي المتغير “أوميكرون” في الجزائر، أوضحت مديرة الوقاية في ذات السياق قائلة: “لا نعلم إذا كنا دخلنا في ذروة الموجة بتسجيل ارتفاع في عدد الحالات، والتي تجاوزت عتبة 2500 إصابة في اليوم أو أن الإصابات ستستمر في التصاعد وموعد الذروة سيكون في الأيام القادمة، تبقى جميع الاحتمالات واردة، فما علينا الا التحلي بمزيد من الحذر واليقظة لمكافحة انتشار الفيروس”.
وتابعت بأنّ المتحور الجديد “أوميكرون” يمكن أن تطرأ عليه تغييرات أخرى، ويتحول مع مرور الأيام الى فيروس أكثر شراسة وخطورة، ويتسبّب في أعراض أكثر صعوبة من العلامات الخفيفة الشائعة حاليا، مشدّدة على ضرورة اتخاد كامل الاحتياطات اللازمة، والاستعداد لمواجهة المخاطر من خلال احترام التدابير الوقائية، وعدم التهاون في تطبيق البروتوكول الوقائي كارتداء القناع والحفاظ على مسافة التباعد الجسدي التي تساهم بشكل كبير في لمنع انتشار عدوى الفيروس، بالإضافة إلى تهوية الأماكن المغلقة.
«بي إي 2” سيتسبّب في مزيد من الإصابات
 أكّدت مديرة الوقاية بوزارة الصحة، أنّ ظهور المتحوّر الفرعي “بي إي 2” سيتسبّب في تسجيل مزيد من الاصابات بشكل أكبر من المتغيّر أوميكرون نفسه حسب المعطيات العلمية، التي تؤكّد سرعة تفشي هذه السلالات الفرعية وقلة خطورتها الى حد الآن مقارنة بالمتحوّرات الأخرى، لافتة إلى إمكانية إصابة الشّخص بالمتحوّر الفرعي “بي إي 2” بعد أيام من إصابته بالمتغيّر الأصلي “أوميكرون”.
وأفادت أنّ أخذ الجرعات الكاملة من اللقاح يجنّب الوصول إلى مرحلة خطيرة من الاصابة بالفيروس، والدليل على ذلك أنّ أزيد 84 بالمائة من المرضى الذين دخلوا الى المستشفيات غير ملقّحين، و90 بالمائة من الحالات الخطيرة التي تواجدت بمصالح الانعاش تتعلق بالأشخاص الذين لم يأخذوا اللقاح، وآخرون توفوا بسبب عدم استفادتهم من التلقيح بنسبة 100 بالمائة، داعية الجميع إلى حماية أنفسهم من مخاطر ومضاعفات الفيروس باعتبار أنّ التلقيح يعد السّلاح الوحيد لمجابهة تفشّي السّلالات المتحورة.
وأشارت مديرة الوقاية إلى أنّ إعادة الاصابة بالمتحور الفرعي” بي إي 2” ممكنة بعد مدة قصيرة من الإصابة بالمتغيّر “أوميكرون”، وأنّ جميع الفئات معرضة للخطر خاصة مع الانتشار السريع لهذه السلالات الفرعية، والتي من المحتمل أن تعرف ارتفاعا أكبر في الأيام القادمة، موضّحة أنّ ظهور هذه المتحورات الجديدة أخلط الحسابات وجعل التكهن بموعد الذروة أمر صعب، وسيتم التأكد منه بعد أسبوع أو أكثر في ظل عدم تسجيل استقرار في عدد الاصابات، ما يجعلنا عاجزين إلى حد الآن عن معرفة ما إذا كنا دخلنا في ذروة الموجة الرابعة أو لا.
وفيما يتعلق بفرضية زوال الفيروس نهائيا بعد انتشار المتغير أوميكرون باكتساب مناعة طبيعية جماعية، أجابت الدكتورة حمادي أن الحديث عن نهاية الجائحة أمر غير مؤكد وتبقى مجرد احتمالات، والأقرب الى الواقع هو أن الانتشار الكبير للفيروس يتسبّب في ظهور سلالات جديدة يمكن أن تكون أخطر وأشرس من السابقة كما يمكن أن تكون أقل خطورة، مشدّدة على ضرورة التعايش مع الوباء بحذر ووعي أكبر بما أنّ الفيروس ما يزال موجودا، ولم نصل إلى صفر حالة.
وفيما يخص نقص المستخدمين الطبيين والشبه الطبيين بسبب الاصابة بالفيروس، لم تنف الدكتورة حمادي أن انتشار العدوى وسط الكوادر الطبية أثّر على قطاع الصحة، وشكّل الهاجس الأكبر في مواجهة مخاطر الموجة الحالية، ولكن لحسن الحظ أنّ أغلب الإصابات المسجلة لدى الأطباء والممرضين ومستخدمي الصحة لم تكن خطيرة، مشيرا إلى أهمية استفادة هذه الفئة المعرضة أكثر لخطر العدوى من التلقيح.
وكشفت مديرة الوقاية في ذات السياق عن عمل ميداني استعجالي تقوم به وزارة الصحة بالتنسيق مع مديري المستشفيات ورؤساء المصالح لتعويض الغيابات وسط الأطقم الطبية، وإيجاد حلول لمختلف المشاكل والصعوبات التي واجهت المسيّرين في المستشفيات من خلال الاعتماد على استراتيجية فعالة ومتابعة دقيقة ومستمرّة للوضع على مستوى كافة المصالح الطبية كل أسبوع من أجل ضمان التكفل الجيد بجميع المرضى، الذين يتوافدون على المؤسسات الاستشفائية لتلقي العلاج.