طباعة هذه الصفحة

استنزف شهر رمضان ميزانيتها

العـائلات الفقــيرة بوهـران في حيرة لاقتناء ألبسـة العيــد

وهران: براهمية مسعودة

الألبسة الصينية والمستعملة ملاذ الأسـر

تشهد المحلات والمراكز التجارية بولاية وهران، حركية تجارية كبيرة، تستقطب مواطنين من مختلف أنحاء الولاية، لاسيما ونحن نعيش الأسبوع الأخير من الشهر الفضيل.

حيث تتحول شوارعها لحظات بعد الإفطار إلى أسواق مفتوحة على مستلزمات الحلويات وملابس عيد الفطر المبارك، كأحد أهم مظاهر الاحتفال، لاسيما بالنسبة للأطفال، حيث تبقي المحلات مفتوحة إلى ساعة متأخرة من الليل، في وقت تعرف فيه الملابس الصينية  إقبالا كبيرا، حسب ما وقفت عليه «الشعب» بسوق المدينة الجديدة، حيث سجلت انخفاضا في أسعارها، حيث يمكن شراء كسوة بأكملها من الرأس إلى أخمص القدمين بمبلغ لا يتعدى 2000 دينار فقط، بما في ذلك الأحذية وحقائب اليد والملابس من سراويل وتنانير وفساتين وأقمصة بأسعار بخسة، فسعر حذاء نسوي صيني لا يزيد عن 500 دينار، بينما أرخص حذاء إسباني أو إيطالي الصنع لا يقل سعره عن 4000 دينار، مع فرق كبير في الجودة والنوعية، ناهيك عن مختلف الماركات العالمية التي تحملها المنتجات الأوروبية، والتي تكلف القطعة الواحدة 10 ألاف دينار.
وتشهد أغلب الأسواق الشعبية والمحلات المتخصصة في بيع الألبسة القديمة والمستعملة المنتشرة بالولاية إقبالا كبيرا للعائلات ذات الدخل الضعيف والتي ليس بمقدورها اقتناء ألبسة جديدة، حيث انتشرت هذه الظاهرة خلال السنوات الأخيرة بشكل ملفت للانتباه، حيث يعمد أغلبهم إلى عرض الملابس المستعملة تتناسب ومناسبة العيد، ويقول سمير لـ»الشعب»، «أعمل منذ سنوات في هذا السوق، وألاحظ أن الإقبال على هذه الملابس المستعملة يتزايد باستمرار،  فالزبائن يجدون هنا الملابس التي تناسب جيوبهم شبه الخاوية»، وتقاطعه إحدى النساء وبيدها سروال رجالي «لا يهمني أن أعرف مصدر هذه الملابس ومن أين تأتينا، فكل ما يهمني هو توفير بضعة دنانير عند شرائي «، وتوضح أنها تضطر لشراء الملابس المستعملة نظرا لضيق الحال، مضيفة «أنا أم لأربعة بنين وخمس بنات،  اثنان منهم تخرّجوا من الجامعة ولم يحظيا بفرصة عمل حتى الآن،  لذلك أضطر لشراء الملابس المستعملة لأولادي بسبب عدم وجود مال كاف»، وتضيف  محدثتنا بأن ارتفاع الأسعار وصل للأحذية التي تطرح أشكالا جديدة هذا العام لم تكن موجودة من قبل، أما بالنسبة لأسعار ملابس  الفتيات والأولاد من 10 سنوات، فما فوق فإن سعر القطعة يبدأ من 250  دينار  إلى أكثر من 800 دينار، أما ملابس الأطفال فتبدأ من 180 إلى أكثر من 300 دينار.
بالموازاة مع ذلك تعرف محلات بيع لوازم الحلويات إقبالا شديدا من طرف، وقد اشتكت العديد من النساء اللواتي تحدثن معهن، من ارتفاع أسعار لوازم الحلويات، بينما أكد بعض البائعين أن الأسعار لم تسجل أي ارتفاع بمناسبة العيد، وإنما تباع السلع بالأسعار المتداولة قبل الشهر الكريم، مضيفين في ذات السياق أنها مناسبة مربحة لهم، خاصة وأن مجمل النساء، قد بدأنا العودة إلى تحضير الحلويات بأنفسهن بعد انتشار قنوات الطبخ، بعد سنوات تميزت بالإعتماد شبه الكلي على شراء حلويات العيد، وهي موضة بدأت تتراجع حسب تصريحات بعض ملاك محلات تحضير الحلويات التقليدية، أما عن الأسعار، فثمن الفول السوداني لا يزيد عن 230 دينار للكيلوغرام الواحد, أما ثمن جوز الهند فلا يتعدى 200 دينار مثله مثل الشكلاطة، هذه السلع تعرف رواجا كبيرا مقابل المكسرات الأخرى التي تبقى بعيدة المنال عن العائلات ذات الدخل البسيط.