طباعة هذه الصفحة

الحلويات الشامية

وافد جديد ينافس المقرقشات والزلابية فـي عقـر دارها

قسنطينة: مفيدة طريفي

بدأت تعرف صناعة الحلوى الرمضانية بعاصمة الشرق الجزائري تراجعا ملحوظا في السنوات الأخيرة سيما في ما يخص المحلات التي تبيعها والتي أضحت تعد على الأصابع، فالحلويات الشامية التي انتشرت محلاتها في مختلف أرجاء المدينة مع حلول شهر رمضان الكريم أصبحت تهدد أصالة وعراقة الحلويات التقليدية المحلية التي طالما اشتهرت بها ولاية  الصخر العتيق.

 توجّهت “الشعب” إلى سوق رحبة الصوف لتنقل الى قرائها الاعزاء واقع الحلويات التقليدية خاصة “المقرقشات” و”الزلابية” بعد منافسة الحلويات الشامية لها في عقر دارها.
 
“زلابجي رحبة السّوق” يقف في وجه الحلويات الشّامية

 كانت نقاط بيع الزلابية والمقرقشات والمقروط المعسل من أهم المحلات التي تلقى رواجا واقبالا خلال أيام رمضان الكريم، إلا أن انخفاض عدد المحلات التي تعودت عليها العائلات في وقت سابق في أزقة وشوارع مدينة قسنطينة والتي كانت تتفنن في صنع أجود المعسلات، وعلى رأسها المقرقشات والزلابية التي تعوّد القسنطيني على اقتنائها لكي تتربّع على سينية القهوة الرمضانية مرفقة بكأس من الحليب الطازج كعادة يحبذها الجميع، ويشترك فيها كافة العائلات القسنطينية بدون استثناء.
أما اليوم فالحلويات الشامية سرقت بريق الحلويات التقليدية واصبحت تزحف الى التربع على ذوق سكان المدينة العتقة، ولكن التساؤل الذي يفرض نفسه هو ما سبب تراجع ونقص هذه المحلات التي  تعبر عن تاريخ شعب بأكمله؟ ويبقى في المقابل محلات قليلة تحافظ على هذه الصنعة التي لايزال
“زلابجي رحبة الصوف” الذي يعد من أشهر صانعي حلوى المقرقشات يصارع غزو الحلويات الشامية.
فبعيدا عن محلات الشامية التي تعرض مختلف الحلويات الغريبة عن التقاليد القسنطينية، لا تزال محلات الزلابية تصارع التغيير الذي يمكن أن نقول عنه غزوا ثقافيا حضاريا يهدد هوية مدينة كاملة، وقد توجهت “الشعب” نحو محل “عمي محمد الزلابجي”، هذا المحل الصغير جدا الكائن وسط المدينة القديمة وتحديدا بحي رحبة الصوف العتيق منذ حوالي 33 سنة، والذي يعتبر أقدم محل يصنع حلوى الزلابية هذه الحلوى التي تنفرد بذوقها اللذيذ، وجدنا طابورا طويلا من الصائمين ينتظرون دورهم لشراء الزلابية، حيث أكد لنا “عمي محمد” الذي وجدناه رفقة صديقيه يصنع كل أشكال حلوى الزلابية أن المحلات التي تبيع الحلوى الشامية تعرف تزايدا ملحوظا في السنوات الاخيرة. وأضاف أن هذه الأخيرة لن تتمكن من محو أصالتنا وتقاليدنا، ومعتبرا توافد الناس على هذا النوع من الحلوى سوى حب المعرفة والاطلاع على أنواع جديدة جلبتها الثقافة الشامية إلى الجزائر.