بدأ العد التنازلي لرحيل شهر البركة و الصيام ، و هو الضيف الذي تستقبله العائلات بالترحاب و تودعه بالحلوى و فرحة العيد ، سارعت سيدات المطبخ ، في اجتهاد و حرص شديدين هذه الأيام إلى صناعة حلوى العيد بأنفسهن و كل منهن لا تقبل بغير حلوياتها على المائدة، رغم الانتشار الهائل لأصحاب محلات بيع الحلوى و شهرة البعض منها في البليدة و خارجها....
و بالرغم من بداية ظهور منافسين لها من تجار صغاراختاروا عربات متنقلة وزينوها بألوان من الحلوى التقليدية ، يدفعون بها عصركل يوم وسط الأحياء و الأزقة العتيقة و ينادون على ربات البيوت لشرائها للتخلص من تعب صنع حلوى العيد ، لكن العائلات البليدية، ترفض هذا العرض ، وتتمسك بتحضير حلوياتها بنفسها مهما كلفت العملية من مال ووقت.
العد التنازلي بدأ...
بعد أن كانت الاسابيع الأولى من شهر الصيام الفرصة الذهبية لربات البيوت لإعداد أطباق شهية لمائدة الافطار هي اليوم ومع حلول العشر الأواخر من رمضان تغير برنامج عملها ليتركز على صنع حلوى العيد.
لتتحول بذلك مطابخهن إلى شبه ورشات لصناعة حلوى تقليدية تركزت في أنواع محددة هي “ مقروط اللوز” ،” التشاراك المسكر والعريان” و”الصامصة” و”الغريبية” و “الدزيريات” و “صبيعات العروسة” و “ البقلاوة “ و تزيد إليها معجنات معروفة مثل “السفنج و المعارك “ .
وفي هذا الصدد تقول الحاجة “حدة” في هذا الشأن لـ “الشعب” إن ربات البيوت يستبشرن فرحا بصناعة الحلوى مهما كانت ظروفها الاقتصادية و المالية ، و حتى وان كانت لدى البعض منهن التزامات مثل العمل في وظائف إدارية و ما شابه . أضافت الحاجة حدة أن المناسبة فرصة لاختبار قدراتها في صناعة الحلوى و التباهي بها خلال ضيافتها للأقارب و الأهل و الجيران الذين يأتون إليها لتهنئتها بعيد الفطر، و شبهت الحدث السعيد باقتناء النساء فساتين جديدة لكل فرح أو عرس يقام في العائلة أو الحي ، فالعرض لابد أن يكون مميزا لا يشبه سابقيه .
منافسة شرسة تعلنها الحلوى الجاهزة ...
و خارج البيوت تبدأ حرب دعاية و منافسة من نوع آخر أبطالها أصحاب المحلات الذين تعدت شهرة البعض منهم حدود المدينة و أصبحت أسماؤهم علامة مسجلة في صناعة الحلوى ، و يقول صاحب محل مشهور أن أصحاب الطلب على حلوى العيد يأتون في العادة من المدن المجاورة و قلما تجد زبونة من البليدة ، وإن حدث فتكون إما عروسا لم يمض على زواجها إلا زمن قليل أو سيدة عاملة خذلها الوقت لا غير ، و أحيانا ترغب السيدات الزيادة في أنواع الحلوى اللاتي صنعنها في البيت للتباهي و التفاخر أو إهدائها لأهل العروس أين تُوَشح هدية “المهيبة “ المشهورة بالمنطقة كل عيد فطر مبارك بصينية تزينها العديد من أنواع الحلوى التي تظهر “شطارة” أهل الزوج في صناعة الحلويات ، كرما منهم و تعبيرا عن فرحة ختم صيام شهر رمضان ، خاصة و أن “ المهيبة “ كما تسمى بالمنطقة أصبحت علامة تجارية لا بديل عنها بين الأسر و العائلات في البليدة.