طباعة هذه الصفحة

مدير معهد باستور فوزي درار يكشف:

الجزائر تسجل أول إصابة بالمتحور «بي.إي.2»

صونيا طبة

- المتغير الجديد يتغلب على «دلتا» بـ90٪
كشف مدير معهد باستور البروفيسور فوزي درار عن تسجيل أول حالة إصابة بالمتحور الفرعي عن المتغير الجديد أوميكرون «بي.إيه.2» في الجزائر، مشددا على ضرورة اتخاذ مزيد من الحيطة والحذر لتجنب تفشي الفيروس بشكل أكبر ولمواجهة مخاطره.


أكد المدير العام بمعهد باستور خلال نزوله ضيفا على القناة الإذاعة الأولى، أن الوضع مقلق نظرا لتصاعد منحنى الإصابات وعدم تسجيل استقرار في عدد الحالات اليومية، باعتباره المؤشر الأول عن تجاوز مرحلة الخطر. مضيفا، أنه كلما تفشى الفيروس بصفة أكبر تطرأ عليه تغيرات قد تكون خطيرة، ما يفسر تسجيل أول إصابة مؤكدة بالمتحور الفرعي عن أوميكرون بي.إيه2 في البلاد.
واعتبر البروفيسور درار أن غياب الضغط الرهيب على المستشفيات إلى حد الآن هو الجانب الإيجابي، بعد أن كانت التوقعات توحي بالدخول في موجة شرسة وخطيرة، مشيرا إلى أن قرار تمديد إجراء غلق المؤسسات التربوية لفترة إضافية من شأنه أن يساهم في السيطرة على المتحور الجديد والتغيرات التي طرأت عليه وكسر سلسلة انتشار الفيروس على نطاق أوسع.
وأضاف، أن انتشار المتغير «أوميكرون «في الجزائر يقارب 90٪ من السلالات الأخرى، عكس المتغير «دلتا» الذي أصبح يمثل أقل من 7٪، ولكن أغلب الحالات الخطيرة التي تتواجد حاليا في المستشفيات سببها الإصابة بهذه السلالة، كاشفا عن أن جميع المرضى الذين يعانون من تعقيدات صحية ناتجة عن الإصابة بالفيروس غير ملقحين بالجرعات الكاملة.
بخصوص معدل الإصابات المعلن عنها والتي لا تعكس الواقع الحقيقي، أجاب أن مستوى التشخيص اليومي لفيروس كورونا يصل إلى 5 آلاف فحص. لكن وبالرغم من المجهودات المبذولة والتقدم المسجل في التحاليل، إلا أننا لم نصل بعد الى المستوى المرغوب فيه، موضحا أن بحث التسلسل الجيني لا يجب إجراءه لجميع الحالات وإنما يتم اختيار عينات نمودجية حسب الأعمار والمناطق التي تعرف تزايدا في عدد الإصابات عبر مختلف ولايات الوطن للخروج بنظرة شاملة حول تطور الوضع الوبائي في البلاد.
ولفت الى أن كل شخص تظهر عليه أعراض الزكام والأنفلونزا يشتبه في إصابته بفيروس كورونا، سواء «دلتا» أو «أوميكرون»، إلى غاية إثبات العكس من خلال اجراء الفحوصات اللازمة، مشيرا الى أنه بالرغم من الانتشار الواسع لكوفيد-19، الا أن معهد باستور قام بتشخيص العديد من حالات الإصابة بالانفلونزا الموسمية خلال هذه الفترة، منبها إلى أن تطور منحنى الاصابات وقدرة المستشفيات على استيعاب هذه الحالات، هو ما يتم أخذه بعين الاعتبار أكثر من العدد اليومي المسجل لفيروس كورونا.
وأوضح البروفيسور درار، أن التلقيح بالجرعات الكاملة يمنع المتحور «أوميكرون» من البقاء لمدة طويلة في الجسم تصل إلى 10 أيام وفترة التعافي من المرض تكون أسرع، داعيا الى ضرورة الاقبال على أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا لضمان الحماية من الأعراض الصعبة بعد الاصابة بالمتحورات المنتشرة حاليا، مع أهمية الاستمرار في احترام القواعد الوقائية لكسر سلسلة انتشار الفيروس.
وتابع مدير معهد باستور، بأن عدة صعوبات تواجه المنظومة الصحية في التكفل بالمرضى والتصدي لمخاطر الموجة الحالية بسبب تسجيل عدد كبير من الإصابات بالفيروس وسط الأسلاك الطبية وشبه الطبية، مضيفا أنه من الصعب تعويض نسبة الغيابات الكبيرة في المصالح الطبية والأمر عرقل المهام وأخلط الحسابات، مايتطلب إيجاد حلول استعجالية لنقص الاطار الطبي لضمان استمرارية التجاوب مع جميع الحالات التي تتدفق يوميا على المستشفيات.
وبخصوص تعليمات رئيس الجمهورية فيما يتعلق بتوفير اختبارات الكشف عن الفيروس بكميات كافية، مع تسهيل اقتنائها لفائدة المواطنين، قال إنها إجراءات هامة، سيما توفير الكشف السريع على مستوى الصيدليات. كاشفا في ذات السياق، أن معهد باستور في طور اقتناء أكثر من مليون جهاز بحث سريع جيني مع توفير مزيد من كشوفات «بي.سي.آر».