قدّم المنتخب الكاميروني أحسن مباراة له منذ انطلاق الموعد القاري، عندما فاز وتأهل إلى الدور نصف النهائي أمام منتخب غامبيا، حيث سيطر زملاء أبوبكار بالطول والعرض على المواجهة، مؤكّدين طموحهم الكبير في المنافسة التي يستضيفها الكاميرون.
فقد كانت الخرجات الأولى لـ «الأسود الجموحة» غير مقنعة بالدرجة التي تابعناها مساء يوم السبت، بالرغم من تقدّم الفريق المستضيف في المنافسة، إلا أن الأداء لم يكن بالدرجة التي شاهدها الجميع بملعب جابوما في الدور ربع النهائي، خاصة وأن الفريق المنافس كان غامبيا، هذا المنتخب الذي سار بخطى ثابتة، وأبهر الجميع في المقابلات السابقة.
وبالتالي، فإنّ الكاميرون وضع نفسه في ثوب المرشح بقوة للمنافسة على اللقب بفضل القوة التي أظهرها في جل خطوطه، والتوازن الكبير في توزيع اللاعبين فوق الميدان، الأمر الذي سمح له بشلّ كل محاولات منتخب غامبيا..والأفضل من ذلك فإنّ «الأسود الجموحة» تمكّنت من الوصول في مناسبتين الى مرمى المنافس، وكادت أن تضيف أهداف أخرى.
والشيء الملفت كذلك هو النجاعة الهجومية التي كتبها الفريق الكاميروني، ويعوّل كثيرا على هدافين من الطراز الرفيع وهما أبوبكار وايكامبي، هذا الأخير قد يلتحق بزميله في مقدمة هدافي الدورة.
ويمكن القول أنّ الناخب الوطني الجزائري جمال بلماضي يقف على كل صغيرة وكبيرة بالنسبة للفريق الكاميروني، الذي سيكون منافس المنتخب الجزائري في الدور الفاصل لتأهيليات المونديال، ولعب «الأسود غير المروّضة» في العرس الافريقي عدة مقابلات سيكون بمثابة كتاب مفتوح بالنسبة للطاقم الفني الوطني، الذي يحضّر بصفة مركزة ودقيقة المواجهتين القادمتين في مارس من السنة الجارية.
فـ «الخضر» وبعد الإقصاء في الدور الأول من منافسات «الكان» سوف يرمون بكل ثقلهم للمشاركة في المونديال، ودراسة المنافس القادم بدقة من أهم النقاط في «الخطّة التحضيرية».