يفاقم ارتفاع أسعار الأسمدة العالمية من المخاوف بشأن الأمن الغذائي في أنحاء منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، حيث يعتمد صغار المزارعين بشكل كبير على الواردات - هذا إذا استخدموا أسمدة إضافية من الأساس.
وذكرت وكالة «بلومبيرغ» للأنباء أنه مع ارتفاع الأسعار بثلاثة أمثال خلال الشهور الـ18 الماضية، يبحث عديد من المزارعين الاستغناء عن شراء الأسمدة هذا العام.
ويجعل ذلك سوقا كان يتوقّع له منذ فترة أن يحقّق نموا، معرضا للانكماش بنسبة الثلث تقريبا، وفقا لسيباستيان ندوفا، مدير برنامج في مجموعة أفريكا فرتيليزر دوت أورغ للأبحاث.
وأفاد الخبير ندوفا، بأن ذلك يمكن أن يحدّ من إنتاج الحبوب بنحو 30 مليون طن، وهو ما يكفي لإطعام 100 مليون شخص.
وقال ندوفا: «قد نرى سيناريو تتراجع فيه المحاصيل، وهو ما يعني إما أن تضطر الحكومة إلى تعديل ميزانياتها واستيراد الغذاء، أو حدوث نقص في الغذاء».
وتسجل منطقة إفريقيا جنوب الصحراء بالفعل أدنى معدلات استخدام الأسمدة في العالم، بمتوسط 12 كيلو غراما للهكتار الواحد، مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يبلغ 110 كيلو غرامات.
وفي ظل توقّع تراجع استخدام الأسمدة، يتزايد التهديد للأمن الغذائي، والاستقرار السياسي في أنحاء المنطقة، بحسب ما ذكره آلين سي تراوري، مدير الزراعة والتنمية الريفية في لجنة إيكواس «المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا».
ومن شأن ذلك أن يزيد من اعتماد المنطقة على الصادرات وقت سجلت فيه أسعار المواد الغذائية ارتفاعا قياسيا. وبحسب برنامج الأغذية العالمي، هناك نحو 20 مليون شخص على شفا المجاعة في المنطقة.
يشار إلى أن أسعار الغذاء العالمية ارتفعت 28.1 في المائة في 2021 إلى أعلى مستوياتها منذ عشرة أعوام، بحسب ما ذكرته منظمة الأغذية والزراعة «فاو» أخيرا، التي أوضحت أن الآمال ضئيلة في العودة إلى أوضاع السوق الأكثر استقرارا هذا العام.
وبلغ متوسط مؤشر المنظمة لأسعار الغذاء لـ2021 كاملا 125.7 نقطة، بارتفاع 28.1 في المائة عن العام السابق، علما بأن المؤشر يرصد التغيرات الشهرية في الأسعار الدولية للسلع الغذائية الأكثر تداولا.
وخلال ديسمبر، أفادت المنظمة بأن الأسعار العالمية للغذاء انخفضت بشكل طفيف مع تراجع الأسعار الدولية للزيوت النباتية والسكر تراجعا ملحوظا عن مستوياتها العليا.