- غلاء الأعلاف، الضرائب وتخلي المهنيين عن النشاط
يتوقع مهنيون في قطاع إنتاج اللحوم البيضاء والحمراء، ارتفاعا كبيرا وغير مسبوق في أسعار هذه المادة الحيوية بحلول الشهر الفضيل، على إثر التهابها بداية الشهر الجاري ونهاية السنة الماضية، بسبب غلاء الأعلاف واستمرار تداعيات فيروس كورونا، وتخلي المربّين عن المهنة نظير الخسائر التي باتوا يتكبدونها منذ سنتين، مبرزين أنّ أسعار اللحوم البيضاء التي شهدت خلال الفترة الحالية تراجعا، وسجلت عودتها إلى معدلاتها الطبيعية سيكون مؤقتا فقط.
أكد رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، الحاج طاهر بولنوار، أنّ السبب الرئيس لارتفاع أسعار اللحوم بنوعيها يرجع إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية الموجهة لصناعة أعلاف الدواجن، وتوقف عدد معتبر من المربين عن الإنتاج، وقال إنّ ارتفاع الأعلاف في السوق الدولية، كان له وقعه المباشر في هذه الوضعية، لاسيما وأنّ الخسارة التي تعرض لها العديد من المربين، منذ بداية أزمة كورونا، جعلتهم غير قادرين على اقتناء الأعلاف الموجّهة للإنتاج.
الحاجة لـ 120 ألف طن من اللحوم
وأوضح بولنوارلـ «الشعب»، أنّ الطلب على هذه المادة الحيوية، سيزيد خلال شهر رمضان المبارك إلى ما يفوق 100بالمائة، علما أنّ متوسط إنتاج قطاع اللحوم، غير كاف مع تزايد الطلب، حيث لا يتجاوز الإنتاج السنوي للحوم الحمراء 500 ألف طن، ولا يتعدى 300 ألف طن من اللحوم البيضاء، في حين، أنّ الطلب الوطني من اللحوم البيضاء والحمراء يزيد عن مليون طن سنويا.
وشدّد بولنوار على أنّه لتكون الأسعار مستقرة لابد من إنتاج 800 ألف طن من اللحوم الحمراء، مفصّلا في السياق أنّ إنتاج 500 ألف طن من اللحوم الحمراء، زائد إنتاج 300 ألف من اللحوم البيضاء لتصبح بذلك أقل من مليون طن من اللحوم بنوعيها، وهو أمر غير كاف لتلبية الطلب المنتظر ارتفاعه، خلال شهر رمضان المبارك، حيث تحتاج السوق إلى حوالي 120 ألف طن من اللحوم بنوعيها، ليؤكد أنّ مشكل اللحوم بدأ منذ بداية الأزمة الصحية وانتشار فيروس كوفيد، الذي أثّر على قطاع تربية المواشي والأغنام والأبقار، وبدرجة أولى على قطاع الغذاء الحيواني، حيث أنّ كثيرا من الموالين تخلّوا عن نشاطهم نهائيا، ما أدى إلى انخفاض في أعداد رؤوس المواشي خاصة الأغنام.
وطالب بولنوار، بالمناسبة، الحكومة بضرورة اللجوء إلى استيراد اللحوم خلال الشهر الفضيل لتغطية العجز الحاصل، وتمكين المواطن من الحصول على أهم مادة حيوية لا يمكن الاستغناء عنها، خلال ذات المناسبة.
الفلاحة والتجارة لإنقاذ تربية الدواجن
وتوقع، من جهته، رئيس الجمعية الوطنية لمربي الدواجن شريف حمزة، أن تقفز أسعار اللحوم البيضاء نهاية شهر فيفري الداخل، إلى مستويات عالية، بعدما عادت الأيام الماضية إلى معدلاتها الطبيعية، نتيجة تراجع القدرة الشرائية للمواطن، وعزوفه عن اقتناء المادة الحيوية، وبالتالي بات العرض أكثر من الطلب، مبرزا أنه تراجع مؤقت فقط.
وتوقع المتحدث في اتصال مع «الشّعب»، استمرار عزوف الفلاحين عن تربية الدواجن، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وسعر الكتكوت، وهذا جراء تداعيات فيروس كورونا على السوق العالمي، وتدهور القدرة الشرائية، لذلك ننتظر حصول ندرة في الدواجن، ونرتقب تسجيل ارتفاع في أسعارها، أواخر فيفري الداخل.
وأشار ذات المتحدث إلى أنّ أسعار الدواجن الحالية عرفت انخفاضا محسوسا، حيث باتت الأسعار تتراوح ليوم بين 240 دينار و220 دينار، في أسواق الجملة عند الفلاحين، لتتراوح مابين 290 دينار إلى 300 دينار في أسواق التجزئة، بينما كان سعرها يتراوح بين 400 دينار إلى 500 دينار في أسواق التجزئة، نهاية السنة الماضية.
وأبرز محدثنا أنه خلال شهر رمضان المبارك، إذا لم تتدخل الجهات الوصية، على غرار وزارتي التجارة والفلاحة، وفي أقرب وقت لتخفيض أسعار الأعلاف لتربية الدواجن، وتمكين المنتجين من زيادة الإنتاج، ما يساهم في استقرار الأسعار، فإنّنا سنشهد تراجعا محسوسا في المنتوج، وبالتالي ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء، خاصة وأننا على مسافة 15 يوما فقط لبداية تحضير المنتوج للشهر الفضيل.
وطالب الجهات المعنية بالتدخل ومراقبة أسعار الأعلاف التي تتسبب في زيادات عشوائية، خاصة وأنّ أصحاب المطاحن يؤكدون أنّ المواد الأولية في البورصة العالمية قد ارتفعت، حيث بإمكان السلطات تخفيض نسبة الضريبة على القيمة المضافة، وهو الحل الوحيد بالنسبة لأصحاب المطاحن، حتى تنخفض أسعار الأعلاف وتنخفض بذلك تكلفة إنتاج الدواجن.
2000 دينار للكيلوغرام لحم البقر
وفي ذات السياق، قال رئيس الفيدرالية الوطنية اللحوم الحمراء، محمد الطاهر رمرم لـ»الشعب»، إنّ الجزائر تعاني من ندرة في لحم البقر والغنم على حد سواء، مشيرا إلى أنه أمر أدى إلى ارتفاع سعر اللحوم الحمراء، خاصة إذا منعت الحكومة استيراد هذه المادة.
وأكد رمرم أنّ أسعار اللحوم الحمراء في ارتفاع مستمر بسبب النقص في إنتاج الأعلاف، مبرزا أنّ سعر الكيلوغرام من لحم البقر يصل إلى 1320 دينار، بعدما كان قبل شهرين لا يتجاوز 1050 دينار في أسواق الجملة، أما سعر الكيلوغرام من لحم الخروف في أسواق الجملة فيصل 1380دينار، و1700 دينار في أسواق التجزئة، بينما وصل سعر الكيلوغرام من لحم البقر، «هبرة»، 2000 دينار. بينما كان خلال الشهر الفضيل للسنة الماضية لا يتجاوز 950 دينار.
وحذّر المتحدث من ارتفاع قياسي وغير مسبوق للحوم الحمراء خلال شهر رمضان، إن لم تتدخل السلطات المعنية لحلّ الأزمة، موضحا أنّ أسباب ارتفاع اللحوم الحمراء يعود إلى احتكار الموالين للمنتوج ولغياب المنافسة.