طباعة هذه الصفحة

مواضيع متنوعة وتحديد مواقف من قضايا الساعة

مؤسسة احترافية تؤدي مهامها الدستورية دون تدخل في السياسة

فنيدس بن بلة

صدر العدد الأخير لمجلة «الجيش» بأبهى حلة متضمنا مواضيع ثرية تخص المؤسسة العسكرية وتوجهاتها الدائمة نحو الاحترافية والعصرنة تستدعيها سياسة الدفاع الوطنية لجزائر تسابق الزمن من أجل احتلال موقع يليق برصيدها الحضاري وتاريخها المجيد وتطلعاتها نحو المستقبل المشرق في محيط إقليمي ودولي مضطرب.
جاءت مجلة «الجيش» لشهر جويلية ناقلة أحداث سارة عاشتها الجزائر وتتخذها ارضية انطلاق نحو مكاسب اخرى في المستقبل القريب والبعيد منها الانتصارات التي حققها المنتخب الوطني في مشاركته بمونديال البرازيل والتي أعادت للرياضة الجزائرية مجدها وصيتها مكسرة القاعدة السلبية «المشاركة من أجل المشاركة» والاكتفاء بلعب مباراة الدور الأول والانسحاب كأن شيئا لم يكن.
وحملت رسالة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، التي تصدرت أولى صفحات «الجيش» هذا البعد وترجمت مدلوله ومعناه معبرة عن ما اختلج في صدور الجزائريين من حرقة انتظار وتلهف لمشاهدة «الخضر» يبارزون أقوى الفرق وأكبرها دون خوف ولا عقدة نقص.
لخص الرئيس بوتفليقة هذا معبرا عن العقل الجماعي للجزائريين بالقول الصريح وهو يهنئ الفريق بالاستعراض الجيد والآداء المتميز في بلاد «الصامبا» بالقول المختصر الموجز: «لقد صدقتم الوعد وأثبتم براعتكم وحققتم أملكم وأمل شعبكم وكافة الشعوب الشقيقة والصديقة».
وفي مواضيع «الجيش» رصد لمختلف الأحداث التي عرفتها المؤسسة العسكرية، منها استطلاع ميداني عن «الأكاديمية العسكرية لشرشال» الذي أعطته عنوانا براقا يتوقف عنده كل متفحص للمجلة ممثلا في تقاليد عسكرية لمدرسة تصنع الرجال «..في مواضيع المجلة التي تصدر بالألوان الوطنية تقليد الرتب وإسداء الأوسمة وتخرج دفعات لتعزيز الجيش الوطني الشعبي الوفي لرسالة نوفمبر التحررية.
في مواضيع المجلة موقف الجيش الثابت من مختلف قضايا الساعة والتحولات التي تعيشها الجزائر، حيث هناك تأكيد راسخ على تفرغه زمن التعددية لبناء جيش عصري احترافي يؤدي مهامه الدستورية مع الحرص الكامل على النأي بنفسه عن كافة الحساسيات والحسابات السياسية.
اتضح هذا في افتتاحية المجلة التي تعيد التأكيد للملأ للذين لم يستمعوا الرسالة ولم يهضموا فحواها المعبر عنها في أكثر من مرة وموقع من قبل الفريق القايد صالح، نائب وزير الدفاع قائد الأركان. اتضح ذلك من خلال العبارة الدقيقة التي تثبت بالملموس أن الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير يستمر «في القيام بمهامه بكل إخلاص، مما يتطلب الالتزام بما يمليه الواجب والقانون بكل انضباط. كما يستوجب الوعي بان المحافظة على صورة ومكانة الجيش وعدم إقحامه في مسائل لا تعنيه وهي بعيدة كل البعد عن مهامه والتزاماته ، يعتبر واجبا وطنيا تمليه المصلحة العليا للدولة وتفرضه دواعي ضمان مستقبلها وحماية حدودها وحفظ سيادتها وتوفير أسباب أمنها وتدعيم دفاعها الوطنية.»
إنها الأهداف السامية التي تعي قيادة الجيش قيمتها وتسعى إلى تحقيقها وتجسيدا ميدانيا.
إنها الأهداف التي سيظل الجيش حامي حمى الجزائر وحافظا لطابعها الجمهوري متمسكا بالمهام التي خوله له الدستور لا يحيد عنها قيد أنملة مهما كانت التحديات والتضحيات وتيقنتورين الشاهد الحي.