طباعة هذه الصفحة

حقائق يكشف عنها مدير معهد باستور، البروفيسور فوزي درار:

أوميكرون سينتشر بـ80٪... والذروة في أواخر جانفي

خالدة بن تركي

- ضعف وتيرة التلقيح يطيل ذروة الموجة بأكثر من 10 أيام
- عمر المنـــاعــــــــة بعـــد الإصابـــــة تستــــــمر لمـــــدة 3 أشهر
كشف مدير معهد باستور البروفيسور فوزي درار، أن ذروة المتحور الجديد ستكون في أواخر جانفي وبداية شهر فيفري، على أساس التوقعات العلمية وديناميكية الفيروس، مشيرا أن الذروة ستسجل على ضوء ارتفاع عدد الإصابات بالمتحور أوميكرون، الذي يمكن أن يمثل نسبة انتشار بـ80٪ في الأيام المقبلة، وتكون الغالبية للسلالات المتحورة في الجزائر.

أوضح البروفيسور فوزي درار، أمس، خلال نزوله ضيفا على مواقع «الشعب» الإلكترونية، أن المتحور أوميكرون المهيمن على الوضع الصحي حاليا والمتحكم في الموجة الرابعة، وهذا بالنظر إلى سرعة انتشاره وانتقاله بين الأشخاص، حيث ينقل العدوى لأكثر من 17 شخصا، خلافا للمتحور الشرس «دلتا» ينقلها إلى 8 أشخاص، وبذلك فإن التحاق موجة هذا المتغير الجديد سينهي وجود سلالة دلتا شهر فيفري الداخل.
وأكد درار، أن الجزائر ستعيش الذروة وتصل إلى أرقام قياسية نهاية شهر جانفي وبداية فيفري، لتبدأ بعدها حالات الإصابة في التنازل تدريجيا.
لكن مع التزايد السريع لأعداد الإصابات وضعف عمليات التلقيح، يتوقع أن تستمر الذروة لمدة أطول قد تصل إلى 10 أيام، مشيرا إلى عدم وجود تخوفات من هذا المتحور حاليا، كون دلتا هو المتحور الأكثر خطورة لحد الآن.
وأوضح أن أعراض أوميكرون خفيفة مقارنة مع دلتا، كونه يصيب الجهاز العلوي ولا يصل إلى الرئتين، ويكتفي فقط بالمنطقة العلوية وخاصة القصبة الهوائية، ويسبب صداعا في الرأس متواصلن وأيضا تعرقا شديدا ليلا، عكس المتحور الشرس دلتا فهو يصيب الرئتين ويحتاج المصاب به إلى الأوكسجين، مؤكدا أن 95٪ من الأشخاص الموجودين في العناية المركزة غير ملقحين.
الجزائر ستعيش مرحلة استقرار وبائي
بخصوص مناعة ما بعد المرض، قال البروفيسور إن الإصابة بالمتحور الجديد تضمن الحماية بين 3 إلى 4 أشهر، وذلك لوجود مضادات الحماية في أجسام الأشخاص المتعافين من المرض، حيث يطورون استجابة مناعية قوية من الفيروس، والتي بدورها تحميهم من الإصابة مرة أخرى في المستقبل، حيث يصبح جهازهم المناعي قادرا على التعرف على الفيروس ومحاربته، مؤكدا أن الجزائر ستعيش مرحلة استقرار وبائي بعد هذه الفترة.
وأوضح في ذات السياق، أن البلدان التي تشهد نسبة تلقيح مرتفعة ستعيش استقرارا وبائيا طويلا سيصل لأشهر، عكس الجزائر ستحظى بفترة هدوء لا تتجاوز 4 أشهر، لأن نسبة التطعيم في بلادنا ضعيفة بالمقارنة مع 10 ملايير جرعة التي استهلكت عبر العالم، وبذلك فمنحنى وتيرة التلقيح في بلادنا قد ينعكس على الوضع الصحي مستقبلا، لأنه لم يتجاوز بعد 11٪ حاليا.
تعميم الجواز الصحي ضرورة
واعتبر أيضا، أن نسبة التلقيح في الجزائر تبقى ضعيفة وإقبال المواطنين عليها قليلا، بالرغم من الحملات التحسيسية والتوعية التي تنظمها المصالح المعنية، إلا أن المواطن مازال عازفا عليها، بشكل يستدعي التفكير في استراتيجية أكثر نجاعة لدعم التلقيح، خاصة وأنه الحل الوحيد لتحقيق المناعة الجماعية، داعيا إلى تعميم الجواز الصحي للتلقيح لمواجهة متحور أوميكرون وتوسيع دائرة التلقيح.
وأكد ضيف «مواقع الشعب الالكترونية»، أن تعميم الجواز الصحي للتلقيح أمر ضروري لضمان المناعة الجماعية ضد المرض، موضحا أن حرية الفرد تنتهي عند حرية الآخرين، ما يستوجب الإسراع في وضع التقنيات الخاصة بها للمراقبة والمتابعة لضمان نجاح العملية، مؤكدا إمكانية الذهاب إلى التشديد لعدم تعريض حياة الأشخاص للخطر، خاصة مع التسارع الكبير للوباء.
في هذا الصدد، أوضح الدكتور أن فترة حضانة الفيروس لدى الأشخاص الملقحين وغير الملقحين تختلف، حيث يمكث الفيروس عند الشخص الملقح 5 أيام والأعراض تزول تدريجيا، بينما تتجاوز 10 أيام وتكون الأعراض حادة قد تصل إلى الاستشفاء والعناية المركزة عند الأشخاص غير الملقحين، مؤكدا أن الشخص المصاب بـ»أوميكرون» يصبح غير مُعدٍ بعد أسبوع من الإصابة، وبإمكانه التنقل والعمل عاديا.
التحاليل سلبية في فترة حضانة الفيروس
وأرجع مدير معهد باستور سبب ظهور بعض تحاليل الكشف الجيني سلبية بالرغم من وجود الأعراض، إلى فترة حضانة الفيروس التي تبقى أحيانا أكثر من 5 أيام. وللتأكد يجب إعادتها بعد 48 ساعة، في حين التحليل الذاتي المستعمل في المنزل، عندما تكون النتيجة إيجابية، فيجب تأكيده عن طريق تحليل «بي.سي.أر»، لأن هذا الأخير لا يستعمل في الحالات الإيجابية أو عند الأشخاص الذين تكون لديهم أعراض، فهذا التحليل يستعمل لمعرفة مدى وجود الفيروس في المجتمع.
وأكد درار، أن المغالطات التي يقع فيها المواطن نتيجة التحاليل السلبية، جاءت بسبب الاستعمال غير الطبي لهذه التحاليل، التي أصبحت تتم خارج الإطار الطبي المعمول به وأصبح يشك في نتائجها. وبالتالي تأكيدها يكون من خلال تحليل «بي.سي.أر» الذي يكشف عن وجود الفيروسات في الجسم حتى وإن لم تتجاوز 100 فيروس، منوها أن الهدف من التحليل إيجاد البنية الجينية للفيروس وليس البنية الميتة التي يكشفها تحليل الكشف الجيني الذي يستهدف المكون الخارجي للفيروس.
وبخصوص نقل العدوى بعد الإصابة، وخلافا لما تم مع المتحور «دلتا»، فإن أسبوعا كاف لعدم نقل العدوى عند المصاب بكورونا، لأن فترة حضانة المتغير الجديد قصيرة، وبذلك فالشخص المصاب يكفيه أسبوع ليصبح غير معد، لأن نسبة انتقال الفيروس ضئيلة جدا ويمكن العودة للحياة العادية بعد هذه الفترة.
تقييم المنظومة الصحية ليس خلال الوباء
على صعيد آخر قال البروفيسور درار، إن المنظومة الصحية في الجزائر تعاني من نقائص كثيرة، غير أنه أعاب على الانتقادات الموجهة إليها في فترة الوباء، اين تشهد أغلب المنظومات الصحية في العالم اختلالات نتيجة صعوبة مجابهتها للأزمة الصحية العالمية، مشيرا ان الإصلاح يتطلب إرادة حقيقية وبإشراك الجميع.
كما اعترف بالاختلالات التي تعانيها المنظومة الصحية، لكنها استطاعت بفضل جيشها الأبيض أن تواجه فيروسا خفيا وتقلل من خطورته وتحمي حياة الكثير من الأشخاص، وهذا بالرغم من نقص الإمكانات والمعدات، حيث استطاعت الصمود في معركتها ضد الفيروس، مؤكدا أن إصلاحها بحاجة إلى استقرار صحي ووقت طويل.