طباعة هذه الصفحة

رئيس الاستعجالات الجراحية، البروفيسور إيصولاح:

موجة الوباء الحالية أخفّ وأقل خطورة من الثالثة

صونيا طبة

- المستشفيات جاهزة للطوارئ وتفادي أخطاء الماضي

أكد رئيس مصلحة الاستعجالات الجراحية بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا البروفيسور أرزقي إيصولاح، أن الموجة الحالية من وباء كورونا أخف وأقل خطورة من السابقة، نظرا لعدم تسجيل عدد كبير من الإصابات المعقدة وانخفاض الوفيات على مستوى المصالح الاستشفائية، بالرغم من الانتشار الواسع للفيروس.


قال رئيس مصلحة الاستعجالات الجراحية بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا في تصريح لـ «الشعب»، إن أغلب الحالات المسجلة حاليا في الجزائر من المحتمل أن يكون سببها الإصابة بالمتغير الجديد «أوميكرون» الذي ينتشر بشكل أسرع ويعطي أعراضا خفيفة لا تصل عموما الى صعوبة في التنفس والحاجة إلى العلاج بالأكسجين، باعتبار أن الإصابات التي تستقبلها المصالح الاستشفائية في هذه الفترة في مجملها غير خطيرة، مضيفا أن الخطر يبقى قائما بسبب سلالة «دلتا» التي ما تزال تصيب الأشخاص وتصارع من أجل البقاء أمام المتحور الجديد.
وتابع البروفيسور، بأن ضعف خطورة المتغير «أوميكرون» لا تعني بأن جميع الفئات غير معرضة لمضاعفات الإصابة به، لافتا إلى أن الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، كالسكري وأمراض القلب والشرايين وأصحاب المناعة الضعيفة وكبار السن، يمكن أن تظهر عليهم أعراض صعبة بسبب الاصابة بالفيروس، ما يستدعي اتخاذ مزيد من الحيطة والحذر والاستمرار في احترام الإجراءات الاحترازية والوقائية، مع الإقبال على أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا.
وأضاف رئيس مصلحة الاستعجالات الجراحية، أن معدل الوفيات بسبب فيروس كورونا في انخفاض مستمر، بالرغم من تصاعد منحنى الاصابات بوتيرة سريعة في الأيام الأخيرة مقارنة بالموجة الثالثة التي شهدت ارتفاعا في عدد الوفيات اليومية، متوقعا أن يكون الفيروس قد أصبح أقل عدوى وشراسة مما كان عليه في السابق، مع تسجيل تقدم نسبي في حملة التلقيح ضد الفيروس، بالرغم من أن نسبة الملقحين بالجرعات الكاملة إلى حد الآن لا تسمح ببلوغ هدف اكتساب المناعة الجماعية التي تمكن من التصدي لمخاطر تفشي المتحورات.
وأكد أن الأطقم الطبية اكتسبت خبرة أكبر خلال مواجهة الموجات السابقة، خاصة الموجة الأخيرة التي كانت الأعنف وذلك فيما يخص طريقة علاج المرضى المصابين بفيروس كورونا والتكفل الاستعجالي بالحالات المعقدة في مصلحة الانعاش، مشيرا إلى أن المستشفيات رفعت مستوى التأهب لمواجهة مخاطر هذه الموجة والاستعداد لأي طارئ ولضمان التكفل بجميع المرضى، مع محاولة عدم تكرار الأخطاء المرتكبة، لاسيما من حيث التنظيم والتسيير على مستوى جميع الوحدات والمصالح الصحية وكذا بتوفير وسائل ومستلزمات العلاج وإمدادات الأكسجين دون انقطاع.
ويرى البروفيسور إيصولاح، بأن التلقيح ضد فيروس كورونا يعد السلاح الوحيد لكسر سلسلة انتشار العدوى والتقليل من مخاطر موجات الوباء لعدم وجود خيارات أخرى، موضحا أن ظهور المتحورات الجديدة يمكن أن تضعف فعالية اللقاحات المتوفرة ولكنها تبقى تساهم في ضمان الحماية من الإصابة بالأعراض الصعبة والوصول الى الاستشفاء، خاصة بالنسبة للفئات الهشة المعرضين بكثرة للمضاعفات، مضيفا بأن الحديث عن زوال الفيروس نهائيا بعد انتشار المتغير الجديد «أوميكرون» تعد احتمالات واردة لا يمكن تأكيدها حاليا، خاصة وأن إمكانية ظهور متغير آخر أمر وارد.