اعتبر المختص في الصحة العمومية الدكتور أمحمد كواش، أن متحور «أوميكرون» يستهدف بشكل أكبر فئة الشباب غير الملقحين والأطفال، لكن يعتبر أقل خطورة من المتحورات السابقة مثل دلتا وكورونا الأصلية.
أوضح الدكتور أمحمد كواش، في تصريح لـ «الشعب»، أن عدوى متحور أوميكرون كانت سريعة جدا في المؤسسات التربوية، بالرغم من وجود نظام التفويج غير الكافي، بحسبه، وذلك لعوامل كثيرة، منها ظروف التهوئة المنعدمة في القسم الذي يبقى مغلقا بفعل البرودة الشديدة، ودخول فوج بعد فوج إليه، وهو ما تسبب في انتشار العدوى بين التلاميذ ثم تمتد سلسلة العدوى بانتقالها إلى البيت وبين المؤسسات التربوية وأماكن العمل.
البرودة ساعدت في تفشي المتحور
وقال الدكتور كواش، إن سرعة انتشار الفيروس -متحور أميكرون- داخل قاعة مغلقة موجود فيها مصاب يسعل أو يعطس، تقدر أبعادها الهندسية 8 أمتار طولا، 7 أمتار عرضا و3 أمتار ارتفاعا، تبلغ حوالي ثانيتين وأيّ شخص مصاب ينقل العدوى إلى أكثر من 100 شخص آخر، مضيفًا أن موجة البرد الشديدة أدت بدورها لبقاء الأطفال داخل البيت ووسط التجمعات العائلية، ما ساعد على تفشي العدوى بين الأفراد.
وتوقع المختص في الصحة العمومية، انتشارا سريعا جدا لسلسلة العدوى خلال الأيام المقبلة، نظرا لوجود عوامل كثيرة، منها البرودة الشديدة التي تجبر الأسر على البقاء داخل البيوت، ويؤدي ذلك لنشر العدوى في أماكن مغلقة.
وأشار الطبيب إلى أن توقف الدراسة لمدة 10 أيام، قد يشجع بعض العائلات على التنقل وزيارة الأهل والأقارب في مختلف الولايات ويتم بذلك نشر العدوى بين الأسر، ما يتطلب مزيدا من الحيطة والحذر وتحمل المسؤولية ورفع درجة الوعي، واستعمال الحجر الصحي المنزلي الطوعي تجنبا لانتقال الفيروس.
أوميكرون يُصيب الجهاز التنفسي العلوي فقط
وأوضح المختص في الصحة العمومية، بأن إصابات متحور أوميكرون ليست خطيرة في الغالب، حيث ينتشر في الجهاز التنفسي العلوي فقط، على مستوى القصبات الهوائية والحنجرة.
وأضاف الدكتور، أن أوميكرون يُكسب المصاب مناعة جيدة ضد المتحور «دلتا» والمتحورات السابقة مثل كورونا الأصلية «كوفيد-19»، وهو ما حدث في الموجات الأولى والثانية والثالثة، بحيث ألغت «بيتا» المتحور «ألفا»، و»دلتا» ألغت «بيتا»، وأكيد أن «أميكرون» سوف يلغي «دلتا»، لكن يبقى المتحور أوميكرون أقل خطورة من باقي المتحورات.
وبخصوص ارتفاع الإصابات بين التلاميذ والمتمدرسين، طمأن كواش الأسر الجزائرية بعدم القلق والخوف على الأبناء عند إصابتهم بمتحور كورونا -أوميكرون-، كون حالاته ليست خطيرة، لكن لابد من التشخيص المبكر والعلاج السريع حتى لا تتفاقم الإصابات وتتضاعف، مع ضرورة ممارسة الإجراءات الوقائية من تباعد واستعمال الكمامة، وحجر الأطفال من يومين إلى ثلاثة حتى يتعافى المصاب من المتحور، منوهًا أيضًا أن أي إصابة لأعراض مشابهة للزكام في علم الأوبئة تعتبر أوميكرون إلى غاية إثبات العكس.
بُعد وقائي لقرار تعليق الدراسة
واعتبر الدكتور كواش قرار تعليق الدراسة بصفة احترازية لمدة 10 أيام في الأطوار التعليمية الثلاثة، إثر اجتماع استثنائي ترأسه رئيس الجمهورية، الأربعاء الماضي، حكيما وله بعد وقائي صحي على انتشار إصابات كثيرة بين التلاميذ والمتمدرسين، ومن شأنه وقف العدوى فيما بينهم.
كما أشار المختص، أن الجزائر لا تزال تنتشر فيها كورونا الأصلية الأم، والمتحور «دلتا»، ثم «أوميكرون» سريع الانتشار، الذي تعد سرعة انتشاره مرتين مقارنة بمتحور «دلتا» وهو ما يعادل 260 مرة كورونا الأصلية، وبدأ ظهوره أواخر شهر نوفمبر من سنة 2021، ليجتاح العالم بما فيه الجزائر.