طباعة هذه الصفحة

١٩ قرية تعاني أزمة مياه بتيزي وزو

سكان معاتقة يقضون « سهراتهم» أمام الينابيع والآبار

تيزي وزو :ضاوية تولايت

تعيش أغلب قرى معاتقة العطش الحاد،حيث تعالت أصوات المواطنين عبر العديد من المناطق،كل بطريقته الخاصة و بشتى الوسائل لإسماع أصواتهم للسلطات المحلية تعبيرا عن تذمرهم و استيائهم إزاء غياب المياه الصالحة للشرب التي تزامنت مع فصل الحر و شهر رمضان المبارك .

وقد سجلت ولاية تيزي وزو منذ بداية الصيف حركات احتجاجية ، استعمل فيها المواطنون شتى الوسائل ووصلت إلى حدّ تنظيم مسيرة  بإحدى المناطق مايدل على حجم المعاناة التي يعيشها السكان، و تعد منطقة معاتقة من بين المناطق التي تعاني من غياب هذا المورد الحيوي، حيث لا تزال 19 قرية تعيش حياة بدائية.
 و أعرب السيد “م ح” قاطن ببلدية معاتقة في تصريح  لجريدة “الشعب” عن سخطه إزاء الوضع  قائلا “منذ بداية فصل الصيف لم تزر المياه حنفيات منازلنا وجفت عن آخرها و منذ حوالي شهر و نحن نتكبد مشقة البحث عن المياه الصالحة للشرب بطرق بدائية من الينابيع و الآبار، التي يشارك فيها جل أفراد العائلة خاصة الأطفال منهم فكل عائلة على حساب أفرادها فالكل يشارك في جلب المياه ، لكن المشكل الأكبر يضيف محدثنا يكمن في الطوابير الغير المنتهية التي تشهدها الينابيع حيث نجد أنفسنا مجبرين على الانتظار لساعات من الزمن من أجل  برميل من 20 لتر وذلك تحت أشعة الشمس لنضطر بعدها إلى حملها سواءا على ظهورنا أو على ظهور الحمير وقطع مسافات طويلة للوصول إلى منازلنا .
ولا تتوقف معاناة سكان قرى معاتقة  عند هذا الحد ، وما زاد الطين بلة هو مصادفة المشكل مع شهر رمضان الكريم وفصل الحر حيث تزداد الحاجة لهذا المورد الحيوي .
ومع استحالة جلب المياه في النهار بسبب الحر الشديد و تفاديا للإصابة بضربات الشمس بالنسبة للأطفال و كذا حدوث إغماءات وسط الصائمين نتيجة الحمولة الكبيرة و التنقل ذهابا وإيابا ببرميل من الماء ،جعل بعض العائلات تحيي سهراتها الرمضانية بطريقة خاصة ،فبعد الإفطار مباشرة يذهب العديد من المواطنين لجلب المياه ليلا ليستعمل في الأشغال المنزلية حيث قال أحد السكان أن سهرات هذه السنة جاءت بطبعة مميزة فبدل زيارة الأهالي نحن نقوم بالسهر أمام الينابيع و الآبار حاملين براميل من المياه وسط طوابير غير منتهية .
وما استنكره سكان معاتقة أن المياه متوفرة على مستوى محطات الضخ و لا يستفيد منها إلا البعض، ما تطلب إنجاز محطة ضخ ثالثة بالمنطقة إلا أن ضعف الكميات التي تضخ للبلدية لم تسمح للمحطة الثالثة بحل المشكل، مع طرح مشكل سرقة المياه التي يتعمد البعض القيام بها لممارسة السقي في المزارع وحرمان أغلب السكان من الماء
هذه الوضعية لا تقتصر على منطقة معاتقة بل تمس العديد من القرى على غرار بوزقان ذراع الميزان تيزي راشد ،منطقة اغريب بازفون، افرحونن ،ماكودة ،واقنون وغيرها ورغم أن ولاية تيزي وزو تحتوي على 13 بالمائة من الموارد المائية على الصعيد الوطني إلا أن مشكل التزود بالمياه الصالحة للشرب لا يزال قائما.ومع أن سد تاقصيت يعد من أكبر السدود وطنيا والذي ارتفع منسوب مياهه في الشتاء المنصرم إلى 100 بالمائة، تبقى قرى تيزي وزو تعاني من جفاف غير مبرر  .