بدأت بريطانيا سحب بعض موظفيها من سفارتها في أوكرانيا ردا على ما تعتبره «التهديد الروسي المتصاعد»، وسط أجواء من التوتر أطلق خلالها حلف شمال الأطلسي «ناتو» مناورات في البحر المتوسط.
في هذه الأثناء، عقد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اجتماعا دوريا بمشاركة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عبر الفيديو لبحث مجموعة من الملفات أبرزها الأزمة الأوكرانية.
ودفعت الأزمة الولايات المتحدة إلى اتخاذ قرار بإجلاء عائلات دبلوماسييها من كييف، كما أعلنت الخارجية البريطانية أمس الاثنين أنها قرّرت سحب بعض موظفيها وعائلاتهم من سفارتها في أوكرانيا ردا على ما تقول «التهديد الروسي «.
وأفاد مراسلون بأن بريطانيا بدأت بالفعل أمس، سحب موظفين من سفارتها في أوكرانيا.
من جهتها، قالت الخارجية الأوكرانية أمس في بيان إن قرار الولايات المتحدة إجلاء عائلات الدبلوماسيين «إجراء سابق لأوانه ويعكس حذرا مبالغا فيه».
واتهم البيان روسيا بالقيام بجهود نشطة لزعزعة استقرار الوضع الداخلي في أوكرانيا، وأضاف أن وسائل إعلام تنشر معلومات مضللة ومزيفة لبث الذعر في نفوس الأوكرانيين والأجانب.
محادثات أوروبية أميركية
وفي السياق، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس لدى وصوله إلى مقر اجتماع وزراء الخارجية، إن الاتحاد لن يطلب سحب عائلات دبلوماسييه من أوكرانيا كما فعلت الولايات المتحدة.
وأضاف «لا أرى سببا للتهويل ما دامت المحادثات جارية، إلا إذا زودتنا الولايات المتحدة بمعلومات تسوّغ القرار» بمغادرة أوكرانيا.
استعدادات عسكرية
وميدانيا، أطلق حلف الناتو أمس مناورات عسكرية في مياه البحر المتوسط تستمر حتى الرابع من فيفري المقبل.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، إن هذه المناورات مخطط لها منذ عام 2020، لكن قرار المضي فيها جاء على ضوء «عدم اليقين» بشأن نوايا روسيا تجاه أوكرانيا.
وفي السياق نفسه، قالت وسائل إعلام أميركية الأحد إن الرئيس الأميركي جو بايدن يفكر في نشر آلاف من قوات بلاده وقوات الناتو في دول البلطيق وأوروبا الشرقية.
مقاتلات وسفن حربية إلى شرق أوروبا
كما أعلن حلف شمال الأطلسي، أن دوله تحضر قوات احتياطية في حالة تأهب، وأرسلت سفنا ومقاتلات لتعزيز دفاعاتها في أوروبا الشرقية، ضد ما تقول «الأنشطة العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا».
وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ: «سيواصل حلف شمال الأطلسي اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحماية والدفاع عن كل الأعضاء، لا سيما من خلال تقوية دول التحالف الشرقية. وسنرد دائما على أي تدهور في بيئتنا الأمنية، بما في ذلك عبر تعزيز دفاعنا الجماعي».
وتدعي السلطات في كييف والإدارة الأمريكية وحلفاؤها أن روسيا تحشد قوات كبيرة تجاوز تعدادها 100 ألف عسكري قرب الحدود مع أوكرانيا «تمهيدا لشن عملية غزو جديدة» مزعومة للأراضي الأوكرانية.
وأكدت روسيا مرارا أنه لا نية لها لشن أي عملية على أوكرانيا، مشدّدة على أن كل التقارير التي تتحدث عن ذلك كاذبة، والغرض من هذه الادعاءات تصعيد التوتر في المنطقة وتأجيج الخطاب المعادي لروسيا، استعدادا لفرض عقوبات اقتصادية جديدة، وتبريرا لتوسّع الناتو شرقا، الأمر الذي تعارضه موسكو بشدة قائلة إنه يهدّد الأمن القومي الروسي.