ضعف التلقيح يسبب الانتشار السريع لـ «أوميكرون»
أكد رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي البروفيسور كمال صنهاجي، أن تصاعد منحنى الإصابات بشكل قياسي في الجزائر، ينذر بخطورة الوضع وإمكانية تسجيل مزيد من الحالات في الأيام القادمة، مشيرا إلى الحاجة لمعطيات دقيقة بصفة استعجالية حول تطور الحالة الوبائية.
أفاد رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي، خلال نزوله ضيفا بالقناة الإذاعية الأولى، أن الأرقام المصرح بها لا تعكس الواقع الحقيقي. فالإصابات اليومية تمثل ثلاثة أضعاف ما يتم الإعلان عنه رسميا. موضحا أن ضعف نسبة التلقيح ضد الفيروس مع التراخي في الالتزام بالإجراءات الاحترازية تسبب في الانتشار السريع للمتغير الجديد «أوميكرون» واستمرار تفشي متحور «دلتا» الأكثر شراسة وخطورة من المتغيرات الأخرى.
وأشار إلى تشابه بعض الأعراض بين المتغيرات المنتشرة حاليا وإمكانية الخلط بينها وبين علامات الأنفلونزا الموسمية، مضيفا أن التشخيص باستخدام «بي.سي.آر» يبقى الوسيلة الأنجع للكشف عن الإصابة بالفيروس، ويتطلب ذلك تقديم تسهيلات، من توفير مزيد من وسائل الكشف بأسعار تكون في متناول المواطنين وتساهم في تشجيعهم على إجراء التشخيص، خاصة وأن أغلبية الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض المرض يرفضون القيام بالفحص لهذه الأسباب.
في ذات السياق، حذر البروفيسور صنهاجي من استهلاك الأدوية الخاصة بعلاج أعراض كوفيد-19 بشكل عشوائي ودون استشارة طبية، قائلا إن هذه السلوكيات تسببت في ندرة بعض الأدوية التي تدخل ضمن بروتوكول العلاج ضد فيروس كورونا كمضاد تخثر الدم، بالإضافة إلى مخاطر أخذها العشوائي على صحة المستهلك، مبرزا أن السلطات المعنية قدمت تعليمات لمنتجي الأدوية والموزعين من أجل توفير الأدوية بكميات كافية في جميع الصيدليات والمستشفيات ووضع حد لهذه المشاكل التي تتكرر في كل موجة تفشي الوباء.
بخصوص كثرة الحالات المسجلة لدى الأطفال بفيروس كورونا، كشف أن معهد باستور سيقوم بتحديد نسبة الإصابات لدى هذه الفئة في الأيام القادمة من خلال إجراء تحاليل التسلسل الجيني، التي ستسمح بمعرفة ما إذا كانت الإصابات المسجلة بين الأطفال سببها المتغير الجديد أوميكرون، لافتا إلى أن تلقيح هذه الفئة ضد الفيروس بات ضروريا ومن المحتمل إقراره في القريب العاجل، باعتبار أن صغار السن باتوا معرضين بكثرة لمخاطر الإصابة به، بعد أن كانوا يشكلون مصدرا لنقل العدوى إلى الآخرين، وهي مسألة وقت فقط.
ويرى بأن التلقيح يعد السلاح الوحيد لكسر سلسلة انتشار العدوى وتجنب مخاطر سلالة دلتا، التي ما تزال تشكل خطرا كبيرا على صحة المواطنين، نظرا لما تخلفه من أعراض صعبة وتعقيدات صحية خطيرة تصل إلى الاستشفاء في مصالح الإنعاش، مع إمكانية تسببها في ظهور متغير أخطر وأشرس بكثير من المتحورات المنتشرة حاليا، داعيا إلى التحلي بالوعي والتعامل بجدية مع الوضع الوبائي واتخاذ مزيد من الحيطة والحذر في التعايش مع الوباء لتفادي تكرار سيناريو الموجة الثالثة وتجنب العودة إلى الحجر الصحي.وبحسب رئيس الوكالة الوطنية للأمن الصحي، فإن بلوغ المناعة الجماعية التي تمكن من التصدي لمخاطر انتشار الفيروس في الجزائر، يتطلب تسريع وتيرة التلقيح واستفادة 90٪ من المواطنين من الجرعات الكاملة، متوقعا أيضا إمكانية زوال فيروس كورونا نهائيا بظهور المتغير «أوميكرون» بعد المناعة المكتسبة من العدوى أو بالتلقيح.