أكــثر من 500 عــائلة بغـــرداية تستفيـــد من المســـاعدات
أكدت سعيدة بن حبيلس، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، أن هذه الهيئة وكعادتها تقوم بواجبها الإنساني للتضامن مع أشقائنا في غزة لإرسال المساعدات التي يحتاجونها، لاسيما جمع التبرعات بالدم التي ستنطلق عن قريب، وذلك بالتنسيق مع السفارة الفلسطينية بالجزائر، بمن في ذلك الأشخاص المتنقلين من دول الساحل مالي والنيجر، مؤكدا أن الدولة الجزائرية ملتزمة دائما بمساعدة الشعوب المتضررة وسياستها اتجاههم تتسم بالرفق والإنسانية، واحترام كرامة وحقوق الإنسان على عكس الدول التي تدعي حقوق الإنسان.
أفادت سعيدة بن حبيلس لدى تنشيطها أمس لندوة صحفية بيومية «ديكا نيوز»، أن المكتب التنفيذي للهلال الأحمر الجزائري عقد أول أمس اجتماعا من أجل عملية جمع التبرعات بالدم لاشقائنا الفلسطينيين في غزة، كما أن بعض الولايات اتصلت بالهيئة للتبرع بالدم ،مضيفة أن ما يهم الهيئة هو نتيجة المبادرة وأن تتم العملية في ظروف محكمة، وغير حاملة للأمراض عند وصولها إلى غزة لاسيما ونحن في فصل الصيف.
وأوضحت في هذا الصدد، رئيسة الهلال الأحمر الجزائري أن الهيئة لا يمكنها القيام بعملية التبرع بالدم بولايات الجنوب في ظل الحرارة المرتفعة، مما يؤثر على صلاحية استهلاك الدم، حيث تم الاكتفاء بتنظيم العملية بالمناطق الشمالية التي ستنطلق في الأيام القادمة، وهذا بالتنسيق مع سفارة دولة فلسطين بالجزائر، متأسفة عن غياب ابسط الحق الدولي لإسعاف جرحى غزة الجريحة، وسط صمت رهيب وتصريحات بروتكولية من طرف البعض على حد تعبيرها، وقالت أيضا أن الجزائر مستعدة لاستقبال العائلات الفلسطينية القادمة وتوفر لهم كل ما يحتاجونه.
وفيما يتعلق بمسألة التكفل بالنازحين من المالي والنيجر، أبرزت ضيفة «ديكا نيوز» المجهود الذي تبذله الجزائر اتجاه هؤلاء قائلة أنه انطلاقا من قيمنا لمد يد المساعدة لمن يحتاجها، فإن الهلال الأحمر الجزائري على استعداد للتكفل بالإخوة النازحين من دول الساحل والهاربين من الموت، وقد برهن على ذلك ميدانيا، مشيرة إلى أن سياسة الدولة الجزائرية اتجاه هذه الفئة تتسم بالرفق عكس ما نراه في الدول التي تعطينا دروسا في حقوق الإنسان، حيث تضع النازحين إليها في مكان يشبه السجن ومحاط بأسلاك شائكة.
وجددت بن حبيلس تأكيدها في هذا الإطار، على أن الجزائر تحترم كرامة الإنسان ولا تعتبر النازحين إليها كسجناء بل خصصت لهم فضاءات وكل من يقرر العودة له الحق، حيث أن عدد هؤلاء النازحين الموزعين على مركز تقرت وورقلة وغيرها من ولايات الجنوب بقي على حاله، وهناك نسبة قليلة في الشمال، آملة أن يعودوا إلى ديارهم، قائلة أن فيه ملامح بالنسبة للنيجر وفقا لتصريحات حكومتها التي أبدت استعدادها لاستقبال مواطنيها الذين انتقلوا إلى الجزائر.
وأضافت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، أن هذا الأخير بصدد القيام بعملية تحسيسية وسط النازحين من دول الساحل للعودة إلى ديارهم، مشيرة في ذات السياق إلى أن الجزائر اقترحت مشروع لصالح سكان شمال المالي والنيجر والقاضي بتخصيص مبلغ مالي لتهيئة الظروف لتشجيع هؤلاء النازحين للعودة إلى ديارهم، وذلك في اجتماع بروكسل المنعقد مؤخرا بحضور الفيدرالية العالمية للصليب والهلال الأحمر، والصليب الأحمر البلجيكي والاسباني والفرنسي وبمشاركة الاتحاد الأوروبي، حيث قدرت قيمة المشروع ب 10 مليون اورو. علما أن الهلال الأحمر الجزائري سينظم مخيمات صيفية للأطفال النازحين من دول الساحل وعائلاتهم.
وبالنسبة للسوريين قالت بن حبيلس، أن المشكل لا يطرح كون هذه الفئة ظروفها المادية أحسن واستطاعت الاندماج في المجتمع الجزائري، حيث يقدر عدد العائلات الموجودة بمركز سيدي فرج خمسين عائلة يتلقون كل المساعدات المادية والصحية.
وفي ردها عن سؤال حول مشكل عدم وصول مساعدات الهلال الأحمر الجزائري لبعض مناطق غرداية، أوضحت أن هذه التصرفات نابعة من شخص واحد ومردها مشاكل تنظيمية داخل الهيئة قائلة: «أنا موجودة منذ أربعة أشهر على رأس الهيئة ولست مسؤولة على تنصيب الفروع المحلية فمهمتي تقديم الدعم لمن يحتاجونه».
وأكدت بن حبيلس في هذا الشأن، انه تم إرسال مساعدات مادية متمثلة في ظرف مواد غذائية بقيمة 7 آلاف دج لسكان غرداية، كما تم برمجة لقاء تكوينيا لشباب المنطقة في مخيمات صيفية بالشمال، مضيفة بأن أكثر من 500 عائلة في طريق الاستفادة من المساعدات، و400 عائلة بأدرار ستستفيد ونفس العدد من العائلات بتندوف وتمنراست ستتلقى المساعدة.
وللعلم تقوم اليوم رئيسة الهلال الأحمر الجزائري بزيارة إلى بلدية بني مللك بتيبازة والتي تعد أفقر بلدية، حيث تم إحصاء 80 عائلة معوزة، وتسعى هذه الهيئة للتقليل من عدد الفقراء والمساهمة في تحسين الوضع من خلال مرافقة هؤلاء.