كشف الدكتور والخبير في علم الفيروسات محمد ملهاق، أنّ الوضع الوبائي أضحى حرجا ومقلقا، بالنظر للأعداد الحقيقية لفيروس اوميكرون والتي تؤكد وجود أرقام لا يمكن إحصاؤها للأشخاص الذين لا تظهر عليهم الأعراض، موضّحا أنّ حالات الاستشفاء في زيادة مستمرة، لاسيما مع تسجيل حالات مصابة بمتحور اوميكرون زادتها فيروسات تنفسية تعقيدا.
أكّد ملهاق أن أوميكرون يضرب بقوة، لكنه لا يخلف خسائر كبيرة، ولا يؤدي إلى الاستشفاء بقوة ولا يسبب الوفاة لكن كثرة الإصابات ستدخل المستشفيات في دوامة اللاممكن.
وقال ملهاق، إن نسبة التلقيح الضئيلة تؤثر سلبا على التحكم في الوضع الصحي، في ظل توفر اللقاح ما يثير تخوف انتهاء صلاحية اللقاح، ما يجعل الجزائر تحتاج إلى جهد مالي لإتلاف الجرعات، كما أن أوميكرون قد يسبب عددا كبيرا من الإصابات، ما يستدعي قدرات هائلة قد لا يمكن توفيرها طبيا وصحيا، مشيرا إلى أنّ الجرعة الثالثة تحتاج من 4 إلى 5 أشهر كحد أقصى ذلك من أجل تعزيز المناعة.
وواصل أن الشائعات في الفضاء الأزرق حول اللقاح المضاد لفيروس كورونا بسلالاته المتحورة تلقى رواجا لدى الشعوب التي تؤمن بالخرافة، والمطلوب حسبه حوار علمي بين المختصّين للإقناع والاقتناع بأهمية اللقاح تكون فيه الحجة بالحجة والبرهان العلمي وليس بالخرافة والشائعات، قائلا “في الأمن الصحي نرتّب الأولويات بالموازنة بين الأخطار والمنافع فالفيروس”.
«أوميكرون” وانتهاء صلاحية اللّقاح
من جهته، صرّح رئيس الجمعية الوطنية لطب الأمراض المعدية، محمد يوسفي، لإذاعة قسنطينة، أن نسبة التلقيح الضعيفة والتي أثرت على التكفل الأمثل للمنظومة الصحية في الجزائر، حيث أنّ المعدل الحالي لشغل الأسرة لمصالح كوفيد بنسبة 50 % وأحيانا 2 من 3 من المصالح مكتظة باختلاف الولايات، موضحا أن أكثر الولايات تضررا هي الجزائر العاصمة، وهران إلى جانب البليدة وبجاية. كما اعتبر الدكتور يوسفي أنه لا يجب الاعتماد على الحجر الصحي لمواجهة خطر الموجة الرابعة، ولكن لابد من تعزيز حملات التلقيح واحترام منظومة الوقاية، معتبرا أن خيار الحجر الصحي جاء في غياب اللقاح، وعدم فاعلية الوقاية وبروتوكول التباعد.
وكشف عن تسارع كبير في عدد الإصابات، الأمر الذي تم التحذير منه خلال الأسابيع الماضية، مقارنة مع زيادة العدد الوطني للإصابات المسجلة عبر المستشفيات لم تسجّل حالات خطرة عكس ما نجده في الجزائر بسبب ضعف التلقيح. وأضاف يوسفي، أنّ العدد تجاوز 400 حالة وتضاعف بخمس مرات مقارنة مع نسبة شغور الأسرة في المستشفيات التي أصبحت أقل من 10 %، مردفا أنّ أكثر الولايات تضررا الجزائر العاصمة، وهران، البليدة وبجاية الأمر الذي أثار قلق مهني الصحة الذين يواجهون الوباء منذ عامين تقريبا لاسيما وأن الوضعية مقلقة وتحصد الأرواح، حيث تمّ تسجيل وفاة 04 أشخاص بمستشفى بوفاريك والأرقام المقدمة تخص الحالات الموجودة بالمستشفيات. كما تحدّث الدكتور، عن وفيات دون تحليل “بي.سي.آر” وأخرى بالعيادات الخاصة، منبّها بضرورة أخذ تجربة الموجة الرابعة وتوفير الأكسجين والأسرة، مع تنظيم قانون يكفل دخول المرضى المعقدة وضعيتهم، وتحديد الأسرة الشاعرة على مستوى كل ولاية، ملحا على ضرورة فتح العدد الكافي من الأسرة خلال مرحلة الذروة لتفادي اي خطر لأن الرقم الذي تم التصريح به من قبل الوصاية يصل الى 25 الف سرير. وقال يوسفي، إن أغلبية الحالات المتواجدة حاليا هي المصابة بالمتحور دلتا، وهي صعبة وتتطلب الأوكسجين، مع تسجيل اوميكرون الذي بدا في الانتشار بثلاث مرات من دالتا، وهو ما يشير إلى أنه سيحتل الأغلبية في عدد الإصابات وارتفاع العدد حتى وإن كانت متوسطة الخطورة ستشكّل الضغط داخل المستشفيات.