رجل قهر نظام الابارتيد وفرض المصالحة بجنوب افريقيا خيارا سياسيا
أشاد نور الدين جودي المجاهد والسفير السابق ورفيق المناضل نيلسن مانديلا بشخصية الزعيم الذي كرس حياته للدفاع عن حقوق الإنسان بجنوب إفريقيا ضد نظام التمييز العنصري» الابارتيد»، واصفا مانديلا برجل السلام، وأضاف جودي في الندوة التي نظمتها أمس جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد بمناسبة اليوم العالمي لمانديلا بأن هذا الأخير كان متأثرا بفكر الزعيم الهندي انديرا غاندي الذي ينبذ العنف، ويسعى للحصول على حقوقه بطريقة سلمية، مؤكدا أن هذا الزعيم كان وفيا لكل أصدقاءه الذين ساعدوه.
أبرز نور الدين جودي الدور الذي لعبته الجزائر في تكوين مانديلا عسكريا خلال حرب التحرير الوطني، وفي مدة قصيرة لتصنع منه قائدا يقود المقاومة ضد نظام الابارتايد بجنوب إفريقيا، مفيدا أن هناك تشابها كبيرا بين نضال الشعب الجزائري ونضال شعب جنوب إفريقيا في نوعية الاستعمار الاستيطاني الذي تعرض له كلا الشعبين، وكذا المجازر التي ارتكبت في حقهما وهي مجزرة اشابيل في حق المتظاهرين الأفارقة بجنوب إفريقيا ومجزرة الثامن ماي 1945 بسطيف، قالمة، وخراطة، كما أن الشعب الجزائري كان يعاني من العنصرية غير المعلنة حيث سن قانون يجرم الجزائري الذي ينظر للمعمرين، وكان لا يسمح لشعبنا ارتياد بعض الأماكن التي كانت حكرا على الأوروبيين فقط.
وأضاف السفير السابق أن مانديلا في البداية كان ينادي بتحصيل الحقوق بطريقة سلمية، لكنه حين شاهد مجازر الثامن ماي 1945 اقتنع بضرورة الكفاح المسلح ضد الاستعمار الذي لا يعترف بالإنسانية والحرية، مشيرا إلى أنه من خطأ الاستعمار أنه قام بتهجير الجزائريين إلى مدغشقر وبالمقابل هجر الأفارقة إلى الجزائر مما سمح بالتعارف بين الشعب وأدركوا أن نضالهم واحد.
وبالمقابل، انتقد جودي بشدة بعض وسائل الإعلام الغربية خاصة الصحف الفرنسية قائلا:»لقد صدمت عندما قرأت ما كتبته هذه الصحف عن أن مانديلا دربه الموساد، متجاهلة دور الجزائر في تكوينه عسكريا والعلاقة الوطيدة التي كانت تربط البلدين»، مضيفا بأن هذه الصحف تحاول تزوير الحقائق التاريخية.
من جهته، استعرض الأستاذ الجامعي اسماعيل دبش نبذة عن شخصية نيلسن مانديلا قائلا:»عندما نتحدث عن مانديلا فإننا نتكلم عن 70 سنة من النضال»، مضيفا أن البعد الإفريقي لمانديلا وللثورة الجزائرية مندمجين بحكم أن الجزائر كانت السند والمرجع الأساسي لتدريب زعيم جنوب إفريقيا في مراكز جيش التحرير الوطني.
وقال أيضا أن مانديلا شخصية متفتحة تتميز بمنطلق فكر غاندي وهو السلم والانتصار على القمع والعنصرية، كما أن الشعب الجزائري وجنوب إفريقيا يشتركان في عدة نقاط منها عدم خضوعهما للاستعمار، ووحدة المقاومة وأنه بعد خروجه من السجن كانت وجهته الجزائر وهو اعتراف منه بالدعم الذي قدمته له.