طباعة هذه الصفحة

عودة التلاميذ وسط مخاوف من انتشار الفيروس

أساتذة يرفعون التحدي في معركة التصدي للوباء

خالدة بن تركي

يستأنف التلاميذ الدراسة، اليوم، وسط مخاوف كبيرة من انتشار فيروس كورونا في المدارس، خاصة أمام الوضع الوبائي المتزامن مع عودة ارتفاع الإصابات وتسجيل 16 حالة من المتحور أوميكرون، ما زاد من مخاوف العاملين في القطاع التربوي والأولياء من أن تكون العودة المدرسية عاملا من عوامل تفشي فيروس كورونا. 

 

يعود التلاميذ إلى مقاعد الدراسة، اليوم، بعد عطلة دامت 21، قررت خلالها وزارة التربية الوطنية تقديم موعدها أسبوعا كاملا بسبب تسجيل إصابات بفيروس كورونا في الوسط المدرسي، مست تلاميذ في المراحل التعليمية الثلاث وكذا بين الأساتذة وأسلاك التأطير. إلا أنه مع عودة ارتفاع منحنى الإصابات وتسجيل حالات من المتغير الجديد، عادت المخاوف من جديد، لاسيما في ظل تحذيرات الأطباء من التهاون في التعامل مع وباء كوفيد-19.

 

تطبيق البروتوكول الوقائي

شددت المنظمة الجزائرية لأساتذة التربية، على أهمية التزام التلاميذ والأساتذة بالبروتوكولات الوقائية التي وضعتها اللجنة العلمية لمتابعة الوباء ،بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية، وهذا تزامنا مع العودة إلى مقاعد الدراسة وارتفاع منحنى الإصابات بالفيروس وظهور السلالات الجديدة المعروفة بسرعة انتقالها.

قال المتحدث باسم المنظمة بوجمعة محمد شيهوب، في تصريح لـ «الشعب»، إن هناك بروتوكولا مدرسيا وقائيا يجب اتباعه للحفاظ على صحة التلاميذ والأسرة التربوية، مشيرا أن ضمان استمرار الدراسة وعدم تعليقها مرهون بتوفير الوسائل الوقائية في المؤسسات التربوية كافة.

ووفقا البروتوكول الصحي، فإنه يمنع حضور الأستاذ أو العامل في حال الإصابة حتى يتم التعافي لمنع تفشي الوباء في المدارس، بالإضافة إلى عدم حضور التلميذ للمدرسة في حال ظهور الأعراض، مشددا على الدور الكبير للأولياء في توفير السلامة الصحية لأبنائهم والأسرة التربوية، مع ضرورة بذل جهود مشتركة لضمان استمرار الدراسة وعدم الذهاب إلى التعليق، لكن يبقى حفظ النفس أولى من التعليم - يقول رئيس المنظمة-. 

وبخصوص تحديات الأساتذة لمواجهة الوباء في المدارس، قال بوجمعة شيهوب إنهم رفعوا التحدي منذ سنتين ونجحوا في ضمان استمرار الدراسة رغم الظرف الصحي والبيداغوجي الصعب، خاصة وأنهم يعملون ساعات كبيرة مقابل شح المناصب وبحجم ساعي وعدد أفواج تجاوز أحيانا 60 في سياسة دمج الأفواج في بعض المواد على غرار العلوم الإسلامية، حيث يدرس التلاميذ ببعض المناطق في 60، ما يزيد من احتمال نقل العدوى. 

وعرج أيضا إلى تضحيات الأساتذة طيلة سنتين من الوباء، حيث بذلوا جهدا مضاعفا مقابل ساعات كبيرة من العمل دفعتهم إلى مطالبة وزارة التربية الوطنية ببرنامج تعليمي يتوافق مع الحجم الساعي، خاصة وأن التلاميذ لا يتلقون التعلمات الأساسية، مقابل تعب وجهد كبير أرهق الطاقم التربوي، ما يستدعي وضع مخططات استثنائية تتناسب وكل الاحتمالات. 

 

استراتيجية واضحة

بحسب الأمين الوطني لتنسيقية أساتذة التعليم الابتدائي تلمساني بلال، فإنه من الضروري تقديم برامج تتلاءم والحجم الساعي الجديد والاكتفاء بالمواد الأساسية. موازاة مع ذلك، على الوزارة وضع استراتيجية بديلة في حال انتشار الفيروس في منتصف الموسم الدراسي، مثلما يحدث اليوم، خاصة وأن دراسات الأخصائيين توقعت ذلك.

وأكد الأستاذ انه لا يمكن مواجهة الأزمات الوبائية بقرارات اللحظات الأخيرة، فاحتواء الاضطرابات التي نواجهها اليوم في تحدي العودة على ضوء ذروة الموجة الرابعة، يكمن في ضبط الأمور في بداية الموسم باستراتيجيات متنوعة للتعامل مع كل الاحتمالات، مع وضع حل شامل يتم من خلاله التعامل مع الموجات المتواترة للوباء، خاصة – يضيف المتحدث –أننا نملك المعلومات الكافية عن انتشار الفيروس، وأن الوضع الذي نحن أمامه عايشناه العام الماضي، لهذا فالوزارة مطالبة بالتخطيط لحل بديل في حال وقوع أي طارئ.

وقال المتحدث، إن الأساتذة والتلاميذ أمام تحد صعب، خاصة في الطور الابتدائي لعدم وجود مؤطرين. وما يزيد الطين بلة قلة الوسائل والاكتظاظ الذي يميز الطور، خاصة وأننا نخاطب عقولا بريئة لم تصل لسن التمييز يسمح لها بالالتزام بتنظيم معين يقلل الاحتكاك بين الأفراد. لذا فإن التنسيقية ترى انه عند مواجهة وباء وتثبت الدراسات أن المتحور متوقع عودته وانتشاره من جديد وبأنماط مختلفة، فعلى الوزارة اتخاذ تدابير تسمح بتحقيق التعلمات الأساسية ومسايرة الوضع، غير أن الحل يبقى في مراقبة الوضع بشكل مستمر وتوقيف الدراسة في حال تدهور الحالة الوبائية. 

وأضاف بخصوص الحلول، تقليص التعلمات والاكتفاء بتحقيق الكفاءات في المواد الأساسية. ولكن ما يعاب اليوم عدم التحضير لمثل هذه الظروف استثنائية، لأن الواجب والأحرى هو النظرة الاستباقية للوضع من طرف الوزارة باستراتيجية بديلة تحافظ بها على مسار التلميذ دون مخاطرة بتفشي الوباء داخل المدارس، مشيرا إلى وجود اجتهادات من طرف الفاعلين لتحقيق الأهداف ولكن التعامل مع الكثير من الملفات كالاقتراحات المطروحة والمخاطر المتوقعة بالنسبة للمرض ماتزال بطيئة. 

وبرأي الأمين الوطني لتنسيقية التعليم الابتدائي تلمساني بلال، في حال تأزم الوضع، على اللجنة الصحية اتخاذ قرار لحماية المؤطرين والتلاميذ، مشيرا أنه في حال توقيف المسار في المنتصف يمكن الاكتفاء بفصلين مع تقليص التعلمات والأهداف على الوزارة فقط اتخاذ قرارات تحافظ بها على سيرورة الدراسة والحياة في المدارس.

من جهتهم، الأطباء حذروا من التهاون في التعامل مع الوباء، خاصة الأطفال باعتبارهم الفئة الأكثر عرضة للعدوى بالمتحور الجديد «أوميكرون»، داعين الأولياء إلى التحلي بالمسؤولية لحماية أبنائهم والأسرة التربوية من العدوى.