طباعة هذه الصفحة

وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة لـ«الشعب»:

شهداء بدون قبور.. ملف مفتوح مع فرنسا

حوار: سهام بوعموشة

 الاحتفال بـ 60 عاما على الاستقلال فرصة للترويج لتاريخنا

 استكمال استرجاع رفات شهداء المقاومة الشعبية  

ملتقى وطني حول التفجيرات النووية الشهر المقبل 

يؤكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أن 2021 كان عاما للذاكرة بإمتياز مثلما كان 2020 لتشجيع كتابة تاريخ ثورتنا، ويكشف في حوار لـ»الشعب» عن ملتقى وطني حول التفجيرات النووية، يوم 13 فيفري 2022، وإعداد دليلين تاريخيين سياحيين وخريطة تاريخية سياحية، إلى جانب إطلاق ثلاثة مشاريع سينمائية كبرى. وأشار إلى أن شهداء بدون قبور من بين الملفات المطروحة مع فرنسا.

 *«الشعب»: مع بداية العام الجيد، ما هو نصيب التاريخ والذاكرة من حصيلة العام المنقضي؟

 ** العيد ربيقة: لقد كانت 2021 سنة للذاكرة بامتياز مثلما كانت سنة 2020 كذلك والتي عرفت تلك العملية التاريخية التي بادر بها رئيس الجمهورية باسترجاع جماجم شهداء المقاومة الشعبية التي كانت مخزّنة بالخارج، وإقراره ليوم 08 ماي من كل سنة، يوماً للذاكرة الوطنية، وإنشاء قناة تلفزيونية للذاكرة، وكلها قرارات هامة تم تجسيدها فعلياً ولاقت الإشادة من بنات وأبناء الشعب الجزائري والمختصين.

لقد كانت تلك القرارات السديدة، وتلك الإرادة السياسية القوية دعما وسندا لقطاعنا الوزاري لمواصلة دعم المساهمات الجادة للإسهام في تشجيع كتابة تاريخ ثورتنا المجيدة، بالنظر لدوره في بناء وتعزيز منظومة القيم وبناء الشخصية وتعميق الهوية الوطنية، تماشيا مع ما يتضمنه الدستور أسمى قوانين البلاد في ما يخص حماية رموز الثورة التحريرية، وتأكيد واجب مؤسسات الدولة في العمل على ترقية كتابة التاريخ وتعليمه للأجيال الناشئة.

رئيس الجمهورية أولى ملف الذاكرة أهمية بالغة ولكل العناصر المتصلة به من التفجيرات النووية، والأرشيف الوطني، وكذا استرجاع جماجم الشهداء مع الاهتمام بالجانب التوثيقي من السمعي البصري.

ذاكرة الجزائر مليئة بالأحداث والبطولات التي تمتد بجذورها في أعماق التاريخ، انصهرت خلالها الشخصية الجزائرية وتشكلت بما تحمله من مقوّمات، ومكنتها من صون هويتها التي لا يمكن لأحد أن يتخطاها أو يتجاوزها.

إن الاهتمام بالذاكرة الوطنية في هذا الظرف بالذات واجب وطني مقدس، لا يقبل أية مساومة، لأجل صيانة شخصيتنا الوطنية، وتحصين الأجيال بالوعي التاريخي وضمان استمرارية التواصل بين الأجيال.

نذكر أيضا بجهود وزارة المجاهدين وذوي الحقوق التي واكبت توجهات رئيس الجمهورية عملا بتوجيهاته ووفاءً بالتزاماته الـ 54، ضمن هذا المسعى الوطني الشريف، وهو صون ذاكرتنا التاريخية، من خلال عديد النشاطات والتظاهرات التي عرفها القطاع هذه السنة على غرار إحياء المحطات التاريخية المخلدة لرموز وأحداث فترة المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة التحرير الوطني، والتي شهدتها كل ولايات الجمهورية، تسمية وإعادة تسمية المؤسسات والمباني والأماكن العمومية بأسماء الشهداء والمجاهدين المتوفين وأصدقاء الثورة الجزائرية.

الحملة الوطنية لإعادة دفن رفات الشهداء التي انطلقت يوم 29 أكتوبر الماضي، وهي متواصلة حيث ستعرف، نهاية هذا الأسبوع تنظيم مراسم دفن رفات للشهداء بولاية تبسة، تظاهرة متحف في حافلة والذي عرف إقبالا لا مثيل له من كافة شرائح المجتمع، قافلة الذاكرة الموجهة للشباب للتعرف على عديد المعالم والمواقع التاريخية، إنجاز سلسلة أمجاد الجزائر على البراي الموجه لأصحاب التحديات البصرية. وغيرها من العمليات التي هي قيد التجسيد المرتبطة بتاريخنا المجيد.

 

* هل من قرارات أو إجراءات جديدة بشأن الذاكرة؟

** إن الرئيس منذ توليه مقاليد الحكم قد أعطى للذاكرة الوطنية حقها، عرفاناً منه بجسام التضحيات التي كابدها الشعب الجزائري في سبيل حريته واستقلاله، وإكراما لأرواح الشهداء وترسيخاً لقيم بيان أول نوفمبر 1954، وكان دوما حريصاً على صورة الجزائر الكبيرة بتاريخها، الكبيرة بمؤسساتها، الكبيرة برجالها الوطنيين المخلصين، وهو ما تجسّد في مختلف رسائله وكذا في لقائه الدوري خلال الأيام الماضية مع وسائل الإعلام.

لقد أفرد مخطط عمل الحكومة جانباً مهماً لمسألة الحفاظ على الذاكرة الوطنية، وتعزّزت فيه آليات صونها وتبليغ قيمها، وفي هذا الشأن فإن القطاع قد بادر بمجموعة من العمليات التي تروم بلوغ الأهداف المنشودة، من بينها الإنجازات التي نعمل على تجسيدها في إطار السنة التحضيرية للذكرى الستين لعيد الاستقلال والتي أذكر من بينها على سبيل المثال:

تم طبع وإعادة طبع الكتاب التاريخي من بينها ثلاثة كتب تاريخية هامة بمناسبة الذكرى الستين لمظاهرات 17 اكتوبر 1961، وتم توزيعها بهذه المناسبة، وهي أعمال تتضمن وثائق هامة عن تلك الجريمة النكراء التي ارتكبها المستعمر، وكذا تتحدث عن دور الجالية في ثورة التحرير الوطني.

تنظيم مسابقة وطنية لكتابة سيناريو ملحمة تاريخية كبرى توثّق المراحل التاريخية التي مرت بها الجزائر مع إبراز دورها الحضاري والريادي بين دول حوض المتوسط، والتركيز على مرحلة الاستقلال الذي شهدت الجزائر بعدها قيام دولة عمادها البناء والتشييد والوحدة الوطنية، والتي تم الإعلان عن الفائز خلال الأسبوع الماضي.

سنقوم بعدّة أعمال في مجالات متعدّدة لا سيما منها تلك المرتبطة بترسيخ ذاكرتنا الوطنية في أجيال الناشئة خلال هذه السنة والسنة القادمة، والتي سنعلن عنها في ندوة صحفية سيتم تحديد تاريخها لاحقاً.

وكان رئيس الجمهورية، وجّه تعليمات للحكومة وكل الهيئات الرسمية وتنظيمات المجتمع المدني على ضرورة التنظيم الجيد للذكرى الستين لعيد الاستقلال، وقد تم إنشاء لجنة الإشراف على هذه الذكرى يترأسها الوزير الأول وبمشاركة مجموعة من القطاعات والهيئات.

من جهة أخرى، فإنّ الحكومة ضمن مخططها ستستكمل متابعة ملفات الذاكرة المتعلقة باسترجاع رفات المقاومة الشعبية، والأرشيف الوطني، والتفجيرات والتجارب النووية بالصحراء الجزائرية، ومفقودي ثورة التحرير الوطني والملفات الأخرى المرتبطة بحالة المنفيين والـمهجرين، و»جميع أشكال الجرائم التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية بحق الشعب الجزائري».

وفي هذا المجال وضعنا خارطة طريق تتضمن إقامة ملتقيات دولية ووطنية، وعقد ندوات تاريخية وأيام دراسية، تناقش إشكاليات أكاديمية تاريخية، بمشاركة مجاهدين وأساتذة جامعيين وباحثين، نعمل بشكل دوري على طبع أعمالها وتوزيعها بشكل واسع، وطبع وإعادة طبع وترجمة الأعمال والدراسات والأبحاث التاريخية، تشجيع البحوث التاريخية الجادة بتثمين جهود الباحثين وفق مقاربات علمية تعتمد على الوقائع التاريخية والبحث الأكاديمي والبيانات الرقمية بخصوص المهجرين والمنفيين الجزائريين خلال الفترة الاستعمارية.

 

*يتزامن فيفري وثلاث محطات تاريخية ( ساقية سيدي يوسف ـ التفجيرات النووية ويوم الشهيد) ماذا أعددتم لهذه الذكريات، وهل حضرتم ملفا تقنيا وعلميا عن الأضرار البيئية والبشرية لتعويض ضحايا هذه التفجيرات ؟

** التذكير بعمل اللجنة الوطنية لتحضير حفلات إحياء الأيام والأعياد الوطنية، الممثلة لعديد القطاعات الوزارية وممثلي الجمعيات والمنظمات الناشطة في المجال التاريخي، لضبط برامج كل المحطات التاريخية بما في ذلك تلك المذكورة أعلاه.

لا يختلف اثنان في أن الاستدمار في حدّ ذاته كفعل عمل إجرامي، لكن مع هذا فإنّ وزارة المجاهدين وذوي الحقوق تقوم عبر فرقة بحث مختصة على مستوى المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 بإحصاء جرائم الاستدمار والذي استباح كل الممارسات دون أن يتحلّى بأي وازع أخلاقي أو قانوني أو إنساني، فهي أفعال لا يمكن وصفها إلا بالجرائم ضد الإنسانية، والتي لم ولن يهمل التاريخ تسجيلها.

وأيضا كل المديريات الولائية للمجاهدين والمتاحف الجهوية والولائية للمجاهد تحيي مختلف الذكريات التي تتعلّق بالجرائم الاستدمارية التي عانى منها شعبنا في سبيل الخلاص من ربقة الاحتلال.

وتعمل وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، على وضع مقاربات علمية تعتمد على الوقائع التاريخية والبحث الأكاديمي والبيانات الرقمية، تتعلّق بملف جرائم الاستعمار البغيض من 1830 إلى غاية 1962، والاعتماد على الشهادات الحية خصوصا ما تعلق منه بملف التفجيرات النووية في الصحراء الجزائرية، والتي لا تزال آثاره على الإنسان والبيئة والعمران. 

وأعلن عن إقامة ملتقى وطني سيتطرق فيه الباحثون والعلماء إلى كل الجوانب المتعلقة بهذه الجريمة سيقام يوم 13 فيفري 2022، بمشاركة مجموعة من القطاعات.

بالنسبة لذكرى ساقية سيدي يوسف، ستشهد هذه السنة تنظيم نشاطات متميزة من بينها أن الجزائر ستزود مكتبة متحف الذاكرة المشتركة التونسية الجزائرية بغار الدماء بمجموعة من الإصدارات التاريخية الخاصة بالثورة التحريرية، وذلك بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية.

 

* هل هناك تنسيق مع فعاليات المجتمع المدني في ملفات معقدة، مثل مدفع بابا مرزوق المنهوب، وهي ملفات تتطلب جهدا وبحثا وتعاونا ؟.

** وزارة المجاهدين ترافق كل المجهودات تحت إشراف وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج لاسترجاع التراث التاريخي والثقافي المنهوب خلال الفترة الاستعمارية، ومن جهة أخرى التنسيق مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة في هذا الشأن لاسترجاع ما يمكن استرجاعه من تراثنا.

 

* أين وصلت الرقمنة في ملفات الذاكرة ؟

** إن التطوّر التكنولوجي الهائل لعالمنا المعاصر، وانسياق شبابنا إليه يحتمّ علينا في الظروف الراهنة، السير نحو تطوير معالجتنا للملفات المتعلقة بالذاكرة التاريخية، وفق مقاربات علمية اعتمادا على التكنولوجيات الحديثة.

لكن وفي المقابل، ضرورة تحصين شبابنا من أي تأثير خارجي مهما كان نوعه ولا يتأتى ذلك في نظرنا إلاّ بالمحافظة على ذاكرتنا التاريخية وتحصين هويتنا الوطنية فذلك هو صمام الأمان والواقي الصلب والحاضن الفعّال للهوية الوطنية التي تستمد منها الناشئة والأجيال المتعاقبة قيم الوطنية والمواطنة الإيجابية.

 

شهداء بدون قبور، حتى اليوم.. ما تعليقكم ؟

هي جريمة أخرى من جرائم الاستعمار، وهنا نتحدث عن المفقودين ممن أحرقوا والآخرون رميت بجثثهم في الأنهار والوديان، نتحدث أيضا عن المقابر الجماعية والمحارق، وهو من بين الملفات التي تم طرحها للنقاش خلال كل المراحل حول ملفات الذاكرة مع الجانب الفرنسي.

 

* السياحة التاريخية في المشهد الجزائري، متى نراها مجسدة ؟

** للسياحة التاريخية أهمية خاصة والجزائر تتوفر على موروث سياحي متنوع لاسيما بالنظر لتاريخها المشرف والحافل بالبطولات، مما يستدعي ترسيخه لدى الأجيال الصاعدة والتعريف به للحفاظ على الذاكرة المشتركة.

 بالنسبة لقطاع المجاهدين وذوي الحقوق، فإن السياحة التاريخية واردة في كل برامجنا المتعلقة بالشطر المرتبط بالتراث التاريخي والثقافي، وذلك من خلال إيلاء العناية والاهتمام بالمعالم والمواقع التاريخية، صيانتها ترميمها والتعريف بها.

قطاعنا بصدد انجاز أطلس ودليل تاريخين سياحين، وكذا خريطة تاريخية سياحية وسيكون هذا العمل لبنة ستعزز السياحة التاريخية والثقافية ويروج لها خاصة ان الجزائر مقبلة على احتضان فعاليات ألعاب البحر الابيض المتوسط التي ستحتضنها ولاية وهران، خلال نهاية جوان وبداية جويلية.

الجزائر ستحتفل يوم 05 جويلية 2022، بمرور 60 سنة على استقلال الجزائر، وهي فرصة سانحة لإنجاز العديد من الأعمال التي لها صلة بالترويج لتاريخنا، كما أنها فرصة لإنجاز موسوعة تاريخ الجزائر باعتبارها ضمن أهدافنا الضخمة المسطرة الذي يتكفل به المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية.

التذكير بأهمية المعالم التاريخية التي تبين للجزائريين مدى التعذيب الذي تعرض له الشهداء في المحتشدات والمراكز التي خصصها المستدمر الفرنسي لذلك، ولابد من التعريف بها والترويج للذاكرة من خلال إدراج هذه المعالم في المسارات السياحية، بإعداد دليل وطني متنوع من المعالم السياحية والدينية والثقافية وغيرها، باعتباره عمل ضخم في طور الإنجاز.

التذكير بقوافل الذاكرة، التي باشر بها قطاعنا الوزاري على مستوى كل الولايات، وذلك ببرمجة رحلات سياحية عبر المعالم التاريخية للتعريف بتراثنا التاريخي والموجه للشباب من طلبة جامعيين ومتمدرسين وأطفال، إلى جانب رحلات أخرى موجهة لآبائنا وأمهاتنا المجاهدين والمجاهدات لا سيما خلال فترة تواجدهم بمراكز الراحة للمجاهدين.

 

* للسينما دور مهم في التوثيق التاريخي، هل هناك مشاريع جديدة في هذا الباب ؟

** لقد كانت السينما دائما المعبرة عن الأحداث الجسام في تاريخ الشعوب، والسينما التاريخية الجزائرية، هي الأخرى ساهمت بشكل كبير في تجسيد معاناة شعبينا الأبي خلال الفترة الإستعمارية من المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة التحرير الوطني من خلال أعمال تلفزيونية وسينمائية خالدة.

ضمن هذا المسعى، هناك جانب جد مهم يتعلق بحفظ الذاكرة الوطنية من خلال مواصلة المجهودات التي قامت بها وزارة المجاهدين طيلة ثلاث سنوات تتمثل في الأعمال السمعية البصرية، مع ثلاث مشاريع كبرى تختص بشهداء محمد بوقرة والسي الحواس وعميروش، كونها أعمال مطروحة الآن، مع أعمال أخرى تتمثل في توثيق أعمال السمعي البصري تنفيذا لتوجيهات وتعليمات رئيس الجمهورية، ونحن عاكفون على إنجازها في القريب العاجل.

 وزارة الجاهدين وذوي الحقوق أنتجت عدة أفلام تاريخية طويلة تسرد سير الشهداء والقادة الرموز، مثل مصطفى بن بولعيد، لطفي، كريم بلقاسم، كما أنتجنا 32 شريطا وثائقيا تم تسليمه للمؤسسة العمومية للتلفزيون والقنوات الخاصة المعتمدة، ووزعت على كامل القطاعات الوزارية والمؤسسات تحت الوصاية لعرضها.

 ونهدف من وراء كل هذا إلى التعريف ببطولات هذا الشعب وتضحيات الشهداء والمجاهدين في سبيل استعادة استقلال واسترجاع السيادة الوطنية وإبراز ما كابده الشعب الجزائري من تضحيات في سبيل ذلك.

الإنطلاق في تجسيد أعمال توثيقية من خلال أشرطة وثائقية، بلمسة خاصة تتمثل في إشراك الشباب والأطفال حتى يبدعوا كون إمكانياتهم عالية.

إطلاق عديد المسابقات الوطنية تختص بالأعمال السمعية البصرية التاريخية بمناسبة التحضير للذكرى الستين لعيد الاستقلال 05 جويلية 1962 /2022، أطلقناها على منصات التواصل الاجتماعي وكذا في الصفحة الرسمية للوزارة على الفيسبوك.

 

* في ستينية الإستقلال، هل تتوقعون إستكمال إسترجاع رفاة شهداء المقاومة الشعبية من فرنسا ؟

** يعتبر هذا الملف من بين الملفات التي توليها السلطات العليا للبلاد أهمية خاصة، وأذكّر هنا بما قاله رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بمناسبة اليوم الوطني للشهيد 18 فيفري 2020، في هذا الشأن، حيث قال: «إيمانا بتضحيات الشهداء التي نعيش بفضلها أحرارا، فإننا نعدهم أننا لن نتخلى عن محاسبة المستعمر على استرجاع ذاكرتنا ورفاة شهداءنا، شهداء المقاومات الشعبية التي مهدت الطريق لثورة نوفمبر المظفرة والمنتصرة».

وهي كلمات واضحة وتعبير عن عرفان الأمّة لرسالة الشهداء الشّريفة، وتثميناً لرصيد تضحياتهم في مسيرة الحرية والاستقلال.

يعدّ ملف استرجاع جماجم شهداء المقاومة الشعبية من بين الملفات المرتبطة بالذاكرة التاريخية المطروحة مع الجانب الفرنسي، وقد كانت دائماً في صلب المباحثات المشتركة في إطار اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى الجزائرية الفرنسية، مثلما هي أيضاً ضمن اللجنة المختصة التي تعمل وفق رؤى شاملة بشكل مستمر، حتى نتمكّن من استرجاعها ودفنها في أرض الوطن.