طباعة هذه الصفحة

بغية تكييفه مع المتغيرات الحاصلة

مراجعـة وشيكــة لقانون التعــمير

هيام لعيون

كشف وزير السكن والعمران والمدينة طارق بلعريبي، عن مراجعة وشيكة لقانون التعمير في غضون السنة المقبلة، من خلال عرضه على البرلمان والمصادقة على تعديلاته بغية تكييفه مع المتغيرات الحاصلة في النسيج العمراني والسعي نحو تحسين البنيان في الجزائر.

أكد وزير السكن في كلمة ألقاها، أمس، بمناسبة مراسم تسليم الجائزة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير، بالمركز الدولي للمؤتمرات بالعاصمة، أن القطاع سعى إلى تخفيف أزمة السكن في الجزائر من خلال إعادة إسكان الملايين من المواطنين في مساكن لائقة، موضحا أن الأمر يستوجب مراجعة قانون التعمير، وإعادة النظر في النسيج العمراني والبحث عن الجودة فيه، بما يسمح بمواكبة التغيرات الواقعة اليوم.
وذكر الوزير بأن الجزائر تتأهب لاحتضان كبرى الفعاليات السياسية والرياضية، حيث تشرف مصالحه على أكبر المشاريع في الجزائر، وأهمها التحفة المعمارية للمركب الأولمبي لوهران، الذي سيحتضن ألعاب البحر المتوسط صيف 2022، ما جعل قطاعه يساهم في إنجاح هذه التظاهرة العالمية، خاصة وأنه “اكتسب التجربة لمسايرة المشاريع الكبرى”.
في نفس السياق، تطرق بلعريبي للمكاسب الدستورية المحققة في إطار بناء “الجزائر الجديدة” وازدهارها، مبرزا أن قطاع السكن من بين القطاعات التي عززت المكاسب الإجتماعية، وهذا تنفيذا لبرامج رئيس الجمهورية، حيث حققت إنجازات سمحت بضمان العيش الكريم للمواطن، مذكرا بأن الجزائر مهد الحضارات على اختلاف وتنوعها ما أعطاها زخما حضاريا ساهم في إبداع وابتكار وحداثة تم ترجمتها في مشاريع عمرانية متفوقة تحافظ على أصالة الجزائر وإرثها وهويتها الدينية، داعيا المهندسين إلى العمل في هذا السياق.
وبما أنه تم تكريم مهندس الصرح المعماري الديني “جامع الجزائر”، الألماني “روبرت إنجل”، فقد تطرق الوزير إلى “التحفة الدينية والتي تعتبر ثالث جامع على المستوى العالمي، وقال إن لها أفضل منارة على ارتفاع 265 متر، حيث تم تصنيفها دوليا كأفضل التصاميم المعمارية في العالم لسنة 2021، ليبرز بأن هذه المنجزات ستكون موسوعة في جامعات الجزائر.
تقنين ميثاق الهوية المعمارية
طالب، أمس، المجلس الوطني لنقابة المهندسين الجزائريين، بضرورة إشراك المهندسين ممثلين في النقابة التي تمثلهم بكل هياكلها المحلية في جميع ورشات إعداد مشروع قانون التعمير المزمع نزوله للبرلمان خلال السنة المقبلة، فضلا عن وضع إطار قانوني لتنظيم البنايات ومشاريع الخواص وتقنين ميثاق الهوية المعمارية، وهذا لأنها من بين السبل المثلى على الأمد المتوسط للوصول إلى مشاريع ذات نوعية عالية وبمعايير عالمية.
تحدث رئيس نقابة المهندسين المعماريين تيبورتين مصطفى، في كلمته، عن الوضع المعماري في الجزائر، الذي عاب عليه خلوه من كل إبداع، مشيرا إلى بعض المشاريع لصيغ سكنية مُنجزة في ظروف استثنائية استجابة لطلبات اجتماعية عاجلة وكانت خالية من الإبداع، وكذلك مشاريع تمّ بعثها في إطار صفقات عمومية استجابة لشروط اقتصادية ومادية في ظرف ما مرت به الجزائر، وذلك على حساب الكفاءة والإبداع المعماري، ما انعكس سلبا على النسيج العمراني وصعّب من ارتقاء المشاريع العمرانية وبالتالي توسيع المشاركة في هذه المسابقة، يضيف تيبورتين.
ومن نفس المنبر، طالب نفس المتحدث، بمشاركة نقابته بكل ممثليها وهياكلها المحلية في جميع الورشات الخاصة بمشرع قانون التعمير المُزمع تعديله خلال السنة المقبلة عبر البرلمان.
كما لم يفوت المهندس ذاته الفرصة للتنويه “باهتمام رئيس الجمهورية بإعادة الاعتبار لجائزة الهندسة المعمارية وإعادة بعثها، مشيرا أن هذا يندرج في إطار استراتيجية مشروع الجزائر الجديدة”.
تسليم جوائز المسابقة الوطنية للهندسة المعمارية
تم، أمس، تسليم ثلاث جوائز للهندسة المعمارية والتعمير، تحت إشراف وزير السكن طارق بلعريبي، حيث كانت الجائزة الأولى من نصيب المهندس أشلاب طريق رباي رمضان، لتصميمه المركز التجاري “غاردن سيتي” الواقع ببلدية دالي إبراهيم بالجزائر العاصمة.
أما الثانية، وهي جائزة الوزير الأول، فحظي بها المهندس الشاب أروني رضوان، عن مشروع 169 مسكن ترقوي لولاية تيبازة، فيما كانت جائزة وزير السكن والعمران والمدينة، من نصيب المهندس زرارقة حسين مهندس نظير تصميمه مستشفى 240 سرير بولاية الأغواط، بينما آلت الجائزة الخاصة باللجنة إلى أكلي أحمد، والخاصة بترميم المركز الثقافي بولاية بومرداس.
كما تم توزيع شهادات تقديرية للمهندس بوعلالة جلول عن مشروع مقر الخزينة العمومية بأدرار، وأخرى من نصيب الوناس مسعودي عن تصميم مسكن ترقوي بعزازقة، بينما تم تكريم المهندس المعماري الألماني “روبرت أنجل” لتصميمه جامع الجزائر، وكذا كمال الوافي مهندس الحديقة الإسلامية ببرلين.