سجّلت أسعار الغاز في أوروبا مستويات قياسية جديدة على وقع الطلب في فصل الشتاء والتوتر الجيوسياسي بين روسيا، المزوّد الرئيس، والدول المستوردة.
وصل سعر الغاز في سوق «تي تي إف» الهولندية، السوق المرجعية الأوروبية، خلال التعاملات أمس الأول، إلى 162.775 يورو للميجاواط ساعة، محطما الرقم القياسي السابق الذي سجله في 6 أكتوبر.
كذلك بلغ الغاز البريطاني تسليم الشهر المقبل مستويات قياسية جديدة قدرها 408.30 بنس للوحدة الحرارية.
وهذه الأسعار أعلى بسبع مرات منها في مطلع العام، وأفاد محللو مصرف دويتشه بنك أن «الغاز الطبيعي الأوروبي يواصل ارتفاعه الثابت».
ويمكن تفسير هذه الزيادة في الأسعار بعاملين هما «درجات الحرارة التي تواصل انخفاضها في أوروبا»، و»عدم تخزين غازبروم «مجموعة الغاز الروسية العملاقة» طاقات إضافية في جانفي للغاز الذي يمر عبر أوكرانيا»، علما أنّ ثلث الغاز الأوروبي مصدره روسيا.
ويضاف إلى ذلك تدني حصة الطاقات المتجددة لأسباب تتعلق بالأحوال الجوية.
روسيا تنفي مسؤوليتها
في السياق، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن من غير المنصف اتهام روسيا بالمسؤولية عن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي إلى مستويات قياسية في أوروبا في ظل تلبية شركة غازبروم الروسية كافة التزاماتها في الإمداد.
وصرّح بوتين خلال مؤتمر صحافي سنوي أن غازبروم كان عليها تلبية جميع التزاماتها بموجب الاتفاقيات طويلة الأمد قبل التوريد للأسواق الفورية.
وأضاف أنّ البلدان التي أبرمت عقودا طويلة المدى، مثل ألمانيا، لديها الآن أسعار أقل بكثير، ويمكنها أن تعيد بيع الغاز لجيرانها وتحقيق ربح.
وذكر بوتين أن أوروبا خلقت مشكلاتها المتعلقة بالغاز بنفسها وعليها أن تحلها بنفسها، مضيفا أنه يشك في أن بعض الغاز الروسي الواصل إلى ألمانيا عبر خط أنابيب يعاد بيعه في نهاية المطاف إلى أوكرانيا.
أمريكا أكبر مصدّر للغاز المسال في 2022
من المقرر أن تصبح الولايات المتحدة أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم بحلول 2022 لتتجاوز قطر وأستراليا، وربما تظل تحمل هذا اللقب لسنوات قادمة.
في حين كانت الصين واقتصادات كبرى أخرى في أوروبا وآسيا تصارع للحصول على إمدادات كافية للتدفئة وتوليد الطاقة، كانت الولايات المتحدة تجلس على مخزون ضخم من الإمدادات سينمو أيضا خلال السنوات المقبلة.
ويسجّل الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال مستويات قياسية كل عام منذ 2015، ويرجع السبب في ذلك غالبا إلى الطلب المتزايد في الصين وبقية الدول الآسيوية. واستطاعت الصادارت الأمريكية من الغاز الطبيعي المسال على نحو متزايد تلبية احتياجات الكثير من الطلبات العالمية.
وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن تصل الصادرات الأمريكية من الغاز الطبيعي المسال 11.5 مليار قدم مكعب يوميا في 2022. وتمثل هذه الكمية نحو 22 في المائة من الطلب العالمي على الغاز الطبيعي المسال، والذي من المتوقع أن يصل إلى 53.3 مليار قدم مكعب يوميا بحلول العام القادم ، لتتجاوز الولايات المتحدة بذلك أستراليا وقطر، وهما أكبر مصدرين للغاز الطبيعي المسال في الوقت الراهن.