أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة، أمس، أن الانخراط في الجهود الرامية لضمان الأمن الوطني هو “مسؤولية الجميع دون استثناء، خصوصا النخب الوطنية بمختلف تخصصاتها”، حسبما أورده بيان لوزارة الدفاع الوطني.
أوضح نفس المصدر، أنه في “إطار بناء رؤية استشرافية لطبيعة التحولات التي تعرفها منطقة الساحل الإفريقي وكيفيات المجابهة والوقاية من تداعياتها على بلادنا”، نظم معهد الدراسات العليا في الأمن الوطني، الأربعاء 22 ديسمبر 2021، بالنادي الوطني للجيش ببني مسوس، ملتقى بموضوع “التهديدات الجديدة في الساحل الإفريقي وانعكاساتها على الأمن الوطني للجزائر”.
وأشرف على افتتاح أشغال هذا الملتقى، السيد الفريق رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة، حيث ألقى كلمة افتتاحية “ذكر من خلالها الحاضرين بأن الانخراط في الجهود الرامية لضمان الأمن الوطني هو مسؤولية الجميع دون استثناء، خصوصا النخب الوطنية بمختلف تخصصاتها”.
وقال الفريق شنقريحة في هذا الإطار: “لا يفوتني أن أذكركم في هذا المقام بمسألة بالغة الأهمية قد يغفل عنها البعض، وهي أن الانخراط في واجب ضمان الأمن الوطني ليس حكرا على مؤسسات معينة من الدولة، وإنما هي مسؤولية كل الجزائريين، الذين ينبغي أن يكونوا على وعي تام بهذه المعطيات الموضوعية”.
وتابع بالقول، إنه “ومما لا شك فيه أن مقدار المسؤولية التي تقع على عاتق النخب الوطنية، الإدارية والأكاديمية والإعلامية، أكبر من تلك المنوطة بغيرهم، لذا يستوجب على هذه النخبة أن تقوم بدورها في هذا السياق، على أكمل وجه، كل في موقعه وفي حدود صلاحياته”.
وبهذه المناسبة، أشاد الفريق كذلك “بالجهود الجبارة التي يبذلها أفراد الجيش الوطني الشعبي عبر حدود الوطن المديدة، وعيا منهم بثقل الأمانة التي يتحملونها تجاه أمتهم العريقة، التي يتشرفون بالانتماء إليها”، قائلا في هذا السياق: “لا يفوتني، أن أغتنم هذه السانحة، للإشادة بالمجهودات الجبارة، التي يبذلها أفراد الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، المنتشرين على طول حدودنا المديدة، والذين يؤدون واجبهم المقدس في سبيل حماية التراب الوطني، وعيا منهم بثقل الأمانة التي يتحملونها، دفاعا عن سيادة الوطن ووحدته الشعبية والترابية، وصيانة لشرف الأمة الجزائرية العريقة التي ينتمون إليها”.
كما أكد الفريق شنقريحة، أن “كل محاولات ضرب اللحمة الوطنية قد باءت بالفشل الذريع وانقلبت على أصحابها، وأن التلاحم القوي بين أفراد الأمة هي أقوى صفعة توجه للحالمين بالمساس بالوحدة الوطنية”، مؤكدا أن “هذا الانتماء الذي أصبح هدفا للتشكيك والتشويه من أطراف خارجية حاقدة، تحاول عبثا نفي اللحمة الوطنية بين الجزائريين، كأمة واحدة موحدة، ضاربة في أعماق التاريخ”، إلا أن هذه “المحاولات البائسة واليائسة” -كما أضاف- “انقلبت على أصحابها، لأنها لم تزد الجزائريين إلا تلاحما فيما بينهم، وإدراكا لمخططات الأعداء الحقيقيين للوطن، الذين يتخذون من التضليل الفكري والإعلامي وسيلة للوصول إلى أهدافهم الهدامة، فهذا التلاحم القوي بين أفراد الأمة الواحدة عند المحن والأزمات، هو أقوى صفعة يمكن أن توجه للعابثين الذين يحلمون بضرب الوحدة الوطنية للجزائر”.
على إثر ذلك، أعلن رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي عن الافتتاح الرسمي لفعاليات الملتقى، لتتوالى عقب ذلك المحاضرات، التي تمحورت في مجملها حول “آخر تطورات الوضع السائد بمنطقة الساحل الإفريقي والمخاطر الكبيرة الناتجة عن استمرار حالة اللاّإستقرار الأمني وأبعاده الجيوسياسية المدمرة على المنطقة”، وكذا “استشراف المآلات المحتملة للصراعات المتعددة الأشكال، وكيفيات مواجهتها والتصدي لها وفق الأطر الشرعية والقانونية التي تراعي المصلحة العليا لشعوب المنطقة”. كما تخللت المداخلات “مناقشات وتدخلات لأخصائيين وإطارات قدموا تصورات وأفكارا ساهمت في إثراء” فعاليات الملتقى.
وحضر هذا الملتقى، الأمين العام لرئاسة الجمهورية ووزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، والفريق الأول قائد الحرس الجمهوري، وكذا مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالشؤون المتصلة بالدفاع والأمن، والمدير العام للمعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية الشاملة، فضلا عن الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني وقادة القوات والدرك الوطني، وقائد الناحية العسكرية الأولى، ورؤساء دوائر ومديرين ورؤساء مصالح مركزية بوزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي -يضيف نفس البيان.