ما يزال قاطنو قرية سرفاني صالح بقالمة، ينتظرون تدخّل المسؤولين من أجل تحسين أوضاعهم المعيشية، فهم يتطلعون لغد أفضل عن طريق بعث عجلة التنمية ببرمجة مشاريع تنموية في قطاعات متعدّدة من شأنها أن ترفع الغبن عن حياتهم وتجعل يومياتهم كباقي العائلات الأخرى التي تمّ تحسين أوضاعها المعيشية.
«الشعب» كانت لها زيارة إلى قرية «بن طابوش» بولاية قالمة، حيث لاحظت منذ الوهلة الأولى تلك الأوضاع القاسية التي يعيشها قاطنو هذه القرية. موطنون أملهم الوحيد إيصال صوتهم وسرد معاناتهم للجهات العليا لعلّ ذلك سيغير من واقعهم المعيشي الذي هو في تدهور من سنة لأخرى على حدّ قول هؤلاء خاصة وأنهم يواجهون مشاكل في شتى قطاعات الحياة الكريمة.
ويشتكي السكان من غياب عدة متطلبات تعتبر من الضروريات الأساسية في حياتهم اليومية جعلتهم يتذمرون صباحا ومساء، لذا يطالب القاطنون بهذه القرية الجهات المعنية بضرورة التدخل العاجل وإعادة الاعتبار للقرية المنسية.
طرقات في حالة كارثية
أول مشكل تطرّق إليه قاطنو قرية «سرفاني صالح على بعد 07 كان من عاصمة الولاية، تمثل في اهتراء الطرقات، حيث أكد هؤلاء أن قريتهم تعيش عزلة تامة في فصل الشتاء في ظل الأوضاع الكارثية التي تتحوّل إليها الطرقات، حيث تصبح بركا ومستنقعات يصعب تجاوزها حتى بالنسبة للراجلين.
وطالب السكان في هذا الاطار من السلطات المحلية المعنية بضرورة التدخل العاجل لتهيئة طرقات القرية التي تتواجد في وضعية مزرية منذ سنوات طويلة، حيث طالبوا بالإسراع في وتيرة الأشغال حتى يتمكنوا من استعمال هذا الطريق بارتياح، معبّرين عن معاناتهم المتواصلة في فصل الشتاء حيث تكثر الأوحال والبرك المائية والمستنقعات جراء انعدام قنوات الصرف بالمنطقة، بالإضافة إلى الغبار المنبعث في فصل الصيف.
وضعية صعبت حياتهم ولاسيما تنقلاتهم، حيث أكد هؤلاء بأن الحال بقي على ما هو عليه بالرغم من عديد الشكاوى والمراسلات التي رفعوها إلى المصالح المعنية.
كما طالبوا السلطات المحلية بضرورة التدخل العاجل من أجل برمجة مشاريع تهيئة الطرقات التي تحوّلت إلى هاجس يؤرق يومياتهم، وقالوا بأنهم في بعض الأحيان يصعب عليهم الخروج من القرية بسبب الوضعية الكارثية التي تتواجد فيها الطرقات، وانعدام سبل أخرى للتنقل أو الخروج من القرية خاصة أثناء تساقط الأمطار، والتي تؤدي إلى امتلاء الحفر بالمياه والأوحال، مما يصعب على المارة السير عبرها.
حالة من التخلف التنموي جراء الركود والجمود الذي طال أمده على مستوى المشاريع التنموية بها، الشيء الذي أدخل السكان في بحث عن مخرج يقيهم شر الوقوع في المعضلات التي يحدثها تعطل المشاريع، ويعمل على الإسهام في قتل فراغهم بالقرية، فالمنطقة حولها غياب الاهتمام بها إلى قرية نائية بامتياز.
مشكل ضعف شبكة الانترنت
ناشد سكان قرية سرفاني صالح التابعة لبلدية مجاز عمار، مسؤولو شركة «اتصلات الجزائر»، بضرورة التدخل السريع لحلّ مشكل ضعف شبكة الهاتف المحمول في منطقتهم، ناهيك عن انعدام خدمة الإنترنت، مما أدى إلى معاناة كبيرة لهم.
وأوضح أحد المواطنين لـ»الشعب»، أن ضعف شبكة الهاتف الجوال في منطقتهم، أصبح لا يطاق ولا يمكن تحمله حيث لا يمكن للشبكة التقاط إشارة الهاتف لأسباب ضعف في شبكة وخصوصاً أن المنطقة شهدت كثافة سكانية كبيرة في السنوات الأخيرة. ما زاد الضغط على شبكة المتعامل الهاتفي «م «، وعلى الرغم من الشكاوى المتكرّرة للسكان لم تشهد أي تحديث أو إضافة ولم تقوم الشركة ـ حسبهم ـ بتزويد المنطقة بهذه الخدمة، بحيث أصبح تعثر الشبكة بشكل مستمر وقد تصل في بعض الأحيان إلى انقطاع الإرسال بشكل كامل وكذلك البطء الشديد والانقطاع الكامل لخدمة الإنترنت.
وأكد عدد من المواطنين على أن معاناتهم من جراء ضعف شبكة الهاتف المحمول والتعثر المتكرّر للمكالمات الهاتفية في أغلب الأوقات، ما يتسبب في معاناة حقيقية للراغبين في التواصل مع أهلهم وذويهم داخل الوطن أو خارجه، وتركهم في عزلة عن العالم في ظل هذا التقدم التكنولوجي الكبير الذي يشهده العالم وأصبح من الصعب جداً الاستغناء عن الخدمات الإلكترونية التي تحتاج إلى شبكات مزوده للخدمة بشكل جيد ومستمر بدون أي انقطاع في الإنترنيت.
ليبقى آمل ساكنة قرية سرفاني صالح في استجابة سريعة من طرف السلطات المعنية لإيجاد حلول جذرية لهذا الإشكال الذي أرقهم.
من جهتهم، شباب القرية لهم نصيب من المعاناة، حيث أبدوا استياءهم وتذمرهم الشديدين من غياب المرافق الترفيهية مطالبين السلطات المعنية، بضرورة الالتفات إليهم والاهتمام بانشغالاتهم من خلال إنجاز مرافق ثقافية وكذا إنشاء فضاءات للعب ومساحات خضراء، مؤكدين أن العديد منهم أضحوا محتارين في اختيار المكان المناسب لقضاء أوقات فراغهم.
وبالرغم من أن قريتهم تعرف كثافة سكانية كبيرة، غير أن ذلك لم يجعل المسؤولين يتدخلون ويبرمجون مشاريع في القطاع الترفيهي، حيث إن القرية ما تزال تعاني نقصا فادحا في المرافق الجوارية والملاعب الرياضية التي من شأنها أن ترفع عنهم الغبن وتمكنهم من إظهار طاقاتهم الإبداعية، خاصة أن قريتهم تضم عددا كبيرا من الشباب البطال، في حين يلجأ البعض منهم إلى البلديات المجاورة لممارسة رياضاتهم المفضلة.
وأمام هذه النقائص التي تتربص بيوميات قاطني قرية «سرفاني صالح « ببلدية مجاز عمار، يجدد هؤلاء عن طريق هذا المنبر الحر نداءهم للجهات المعنية وعلى رأسهم والي قالمة من أجل برمجة جملة من المشاريع التنموية التي من شأنها أن تحسن وضعيتهم المعيشية.