طباعة هذه الصفحة

رئيس مصلحة الإنعاش ببارني، البروفيسور ياعيش:

الدّخول في الموجة الرّابعة بطيء مقارنة بالسّابقة

صونيا طبة

تسجيل حالات تستدعي العلاج بالأوكسجين دون ضغط في المصالح

 أكّد رئيس وحدة الإنعاش بالمستشفى الجامعي نفسية حمود “بارني سابقا”، البروفيسور عاشور توفيق ياعيش، أن الدخول في الموجة الرابعة إلى حد الآن يتم بوتيرة بطيئة مقارنة بالموجات السابقة نظرا لعدم تسجيل عدد كبير من الإصابات اليومية بفيروس كورونا، موضّحا أنّ الأمر لا يستبعد إمكانية الوصول إلى ذروة الموجة في الأسابيع المقبلة.
 أرجع البروفيسور ياعيش في تصريح خصّ به “الشعب”، أسباب عدم تسجيل عدد قياسي من الإصابات بكوفيد-19 في ظرف وجيز خلال هذه الموجة، إلى زيادة نسبة الملقحين ضد فيروس كورونا بأزيد من 27 بالمائة، قائلا إنّه من المحتمل أن يكون التلقيح قد ساهم في إضعاف هجوم الفيروس المتحوّر، ولكن الحذر مطلوب ومن الضروري أخذ كامل الاحتياطات اللازمة لتجنب أي طارئ.
وكشف بأنّ المصالح الطبية أصبحت ممتلئة بمرضى كورونا في الأسابيع الأخيرة، مع تسجيل حالات تستدعي العلاج بالأوكسجين على مستوى وحدة الإنعاش منذ الأسبوع الأول من شهر نوفمبر، مشيرا إلى أن الوضع لم يصل إلى مرحلة الضغط الكبير الذي عاشته جميع المصالح والوحدات الطبية في شهري جويلية وأوت خلال الموجة الثالثة التي خلفت عددا كبيرا من الإصابات والوفيات.
وفي ذات السياق، أكّد أنه يتم التحضير لمواجهة الموجة الرابعة من خلال توفير مزيد من الإمكانيات اللازمة والوسائل المستخدمة لعلاج المرضى، لاسيما ما تعلق بتزويد المستشفيات بمكثفات الأوكسجين لتفادي تكرار الأزمة التي حدثت خلال الموجة الثالثة، بالإضافة إلى تجند الطواقم الطبية للتكفل بجميع الحالات، خاصة وأن لديهم الخبرة الكافية التي تمكنهم من تقديم الخدمات العلاجية المناسبة للمصابين بالفيروس.
ويرى رئيس مصلحة الإنعاش، بأن الموجات السابقة من فيروس كورونا كشفت عن عدة اختلالات في المنظومة الصحية، وأخطاء مرتكبة لا يجب تكرارها حاليا، مضيفا أنه من الضروري استخلاص الدروس والعبر من تجربة الموجة الثالثة التي كانت الأشرس والأعنف من أجل التصدي لموجات قادمة مع أهمية تبني نظرة مستقبلية تمكننا من مواجهة مختلف المخاطر الوبائية.
المتحوّر “دلتا” يطغى
 حذّر البروفيسور ياعيش من استمرار التراخي في الإقبال على أخذ اللقاح المضاد لفيروس كورونا، مؤكّدا أنّ المتحوّر “دلتا” ما يزال يطغى على الموجة، ويشكّل خطرا مميتا نظرا لما يتسبّب فيه من أعراض صعبة تظهر على الكثير من المصابين، وتصل إلى الاستشفاء والحاجة الكبيرة إلى التزود بمادة الأوكسجين، موضحا في ذات السياق أنّ أغلب المرضى في الموجتين الأولى والثانية تطلّبت حالتهم من 5 إلى 6 لترات من الأوكسجين، عكس الموجة الثالثة التي فاقت الطلبات الـ 20 لترا لكل مريض.
وأكّد أنّ التلقيح هو السلاح الوحيد للوقاية من مخاطر السلالات المتحورة، ولتجنّب الوصول إلى مرحلة مضاعفات الإصابة بالفيروس، مفيدا بأنّ أغلب الملقّحين بالجرعات المعزّزة للمناعة لم يصابوا بأعراض شديدة الخطورة، داعيا إلى الإقبال على اللقاح للتخفيف من وطأة وانتشار متحورات الفيروس، ومساهمة الجميع في رفع وتيرة التلقيح على الأقل إلى 70 بالمائة للوصول إلى اكتساب المناعة الجماعية التي تساهم في كسر سلسلة انتقال العدوى، وإضعاف الفيروس مع ضرورة التقيد بالإجراءات الوقائية.
وبخصوص ظهور المتحور الجديد “أوميكرون”، وكثرة المخاوف حول إمكانية دخوله للجزائر، أجاب البروفيسور ياعيش أن المعلومات المتاحة إلى حد الآن حول المتحور الجديد، تشير بأنه أقل خطورة من المتحوّرات الأخرى ولكنه سريع الانتشار بين الأشخاص، وينتظر الحصول على أكبر قدر من المعلومات بعد وصول الفيروس إلى الذروة.