طباعة هذه الصفحة

الملتقى العربي الثاني «جازية للحكاية الشعبية»

الاهتمام بالموروث المادي واللامادي

فاطمة الوحش

أسدل الستار عن فعاليات الملتقى العربي الثاني «جازية للحكاية الشعبية» الذي دام يومين ونظمته جمعية النبراس الثقافي لبلدية سطيف بدار الثقافة هواري بومدين، تحت الرعاية السامية لوزيرة الثقافة والفنون ووالي ولاية سطيف وإشراف المديرية المحلية للثقافة والفنون، حيث شهد الملتقى مداخلات متنوعة وقراءات شعرية، بالإضافة إلى عرض فني مع الفنان الحكواتي خليل عباس من ولاية تبسة، وفيلم وثائقي حول «مكانة الحكاية الشعبية في المجتمع الجزائري والعربي».
أكد الدكتور حمزة بسو رئيس اللجنة العلمية للملتقى في كلمة بالمناسبة على أهمية القصة الشعبية في الحفاظ على الذاكرة الشفهية الشعبية، مضيفا في تصريح لـ»الشعب» أنهم عمدوا إلى تخصيص قسم من محاور الملتقى لقضية تصنيف الحكاية الشعبية، وهي قصية رئيسية في دراسة الأدب الشعبي الذي عادة ما تقتضي دراسته ثلاث مراحل هي على الترتيب مرحلة الجمع، التصنيف، ثم مرحلة التحليل، قائلا «القسم الثاني من محاور الملتقى خصصناه لتوصيف الحكاية الشعبية، ولا يفوتنا توجيه الشكر لمن كانوا سببا في نجاح الملتقى العربي الجازية للحكاية الشعبية في طبعتيه الأولى والثانية من رجال خفاء وعلن، وعلى رأسهم رئيس جمعية النبراس الثقافي لبلدية سطيف ووزارة الثقافة ممثلة في السيدة الوزيرة على رعايتها الرسمية للملتقى وكذا السلطات المحلية، إلى جانب الحكواتيين والشعراء الشعبيين الذين ساهموا في إنجاح الملتقى»، متمنيا في سياق حديثه أن تكون هذه الطبعة والتي سبقتها فاتحة لطبعات أخرى تؤسس لصنيع معرفي وثقافي معضّد بالاستمرارية من جهة وحفظ المادة العلمية من جهة أخرى.

تنوّع المحكي في المأثور اللامادي الجزائري
وبخصوص الملتقى أيضا صرّح نبيل غندوسي رئيس جمعية النبراس الثقافي لبلدية سطيف لـ»الشعب»، أن هذه الطبعة التي حملت شعار «تنوع المحكي في المأثور اللامادي الجزائري» تعد الثانية بعد الطبعة الأولى التي أقامتها الجمعية سنة 2018، وعرفت نجاحا واحتفاء كبيرين، قائلا «نسعى من خلالها إلى الحفاظ على الذاكرة الشعبية، وتأكيد إخلاصنا لموروثنا المادي واللامادي».. وأضاف أنه بالرغم من الصعوبات التي فرضتها جائحة كورونا إلا أنهم مستمرون في مسعاهم الأدبي وتأدية الواجب تجاه الذاكرة الشعبية»، في حين أكد الدكتور حمزة بسو رئيس اللجنة العلمية لـ»الشعب»، وبدوره الشاعر الشاب جمال الدين الواحدي الذي شارك في الملتقى نوّه بجهود جمعية النبراس الثقافي على اهتمامها الدائم بالذاكرة التاريخية والشعبية والشفوية، مؤكدا بأن الملتقى كان نوعيا من خلال المداخلات الثرية والمتنوعة، كما كان مؤثثا بعروض حية في الحكاية الشعبية وقصائد شعرية شعبية، تؤكد ثراء وتعدّد الفنون القولية الشفوية في الأدب الجزائري، مضيفا بأن واجبهم كشباب هو حماية الذاكرة الشعبية من الاندثار والسعي إلى نفض الغبار عن كنوزها ومكنوناتها، وقال «هذه الملتقيات والمبادرات هي ما يحفزنا على الاطلاع أكثر على موروثنا ويُبقيه حاضرا في راهننا الثقافي».

تكريم باحثين وشعراء
وقد تمّ أثناء فعاليات الملتقى تكريم عائلات الباحثين والشعراء الذين فقدتهم الساحة الأدبية في سطيف هذه السنة، إثر وباء كورونا على غرار المرحوم الدكتور أمحمد عزوي أستاذ الأدب الشعبي بجامعة سطيف، وأحد المشرفين على الملتقى في طبعته السابقة والمساهمين في الطبعة الثانية، والشاعر الشعبي الراحل فاتح بلكبير، والشيخ عبد الله الواحدي أحد رواة الشعر الشعبي الملحون والمساهمين في حفظ التراث الشفوي بجنوب الولاية.
بالإضافة إلى تكريم الكاتبة والسيناريست عبلة بلعمري، ليتمّ بعدها الانطلاق في الجلسات العلمية، بداية بالجلسة العلمية الأولى التي ترأسها الدكتور حمزة بسو من جامعة سطيف 02، وقدّم فيها الدكتور يوسف الأطرش من جامعة خنشلة شهادة حية حول سيرة الدكتور الراحل أمحمد عزوي، بالإضافة إلى الدكتور محمد بايزيد من سوريا الذي شارك بمداخلة بعنوان: «الحكاية الشعبية السورية»، ثم قدم الدكتور أحمد زغب من جامعة الوادي مداخلة بعنوان: «تصنيف القصص الشعبي الجزائري»، ليتمّ بعدها فتح باب النقاش ثم توزيع شهادات تكريمية على الأساتذة المشاركين في أشغال اليوم الأول.
وفي اليوم الثاني من الملتقى، تمّ تنظيم جلسة علمية ثانية شهدت تقديم مداخلات قيمة بداية من مداخلة الدكتور المبروك دريدي من جامعة سطيف 02 التي حملت عنوان: «إنسانية القصة الشعبية الجزائرية: سرد التاريخ بين المتعالي والمتحقق»، ومداخلة الدكتور غنية بوضياف من جامعة بسكرة بعنوان «المستشرقون والحكاية الشعبية»، كما قدّم الوليد عثمانِي من جامعة سطيف 02 قراءة في المجموعة الشعرية «شموع ودموع» للشاعر الراحل فاتح بلكبير.
ليتمّ بعدها تقديم عرضين للحكاية الشعبية من طرف الفنانين المسرحيين نبيل بن سكة، وبوزيد سارة، ناهيك عن تقديم قراءات شعرية شعبية لشعراء الولاية، على غرار جمال الدين الواحدي، لخضر بغدادي، عبد القادر قماز، عبد الحميد شبيح، قيس راهم، مصباح بلعيفة، بالإضافة إلى الطيب قتال 1960، آمال فرشة وسرحان عبد الرحمن، كما شهد الملتقى حضور الشاعر بوزيد حرز الله..