دعت الجزائر، على لسان رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، أمس، بإسطنبول (تركيا)، الشعوب الإسلامية إلى مزيد من التضامن مع الشعب الفلسطيني، وإدانة السياسات الهادفة لتمكين الكيان الصهيوني من السيطرة والاستحواذ على المنطقة بالتطبيع أو التواطؤ.
قال بوغالي، في كلمة له أمام المؤتمر 16 لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي: “تدعو الجزائر الشعوب الإسلامية لمزيد من التضامن مع الشعب الفلسطيني، مع العمل على صون حقوقهم ومكتسباتهم وتراثهم وهويتهم وإدانة السياسات الهادفة لتمكين الكيان الصهيوني من السيطرة والاستحواذ على المنطقة بالتطبيع أو التواطؤ”.
وأردف رئيس المجلس الشعبي الوطني قائلا: “نحن مع نصرة الشعب الفلسطيني في نضاله المقدس من أجل التحرر والكرامة ومن أجل بناء دولته المستقلة والسيدة وعاصمتها القدس الشريف، كما كانت عبر تاريخها المجيد منارة للحضارة والحرية والفكر والتعايش السلمي والبناء الإنساني”.
وشدد في ذات السياق، على أن الجزائر “ستبقى داعمة لدولة فلسطين ولشعبنا الفلسطيني الأبي وداعية للمصالحة الفلسطينية الوطنية للرفع من المناعة الوطنية للفلسطينيين، ومن مستوى تجندهم وتأهبهم وتعبئتهم من أجل قضيتهم وسيادتهم”.
كما أكد بأن “الضمير الإنساني” يستدعي منا جميعا “العمل في الأطر البرلمانية، الجهوية والدولية، من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه التاريخية وتطلعه لإقامة دولته السيدة في أقرب الآجال، لأنها قضية حق مسلوب يكفله التاريخ والقانون الدولي”.
في هذا الشأن، جدد بوغالي التأكيد على بقاء الجزائر “فاعلة في كل الأطر والمبادرات الساعية لحل النزاعات بالطرق السلمية وفي الرفع من مستوى التضامن ومن مجالات التنسيق بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي تحقيقا لعلاقات أكثر ثراء وتكاملا بين دولنا خدمة لشعوبنا وضمانا لمصير مشترك يميزه الرقي والرخاء”.
وفي سياق متصل، ذكر بأن “جزائر اليوم تحت قيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، قد أكملت بناء مؤسساتها الديمقراطية، استجابةً لمطالب الشعب في حَراكه المبارك، وهي لا تزال وفيةً لمواقفها الثابتة، متشبثة بمبادئها”.
أجندات خارجية للتشجيع على التطبيع
من جهة أخرى، أشار بوغالي إلى أن العالم الإسلامي يواجه اليوم “عديد التحديات والتهديدات التي تفرزها الاستراتيجيات الرامية لإعادة التشكيل الجيوسياسي للعالم، مما زاد من تنافس الأجندات الخارجية وتضارب الإرادات الأجنبية وكثرة المناورات والمؤامرات التي تهدف لعرقلة المسارات الوطنية المرتبطة بتعزيز الاستقرار النسقي للدول وتجانسها الاجتماعي ورقيها الاقتصادي”.
كما تستهدف هذه الأجندات - يقول السيد بوغالي - “ضرب وحدة الأمة وإذكاء النعرات والنزاعات وزرع عوامل الانشقاق والفرقة، والتشجيع على التطبيع مع الكيان الصهيوني وبناء شراكات أمنية وعسكرية، بما يبعث على المزيد من التشنجات ويرهن مستقبل علاقات الإخاء والتضامن بين الشعوب المسلمة”.
وتابع في ذات السياق، بأن “قضيتنا المركزية” فلسطين، تواجه “تحديات جديدة مرتبطة بمناورات تهدف لعرقلة مسار استرجاع الفلسطينيين لحقوقهم التاريخية والمشروعة وإقامة دولتهم المستقلة، خاصة مع استمرار الكيان الصهيوني في تفعيل سياساته الهادفة لطمس التراث الحضاري والديني الفلسطيني، بمحاولة تهويد المقدسات والعمل على فرض خارطة سكانية متناقضة مع تاريخ فلسطين وحدود 4 جوان 1967 عن طريق بناء المستوطنات ونزع الأراضي من ملاكها الفلسطينيين وتفتيت الضفة الغربية لأجزاء غير متصلة عن طريق جدار العار، والسعي لفرض انقسام بين الضفة وغزة الفلسطينيتين بالعدوان والحصار والحرمان”.