أنهى رئيس دولة فلسطين، محمود عباس، أمس، زيارة دولة إلى الجزائر التقى خلالها برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي أكد له سعي الجزائر لوضع القضية الفلسطينية في “صلب أولويات” القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر، مارس المقبل.
أكد الرئيس تبون، في ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الفلسطيني، أن الجزائر تسعى جاهدة إلى وضع القضية الفلسطينية في “صلب أولويات” القمة العربية التي ستحتضنها مارس المقبل، معربا عن أمله في أن يكون هذا الحدث الهام “شاملا وجامعا” وأن يشكل انطلاقة جديدة للعمل العربي المشترك”، مشددا على أن الجزائر “ستبقى وفية لمبادئها الأصيلة والمنادية لنصرة المظلومين”.
واعتبر رئيس الجمهورية أن بلورة موقف موحد ومشترك حول دعم حقوق الشعب الفلسطيني عبر إعادة التمسك الجماعي بمبادرة السلام العربية لعام 2002، سيكون له الأثر البالغ في إنجاح أعمال هذه القمة وتعزيز مسيرة العمل العربي المشترك.
وجدد الرئيس تبون بالمناسبة، التأكيد على أن “الجزائر ستبقى وفية لمبادئها الأصيلة والمنادية بإعلاء الحق ونصرة المظلومين مهما طال الزمن ومهما كان الثمن”، لافتا إلى أن احتضان الجزائر للقضية الفلسطينية المقدسة والدفاع عنها في كل المحافل الدولية والإقليمية “ليشكل بالنسبة لنا مسألة وفاء قبل كل شيء..”.
وكانت الزيارة فرصة لإعلان الرئيس تبون عن مساهمة مالية بقيمة 100 مليون دولار للدولة الفلسطينية، إلى جانب تخصيص 300 منحة دراسية لفائدة الطلبة الفلسطينيين.
من جهته، أكد محمود عباس أن الجانب الفلسطيني “يستبشر خيرا” باحتضان الجزائر للقمة العربية القادمة للمّ شمل الأمة العربية، مبديا “ثقته بحسن تنظيم هذا الموعد العربي وإدارته في ظل القيادة الحكيمة للرئيس تبون”.
وشكل إعلان رئيس الجمهورية، من جهة أخرى، استضافة الجزائر لندوة جامعة للفرقاء الفلسطينيين، ترحيبا من رئيس دولة فلسطين الذي أكد “مواصلة العمل من أجل توحيد الجهود وتشكيل حكومة وحدة وطنية تجمع كل القوى المشاركة فيها، مؤمنة بالشرعية الدولية”.
وكان لقاء الرئيس تبون بمحمود عباس أيضا، فرصة أكد خلالها هذا الأخير “ضرورة” عقد مؤتمر دولي للسلام وفقا لقرارات الشرعية الدولية، يهدف الى إنهاء الاحتلال لأرض دولة فلسطين بعاصمتها القدس، محذرا في نفس الوقت من أنه “إذا ما استمرت سلطات الاحتلال في طغيانها وممارستها العدوانية... ستكون لنا خياراتنا وإجراءاتنا في وقت قريب”.
كما نوه رئيس دولة فلسطين بالدور الكبير الذي يقوم به الرئيس تبون والدبلوماسية الجزائرية “لإسناد القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، خاصة في الاتحاد الإفريقي، وأهمية استمرار التنسيق الثنائي بين البلدين”.