القضية فـي صُلبِ أولويات القمة العربية المقبلة
ألقى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيس دولة فلسطين محمود عباس، أمس، بمقر رئاسة الجمهورية، كلمة هذا نصها كاملا:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين...
- السيد الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين الشقيقة،
- والوفد الـمرافق،
- الحضور الكرام.
أود بدايةً أن أجدد الترحيب بكم السيد والأخ الفاضل محمود عباس وكافة الإخوةِ أعضاء الوفد الكريم الـمرافق لكم وأُشيد بزيارتكم الـمباركة التي تأتي تكريسا للعَلاقات الأخوية القوية والـمتميزة التي تجمع بين بلدَيْنا وشعبَيْنا الشقيقين.
فالعلاقات بين الجزائر وفلسطين أكبرُ بكثير من أن يتمَّ وصفُها لـِما تُجسّدُه من قيمٍ مثلى ومشتركة في النضال والتضحية والتحرر ولـِما تحمله من أواصرِ الترابط والتعاضد بين البلدين والشعبين الشقيقين فـي كل الظروف وعَبرَ كلِّ الأزمنة. وما الفرحةُ التي تعلو وجوهَ الجزائريات والجزائريين وهم يحملون العلَم الفلسطيني ويُزيّنون به بيوتَهم ومدنَهم بمناسبةٍ أو دون مناسبة، إلا تعبيرٌ بسيط عن هذه العلاقة الوجدانية العميقة التي ناصر عبـرها الشعبُ الجزائري برُمّتــِه قضيةَ فلسطين العادلة فـي كل مراحلها.
كما أن احتضانَ الجزائر حكومةً وشعبا للقضية الفلسطينية الـمقدسة والدفاع عنها في كل المحافل الدولية والإقليمية، ليُشكلُ بالنسبة لنا مسألةَ وفاءٍ قبل كل شيء. وفاءً لتاريخنا التحرري الـمجيد والتضحيات الجسيمة لأسلافنا الأبرار الذين آمنوا بحقٍّ أن قضيةَ فلسطين هي قضية حقٍ وعدالة.
السيد الرئيس،
تأتي زيارتُكم الـمباركة إلى بلدكم الثاني الجزائر ونحن نحتفل بالذكرى الثالثةِ والثلاثين (33) لإعلان قيامِ الدولة الفلسطينية يومَ 15 نوفمبر 1988 على أرضِ الجزائر.
إن هذه الـمحطةَ التاريخيةَ التي مهّدت لاعتراف غالبيةِ الدولِ عبر العالم بالدولة الفلسطينية على حدودِ 1967 وعاصمتُـها القدسُ الشريف فـي مسارٍ ابتدأتُــــه الجزائر، لا تزال تمثل مرجعا أساسيا وهدفا جوهريا بالنسبة لنا.
وأمامَ حالةِ الجمود غيرِ المسبوقة التي تعرفها عمليةُ السلام في الشرق الأوسط وفي ظلِ السياساتِ الإجراميةِ للمحتل والتي ترمي إلى تغييرِ الطابع الجغرافي والديموغرافي وترسيخِ الأمرِ الواقع، نرى أنه من الضروري تعزيزُ العملِ العربي الـمشترك حول قضيتِنـا الـمركزية والأولى وتوحيـدُ الـمواقف لدعمِ الشعبِ الفلسطيني ومقاومتِه الباسلة.
ولهذا، ارتأينا ونحن نتأهبُ لاحتضانِ القمة العربية المقبلة، أن نسعى جاهدين لوضع القضية الفلسطينية في صُلبِ أولويات هذا الحدث الهام الذي نأمل أن يكون شاملاً وجامعًا وأن يشكلَ انطلاقةً جديدة للعمل العربي الـمشترك.
ولا شكَّ أن بلورةَ موقفٍ موحدٍ ومشترك حول دعمِ حقوقِ الشعبِ الفلسطيني عبر إعادةِ التمسكِ الجماعي بمبادرةِ السلامِ العربية لعامِ 2002، سيكون له الأثرُ البالغ في إنجاحِ أعمالِ هذه القمة وتعزيزِ مسيرةِ العمل العربي الـمشترك.
في هذا السياق، أود أن أؤكدَ لكم السيد الرئيس والأخ الفاضل، أن الجزائرَ ستبقى وفيّةً لـمبادئها الأصيلة والـمنادية بإعلاءِ الحقِ ونُصرةِ الـمظلومين مهما طال الزمنُ، ومهما كان الثمن.
وبهذا، أختتمُ كلمتي مُجددًا لكم سعادتَنا بزيارتكم ومتمنيًا لكم إقامـــةً طيبـــة وسط أهلِكم وإخوانكم الذين يحملون جميعًا قضيةَ فلسطين في قلوبِهم، وفي وجدانِهم.
ووفاءً لتاريخِ الجزائر الثوري المجيد والالتزام الثابت للشعب الجزائري برمته، بمساندة القضية الفلسطينية العادلة في كل الظروف وعملا بقرارات جامعة الدول العربية ذاتِ الصلة، قررتْ الدولةُ الجزائرية تقديمَ هذا الصكِ الذي يتضمن مساهمةً ماليةً من الجزائر بقيمة مئة (100) مليون دولار، لأخي فخامة الرئيس أبومازن رئيسِ دولة فلسطين ورئيسِ منظمة التحرير الفلسطينية.
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
والسلام عليكم.