الجرعة الثالثة لتعزيز فاعلية اللقاح
قالت الدكتورة ابتسام لعاتي إن العشرة أيام الأخيرة عرفت حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19، ارتفاعا محسوسا بعض الشيء على مستوى مصلحة كوفيد، بمستشفى محمد بوضياف، وهو مصاحب للارتفاع المسجل في الإصابات على المستوى الوطني مما يستدعي رفع درجات اليقظة والحذر.
أكدت الدكتورة لعاتي، الأستاذة الاستشفائية المختصة في الأمراض المعدية على مستوى المؤسسة الاستشفائية العمومية محمد بوضياف بورقلة في تصريح لـ»الشعب»، ترقب موجة رابعة من الوباء محتملة، خاصة مع الارتفاع المسجل في الإصابات وطنيا.
أوضحت المتحدثة أن المتحور «دلتا»، مازال مسيطرا في العديد من الدول التي تشهد حالات كبيرة في أعداد الإصابات بالفيروس، وهو ما يشير إلى احتمال عودة الحالة الوبائية من جديد إلى ذروتها ودخول بلادنا في موجة رابعة، ما يستلزم الاستعداد لما قد ينتج عن التراخي في التعامل مع الفيروس، خاصة وأن نسبة الإقبال على التلقيح ضد كورونا لم تسجل تقدما مرضيا بعد.
وفي حديثها عن المتحور الجديد «أوميكرون»، قالت إن المعلومات المتوفرة وهي قليلة، تشير إلى أنه أشد عدوى ونسبة انتشاره كبيرة ومن أعراضه الحمى وآلام في أطراف الجسم، إلا أنه في نفس الوقت لم يسجل حالات وفاة، وهذا شيء مطمئن نوعا ما لأن الوفيات تبقى هاجسا كبيرا.
وأضافت محدثتنا أن احتمالية ضعف الفيروس أو عودته في متحور أشد قوة واردة، لأن أي فيروس إذا كثرت تحوراته، إما أن يضعف ويتلاشى أو يتحور في شكل فيروس أقوى كما حدث مع المتحور «دلتا».
وفي نفس السياق، استطردت الدكتورة لعاتي أن المعطيات الواردة حول طبيعة المتحور الجديد، تبقى مرتبطة ببعض الدول التي عرفت تسجيل حالات من المتحور «أوميكرون» والتي شهدت في الوقت ذاته ارتفاعا كبيرا في معدلات التلقيح ضد كورونا بين مواطنيها.
وبالتالي فإن التحلي بالحيطة والحذر ضروري في هذه المرحلة، مضيفة أن رفع وعي المواطن بضرورة اللجوء إلى التلقيح ضد الفيروس كإجراء احترازي، حيث لابد من التذكير ـ وفق ما أشارت الدكتورة لعاتي ـ بضرورة التلقيح وتلقي الجرعة الثالثة من اللقاح لكل شخص سبق وأن تلقى الجرعة الثانية منذ مدة تجاوزت الستة أشهر، مع ضرورة الالتزام بالكمامات واحترام التباعد الصحي.
وأضافت هنا أن اللقاح متوفر والجهات الوصية، تسعى إلى توفيره في فائدة المواطن عبر مختلف الهياكل ورغم أن المعطيات في نهاية الموجة الثالثة كانت تشير إلى أن هناك إقبالا ملحوظا من طرف المواطنين على أخذ اللقاح، لكن هناك تراخي ملاحظ في هذه المرحلة وهو مؤشر على احتمالية الدخول في موجة جديدة.
من جانبها أكدت الدكتورة المختصة في الأمراض المعدية أن هناك بعض الخلط بين الأنفلونزا الموسمية وكوفيد بسبب الأعراض، خاصة وأن التغير في المناخ الذي نشهده في الوقت الحالي قد يؤثر على جسم الإنسان وهذا أمر طبيعي، إلا أن الإصابة بالأنفلونزا الموسمية هي مؤشر أيضا على نقص مناعة الجسم وبالتالي احتمالية التعرض للإصابة بالفيروس أو متحور أكثر خطورة، منوهة إلى ضرورة تلقي كبار السن وذوي الأمراض المزمنة للقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية وكذلك التلقيح ضد كورونا، مطمئنة بأن أخذ اللقاحين خلال فترة متقاربة لن يكون له أية آثار صحية سلبية.
وفي إجابتها حول طرح المختصين فكرة تعديل اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، حتى تتناسب مع المتحور الجديد «أوميكرون»، قالت محدثتنا إن اللقاحات السابقة، استهدفت تكوين أجسام مضادة للبروتين «أس» أو «سبايك»، وهناك تخوف من أن تقلل المتحورات الجديدة من فعالياتها، لذلك فهي بحاجة إلى تعديل حتى تكون أكثر فاعلية.