يشتكي أولياء الأطفال المصابين بالتوحّد، بمدينة المحمدية في ولاية معسكر، من تأخر التكفل بأطفالهم داخل المراكز النفسية البيداغوجية، موضحين في شكوى لهم استلمت «الشعب» نسخة عنها، أن ما يقارب 40 طفلا مصاب بالتوحّد لم يجدوا مكانا للتكفل بهم سواء بالمركز النفسي البيداغوجية للمعاقين ذهنيا بالمحمدية أو على مستوى الأقسام الدراسية المكيفة المخصّصة لهذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن السنة البيداغوجية 2021-2022.
ذكر أولياء الأطفال المصابين بالتوحد بأنواعه الخفيفة والحادة، أن البعض من الأطفال قد تجاوزوا سنّ 12 دون أن يحظوا بالتكفل النفسي والبيداغوجي، بسبب قلة المقاعد البيداغوجية المخصّصة ومحدودية طاقة استيعاب المركز النفسي البيداغوجي للمحمدية التي تصل إلى 80 مقعدا، وتقدّم لهذه الفئة خدمات علاجية نفسية وبيداغوجية جليلة تحدّ من عبء حالات إعاقاتهم.
وأبدى أولياء الأطفال المصابين بمرض التوحّد مخاوفهم من استمرار مشكل محدودية المقاعد النفسية البيداغوجية بالمركز، داعين إلى إنشاء أو فتح ملحقة جديدة تجمع الأطفال المصابين بهذه الإعاقة وتضمن التكفل بهم في ظروف ميثالية بإقليم إقامتهم لاسيما وأنه تمّ تسجيل ما يقارب 46 طفلا مصابا بالتوحّد في قائمة الانتظار، ومقابل ارتفاع عدد الإصابات بهذا النوع من الإعاقة بالمحمدية ونواحيها، واحتمالية ظهور حالات جديدة بالنظر إلى ارتفاع الكثافة السكانية.
من جهته، قال مدير التضامن والنشاط الاجتماعي لمعسكر، أنه لا يوجد ارتفاع في عدد الإصابات بمرض التوحّد، إنما يتعلّق الأمر بأخطاء في تشخيص المرض، لافتا أنه تمّ امتصاص جميع طلبات وملفات الأطفال المصابين بالتوحّد بالمراكز المتخصصة عبر بلديات معسكر، المحمدية وغريس التي خصّص مركزها فوجا بيداغوجيا للتكفل المبكر بأطفال التوحّد انطلاقا من سنّ الثالثة من العمر، إضافة إلى ترقب افتتاح ملحقة جديدة خاصة بهذه الفئة بمدينة سيق - بالتعاون مع محسنين.
وذكر مدير التضامن والنشاط الاجتماعي لمعسكر، أن مصالحه تحصي نحو 466 طفل من ذوي الإعاقة الذهنية والجسدية، تتمّ رعايتهم عبر 6 مراكز متخصّصة بتراب الولاية إضافة إلى 9 أقسام مكيفة بالمؤسسات التربوية، مشيرا أن حرص الدولة على العناية بهذه الفئة من الجزائريين قد أثمر عن نتائج ايجابية يعللها تفوق نخبة منهم في مسارهم الدراسي والرياضي على سبيل المثال إذ شرف حضورهم الجزائر في المحافل الدولية.