تأهل المنتخب الوطني للاعبين المحليين، يوم أمس، إلى الدور ربع النهائي بعد فوزه الثاني في كأس العرب، وذلك على نظيره اللبناني بنتيجة 2 – 0 في المباراة التي جرت بملعب الجنوب بالدوحة، والتي كانت صعبة للغاية بالنسبة لـ « الخضر « الذين لم يحسموا الأمور إلا في المراحل الأخيرة من المواجهة.
لعبت المقابلة أكثر من الناحية التكتيكية التي عرفت تباينا كبيرا في شكلها، فمن جهة المنتخب الجزائري فضّل « الكوتش» بوقرة الاعتماد على الهجوم والضغط على المنافس، في حين اختار مدرب منتخب لبنان تعزيز خطي الوسط والدفاع.
وقد عرفت تشكيلة « الخضر « بعض التغييرات مقارنة بالمباراة الأولى أين دخل بلايلي مكان سعيود في التنشيط الهجومي رفقة براهيمي، كما أن وسط الدفاع تركب من الثنائي توقاي وتاهرات، ودخل في الحراسة زغبة مكان مبولحي.
بدت النسوج الهجومية جيدة منذ بداية المباراة بالنسبة للمنتخب الوطني، لكن مشكل الفعالية طرح بصفة كبيرة أمام تسرع وعدم التركيز لدى لاعبي الخط الأمامي الذين اصطدموا كذلك ببراعة الحارس اللبناني مصطفى مطر حيث أبقى شباكه بدون أي هدف طيلة الشوط الأول. . رغم محاولات بونجاح، براهيمي، تاهرات.
وسارت الأمور بنفس الصيغة خلال بداية المرحلة الثانية، وتواصل تضييع بعض الكرات السهلة من بعض لاعبي هجوم المنتخب الوطني أمام التجمع الكبير للاعبي المدرب ايفان هاشيك في منطقتهم للحد من خطورة هجمات « الخضر «. . ولو أن اعتماد أشبال بوقرة على الظهيرين شتي وبن عيادة أعطى شحنة إضافية لممثلينا وحجم لعب أكبر، وهذا من أجل الوصول الى التأثير على الجانب البدني للمنافس.
لكن خروج المنتخب اللبناني تدريجيا من تقوقعه كان مفيدا للغاية للفريق الوطني حيث « اتضحت « مساحات كبيرة مكّنت بونجاح، براهيمي وخاصة بلايلي من الاعتماد على الهجومات المعاكسة والسرعة في المراوغة حيث أن صاحب الفانلة رقم 10 لـ « الخضر « كان مفتاح فك شفرة الفريق اللبناني.
فقد فتح بلايلي رواقا على الجهة اليسرى وحاول المراوغة ليعرقل في منطقة العمليات، الأمر الذي دفع الحكم بعلان ضربة الجزاء نفذها براهيمي بإحكام في الدقيقة 69 معلنا تقدم الفريق الجزائري في المباراة.
و ضغط المنتخب اللبناني بشكل كبير في الدقائق الأخيرة لمحاولة تدارك التعادل، مما أعطى حلولا أخرى للفريق الوطني الذي تمكن من إضافة الهدف الثاني في الدقيقة 90 عن طريق البديل مزياني، الذي انفرد بالحارس معطر ولم يترك له أية فرصة بتسديدة محكمة.
الفوز الثاني لـ « الخضر « لم يكن سهلا تماما، الأمر الذي يعني أن مستوى البطولة مرتفع ومعظم المنتخبات المشاركة تعتمد على لاعبين مميّزين ويسعى المدربون الى دراسة المنافس بشكل دقيق لمحاولة وضع أكبر الحظوظ من جانبهم. . وبالتالي فإن مجيد بوقرة سيقف على عدة نقاط دوّنها لتكون دروسا في المواجهات القادمة بداية من الموعد القادم أمام المنتخب المصري، يوم الثلاثاء 7 ديسمبر الجاري.
وللإشارة، فإن المباراة عرفت إخراج الحكم للبطاقة الحمراء في مرتين، الأولى للجانب الجزائري بعد طرق اللاعب مريزاق في الدقيقة 77، بينما طرد اللاعب اللبناني قاسم الزين في الدقيقة 83.
وفي تصريحه مباشرة بعد نهاية المباراة، أكد قائد المنتخب الوطني براهيمي ان « المباراة كانت صعبة أمام فريق كان يسعى الى تحقيق نتيجة ايجابية للحفاظ على حظوظه في التأهل الى الدور ربع النهائي. . وصعبت المقابلة عندما لم نتمكن من تجسيد الفرص العديدة التي أتيحت لنا في الشوط الأول. . قبل أن تتغيّر الأمور في المرحلة الثانية.
ومن جهته، أشار بلايلي: «واجهنا فريقا قويا من الناحية الدفاعية وجد منظم من الناحية التكتيكية، لكننا تمكنا من تجاوزه بالأداء والنتيجة. . وعلينا تحضير المواجهة القادمة أمام المنتخب المصري ونقوم بكل ما في وسعنا للفوز بالمباراة الثالثة والتأهل في المركز الأول للمجموعة.