رفضت الدول الأوروبية مقترحات قدمتها إيران بشأن العودة للاتفاق النووي واعتبرتها مخيبة للآمال، في وقت شددت فيه طهران على أن هذه المقترحات ترتكز على المبادئ المشتركة بين الجانبين
أعرب الأوروبيون عن «خيبة أملهم وقلقهم» من محتوى مسودتين قدمتهما إيران مؤخرا بشأن إحياء الاتفاق النووي الذي وقعته طهران والأطراف الدولية عام 2015، وانسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018.
وقال دبلوماسيون أوروبيون كبار إن إيران تتخذ موقفا مدمرا في المفاوضات النووية التي استؤنفت مؤخرا. ورأوا أن «طهران تتراجع عن كل التسويات التي تم التوصل إليها بصعوبة» خلال الجولة الأولى من المفاوضات بين أفريل وجوان الماضيين.
وأوضحوا أن المحادثات ستستأنف «الأسبوع المقبل لمعرفة ما إذا كانت هذه الخلافات يمكن التغلب عليها أم لا». وحذروا من أن فرصة التوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع النووي آخذة في التقلص. ورغم هذه التصريحات القاسية، فإن الدبلوماسيين الأوروبيين قالوا إنهم «منخرطون بشكل كامل في البحث عن حل دبلوماسي»، مشددين على أن «الوقت ينفد».
وكان الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى قد انهار منذ الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة عام 2018 وإعادة فرض العقوبات، وهو ما دفع طهران إلى الرد عبر التنصل من معظم التزاماتها.
وقال كبير المفاوضين الإيرانيين علي بكيري إن مقترحات الحل التي قدمتها طهران خلال المحادثات النووية في فيينا لم تقبلها الدول الأوروبية الأطراف في الاتفاق النووي.
وأضاف «الأطراف الأوروبية غير راضية بالفعل عن مقترحاتنا، لكن النقطة المهمة هي أن هذه المقترحات تقوم على المبادئ المشتركة بين الجانبين».
لكنه اعتبر أن الموقف الأوروبي أمر طبيعي لأن المقترحات الإيرانية جاءت «وفقًا لمصالحنا وسياساتنا، وليس وفق الأشياء التي تتماشى مع آرائهم».
وأشار كبير المفاوضين الإيرانيين إلى أنه يمكن للجانب الأوروبي أيضًا تقديم مقترحاته الخاصة، بشرط أن تكون قائمة على مبادئ مشتركة.
وكانت المحادثات انطلقت مؤخرا في فيينا برئاسة إنريكي مورا نائب الأمين العام والمدير السياسي لدائرة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي. وشارك فيها ممثلون رفيعو المستوى من روسيا والصين وألمانيا وفرنسا وإنجلترا وإيران، وتم تعليقها حتى الأسبوع الجاري بسبب عدم قدرة الطرفين على التوصل إلى اتفاق.——————————————