اعتبر الإعلامي المغربي، علي لهروشي، أنّ زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى المغرب تشكّل تحديا سافرا وخطيرا لمشاعر الشعب المغربي الرافض للتطبيع، وتهديدا للجزائر التي تقاوم تغلغل الكيان الصهيوني في القارة الإفريقية.
حذّر علي لهروشي من تداعيات الاتّفاقيات الأمنية التي سيوقعها نظام المخزن المغربي مع الكيان الصهيوني خلال الزيارة المرتقبة للوزير بيني غانتس إلى الرباط اليوم وغدا، خاصة ما تعلق بالتعاون في مجال الدفاع والتصنيع الحربي.
وقال في حوار صحافي: «من المنتظر أن يوقّع المغرب على ثلاث اتفاقيات مع العدو الصهيوني لتعزيز التعاون الثنائي بين الطرفين، في تحد سافر وخطير لمشاعر الشعب المغربي الرافض للتطبيع»، مشيرا إلى أنّ النّظام المخزني ما كان ليتجرّأ على إخراج التطبيع من السرية إلى العلنية «إلا بعد نجاحه في تشتيت الشعب المغربي بين من يطالب بالخبز والشغل، وبين من يطالب بالحقوق والحريات، وبين من انخدع بأكذوبة الدفاع عن الوطن».
صراعات خارجية للالتفاف على الأزمات الدّاخلية
أضاف في هذا الإطار: «النّظام المغربي قام بإلهاء الشعب المغربي بإثارة صراع خارجي مع كل من الأشقاء بالجزائر وإسبانيا، والاستمرار في استغلال القضية الصحراوية للالتفاف على الأزمات الداخلية الخانقة التي يمر بها الشّعب المغربي».
كما لفت إلى استغلال النظام المغربي لجائحة كورونا لفرض قانون الطوارئ الصحية، بغرض محاصرة الشعب المغربي بكامله وقمعه، ليسهل عليه تمرير كل مخططات التطبيع بجميع أشكالها، «بعدما كان التطبيع سريا بعد مغادرة الحماية الفرنسية للمغرب».
وأردف: «مخاطر الصهيونية على المملكة تجلت في تدخلها في الشأن المغربي، حيث تمّ تدمير شعب بكامله عن طريق تكميم الأفواه والزج بالأحرار في سجون الذل والعار، واغتيال بعضهم بأساليب وحشية، دون أن تحرك المنظمات الدولية ساكنا، لأنّ الصهيونية تقوم بحمايته (أي النظام) عن طريق تزييف الحقائق وتزويرها لصالح المخزن».
تبادل الأدوار لاستهداف الجزائر
في حديثه عن مخاطر توقيع اتفاقيات أمنية بين المخزن والنظام الصهيوني، قال علي لهروشي إنّ ما يؤكد وجود خطر فعلي على الشعب المغربي وكل المنطقة، وعلى الجزائر بشكل خاص، هو أنّ «التطبيع تطور في فترة وجيزة، وبشكل سريع من تطبيع دبلوماسي الى تطبيع عسكري واستخباراتي»، مذكّرا في هذا الإطار بتصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، التي هاجم فيها الجزائر خلال زيارته للرباط شهر أوت المنصرم.
وأبرز الصحفي المغربي، اللاّجئ بهولندا هربا من ديكتاتورية النظام المغربي، أنّ الكيان الصهيوني يشن «هجمة شرسة» على الجزائر بسبب مواقفها الثابتة إزاء قضايا التحرر في العالم، خاصة فلسطين والصحراء الغربية، وكذا رفضها لمنح الكيان الصهيوني صفة مراقب لدى الاتحاد الإفريقي، لكبح جماح تغلغله بالقارة الإفريقية.
وأوضح في هذا الإطار، بأنّ الكيان الصّهيوني ونظام المخزن «يتبادلان الأدوار لضرب استقرار الجزائر، حيث يقوم المغرب عبر بعثته الدبلوماسية في الامم المتحدة بتسويق صورة سوداء عن الجزائر والإساءة لها أمام المنتظم الدولي»، كما يقوم الكيان الصهيوني بالترويج لما يسميه كذبا وزورا «تقارب الجزائر مع إيران»، ومن هنا يبدأ مخطّط الهجوم الإعلامي وحتى النفسي، لتبرير و»شرعنة» قرار العدوان عليها.
ويرى علي لهروشي أنّ ما يقع بليبيا وتونس لا يخرج عن إطار المخطّطات الصّهيونية في المنطقة.